يا أهلَ الشِعر
إني قد أفضت من الكلمات شعرًا لا بأس به ِ جَيِدا
إني أرى خلف البحور نواهل ٌ مِن رِق ٍ وعظم ٍيانعُ الأخضاب ِ
وكلماتٌ بقصيد القلوب تَنتَحِر
تَستَتر خلفَ رِداء البَعثِ قبل الحَشر ِ في دُنيا لَم نعرِفها بَعد
لكن رجاء ً أقول لها :
لعلَ البابَ لَم يُطرَق مُذ كُنتُ صَغيرا
أرجوا قَبل الولوج بأحشائي أن تدقيه لعلي أسمع صدى له ُ أو أثرُ
كوني رفيقة ًبنا لا تقتلي أنفاسًا مشيدة ً بالدُرَر ِ
إن الولوج إلى قلب ٍ قد أفاض قبل قليل صعبٌ ربما هو قدَرُ
أو رُبَما خلف تلك الثنايا ترينَ وجهٌ محمرٌ من الخجل ِ
لا تبتري طفلا ً من جذوره لعله فيه خيرٌ للبشر
أو ربما يكون ذا قلب ٍ رقيق يحنوا على طفل ٍ... أيضًا... من البشر
وأحرف ٌ تتبعثر ُ في غابة ٍ ذات ِ شجر ٍ وزهر ٍ وأقفار ٍ رُمِمَت من قِبَل من كانوا هنا
ساعة ٌ أو ساعتين مَضَت على الرَحيل
لكنه بقي بالأنفاس بعضُ القليل
سأهجوا بالشعر من لم يكتفي أنه ُ كان هنا
وأرى أعجب الأحداث أننا ما زلنا ولم نزَل
نقتطِف مِن بَعض ِ الثِمار نَواة ُ شيءٌ مستحيل
ولعلَ المستحيل ما كان ولن يكون... في عالم الحمقى رأيتهُ يستتر
دمعٌ أفاض على بعض ٍ من الثمر
ولا أدري إذا ما كان دمعٌ ذا ملمس ٍ خشِنٌ على الوجنتين
أراه قد خدشهما خدشتين أو ربما أكثر
والقافية تمردت على البحر لم تعد تريد نظم المآسي من بني البشر
إنها تريد فرحـــًا أو بعضــًا منه يمسح دمعتها والغبار عن أكفها الضائعة بين ثنايا الأيام
قد أفاضَت بحزنها عليَ وهمست لي ببعض الكلمات
أشفقت عليها من أثيرِ وقع ِ المآسي والكئابة التي توشح مذاهِبُها
قد كنت أنعي نفسي رفيقا للحزن وأوجاعه ِ الرمضاء قبل قليل
ولكن أيقنت أن الحزن على قافية واحدة ٍ لن يكون
فرأيته يتسرب من بين أنسجة ٍ رقيقة ٍ أدفقت عليه من الكلمات ما لم ينـَــله ُالآخرون
فقد قيل فيه هو الخلاص من هذا القدر
وجاء البعض يقول ها أنت قد كفرت يا ابن الكرام
فالقدر هو القدر أينما كان وكيفما كان
حبوب من الصمت مُلِئَت من الحزن ما لم تُملئُ الغيوم به ِ بقدر ِ ما ملئت من المَطَر
ورفيق شعري ووحيه يكون ذا... لا أظنني أخطئت هنا
فأنا لا أكتب شعرًا إنما أكتب بعض النثر على هذا السطر قد أينَعت هضابه فوق أديم الشجر
آسف ٌ إن كنت قد ظـَـلمتُ بعض الكلمات إذا لم أذكرها
فأنا لم اكن هنا حينما ذُكِرَت... آسف ٌ على ذلك
وأدع الآخرين يقولون وينزفون حبرًا أو بعض الأحرف فقد كانت بالأمس تكتبُ بأوراق ِالشَجَر
وها أنا أرتشف ُ لوحة ٌٍ من أزار ٍ مرقمة ٌٌ ببعض الأحرف من أكفنا قد صُنِعَت
لا بأس بذلك ولكن
رجاءا أذكروا أنه ُ كانَ هُنا بَعضُ البَشَر ...
أنس إبراهيم
مساءا
6:32
29/9/2007