أظنني المواطن العربي الوحيد الذي يمتلك إيصالا بأسمه بإستلام نقدية صادر عن خزينة جامعة الدول العربية وذلك مقابل ايجار قاعتين من قاعات الجامعة لمدة ثلاث أيام ..
حدث ذلك بعيد سقوط بغداد بأيام ، حيث أفزعني ما شاهدناه من سلب ونهب وتدمير للمتحف العراقي وسجلاته وايقنت أن الهجمة الصهيونية ليست صدام حضاري بل تدمير حضاري ممنهج ومنظم والسلاح أهم أدواته ، إن صدام الحضارات يفترض وجود حضارتين أو أكثر وما نراه هنا ونعلمه أن حضارة الشرق تتعرض لهجمة بربرية دموية مدمرة لا تحمل أي سمة من سمات أي حضارة ، قوة غاشمة ولابد لها من طمس ومحو وتزييف التاريخ وسجلاته حتى يتسنى لتلك القوة أن تدعي كذبا أن لها تاريخ .. تكذبها سجلات التاريخ العراقي منذ زمن بابل وآشور ، لذا كان لابد من تدمير وسرقة سجلات بابل وآشور وكل تاريخ العراق ... لكن لا تحزنوا فتاريخ العراق منذ القدم تحفظه سجلات مصر الأعرق والأقدم .. إذن فإن الطغاة لن يهدأوا ولن ينجحوا في جريمتهم ما لم يضعوا ايديهم القذرة على سجلات مصر (حافظة سجلات الشرق) .. ومن هنا رأيت الموضوع لا ينبغي السكوت عنه ويستدعي استنفار الهمم والعمل على إفشال مخطط الطغاة .
حسنا .. اتصلت بمحامين زملاء لي في حوالي عشرين قطر عربي وجميعهم أعضاء بالمنظمة العربية للمحامين الشباب ومنهم عراقيون وطلبت عقد مؤتمر دولي حول الحماية القانونية للآثار العربية ، واتفق الجميع على الحضور للقاهرة وخاطبت الأمين العام لجامعة الدول العربية في الموضوع فرحب ووافق على أن ينعقد المؤتمر تحت رعايته بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة
وبعد أن تحدد الموعد وقرر حوالي 300 محامي ومحامية حضور المؤتمر من 17 دولة عربية غير مصر البلد المضيف ، أخبرتني إدارة جامعة الدول العربية أن هناك رسوم لابد أن تدفع مقابل إيجار القاعة ... ولا مجال للنقاش ولا فصال ولا تخفيضات ! دفعت و أنا أضحك .. وما زلت .. لكنه ضحك كالبكا
!
.
.