أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تــــــــاجر الملح ...

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في قلب غـــزة
    العمر : 37
    المشاركات : 147
    المواضيع : 23
    الردود : 147
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي تــــــــاجر الملح ...

    تــــاجر الملح


    _ كيلو الملح بعشرة جنيهات .. هلموا إلي ّ ، ملحٌ صيني من بلد العجائب ،
    هيـا يا أهل المدينة الجميلة !
    اقترب نور الدين من ذلك التاجر ، الذي تبدو عليه ملامح غريبة ، فأخذ يتفحصه من رأسه حتى أخمص قدميه ، كما هي عادته كلما رأى غريباً .
    هزّ نور الدين ، ذلك الغلام الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة بعد ، يد أبيه المغادر للتو من صلاة العصر ، وأشار بيديه الصغيرتين إلى التاجر الغريب الشكل والأطوار ، يريد أن يتحدث إليه ، لكن أباه ذهب به تجاه البيت ، وهو يمنيه برؤية للتاجر بعد صلاة العشاء .

    كانت أزقة القدس ليلاً ، تميل للهدوء بعض الشيء ، إلا من بعض الصبية الذين كانوا يلعبون بالكرة هنا وهناك ، في أطراف الحواري ، وبعض الرجال الكبار الذين يتسامرون ، ويتحلقون في دوائر صغيرة ويقصون على بعضهم أخبار الحج والسفر الطويل ، وما حدث ليلة أمس من هجوم " ابن آوي " على مزرعة الحاج صالح ، والتهامه معظم الدجاجات اللواتي تعبت زوجه المسنة وهي تجمعهن لأجل البيض الشهي ، فثار مازن ، وأقسم أن ينتظر ابن آوى هذه الليلة كي يقتص منه
    ومن كل من أرسله .

    عاد نور الدين ووالده من صلاة العشاء ، ومرّا على قهوة " فؤاد " الذي كان يبيع أجود النكهات العربية المحمصة ، والتي تفوح رائحتها على بعد كيلومترات ، واتخذا منضدة تطل على باب المقهى ، بحيث يرى الجالس إليها ، المارّة من أهل الحارة والغرباء الذين يأتون للقدس بين فترة وأخرى ، وبينما كانا يتحدثان عن المدينة وكثرة الغرباء الذين بدأوا يتوافدون إليها تجارا ، وزوارا .

    كان تاجر الملح ، يقف أمام المقهى في شارع ضيّق مظلم ، يتفحص وجه ذلك الغلام ، الذي لاحظ نظراته اليوم ، وهو يحدق فيه ، محاولاً التكهن بمن عساه يكون .
    اقترب ذلك التاجر الغريب ، من المقهى ، وجلس على مقعد قريب من مقعد نور وأبيه ، وتشاغل ببعض البضاعة التي يمكلها ، ثم طلب من صاحب المقهى ، قهوة سادة ، وأخرج من جيبه سيجاراً ، وأخذ يدخنه ببرود شديد .

    كان نور الدين متشوقاً لمعرفة قصة هذا الرجل ، وكيف ذهب إلى الصين ، وماذا رأي هناك ، فهو لم يسمع عن الصين إلا من خلال القصص القديمة التي كان يرويها له جده عبد الرحمن ، وكيف فتحها القائد العربي المسلم ، قتيبة بن مسلم ، وهو لا يزال شاباً ، فكان دائماً يملأ صدر نورالدين حباً في الجهاد ، ورغبة في قتال المحتلين .

    اقترب نور الدين من ذلك التاجر الغريب ، وسلّم عليه ، ثم بدأ ينهال عليه بالأسئلة ، ويوجعه بتعليقاته الكثيرة ، حتى ضجر التاجر منه ، فأشار لوالده أن يبعده عنه قليلاً ، لكن والد نور الدين الذي لم يسمع ما دار بينهما من حوار ، لم يكترث للأمر ، فاشتاط التاجر غضباً وبدأ في توبيخ نور الدين ، مما اضطر والد نور الدين إلى التدخل لفض المجلس .

    عرف نور الدين من التاجر أنه اشترى بيتاً ودكاناً ، وأنه سيبيع الملح وبضاعة أخرى في المدينة ، وبأن أصدقاءه سيلحقون به لمشاركته تجارته .
    في طريق عودتهما إلى البيت ، بدا نور الدين غاضباً وهو يحدث أباه عن الدكان التي اشتراها ذلك التاجر ، وكيف أن الغرباء بدأوا يشترون ويبيعون المحلات دون حسيب أو رقيب ، وأنه من المفترض أن تؤجر المباني فقط ، للعمل والمتاجرة لا للبيع والتملك ، فحاول أبوه أن يهديء من روعه وأن يقنعه بأن الأمور ستسير على ما يرام ، حينما يعود الضابط مسعود ، الذي عرف بحزمه وصرامته تجاه الغرباء ، من الحج .
    وبينما غادر الرجل وابنه ، كان التاجر الغريب ، ينظر إليهما بحقد شديد ، ويلاحقهما بنظراتٍ معادية ، ويقول في نفسه :

    سأفتح دكاناً لي ، وسأشتري أرضاً باسمي ، وسيأتي رفاقي يقاسمونني نعيم أرضكم ، وغداً ستعطونها لنا ، بلا مقابل ، ياأهل بيت المقدس ..
    ومضي وابتسامته الصفراء تعلو وجهه , كعادة أبناء قومه .

  2. #2
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    رائعة
    اسقاط سياسي ذكي, بالفعل هذا هو حال القدس الآن , ومهما تألمنا فإن حالها ناتج لبيع أهلها أرضهم في السابق لليهود, فأصبحوا الآن يقاسمونهم إياها بكل قحة. لكن من السبب, السبب هو من فرط في أرضه مقابل بضعة جنيهات , ليدفع الأحفاد بعدها فاتورة الأجداد , يدفعونها من دمائهم. كان العنوان أكثر ما ميز القصة , فتجارة الملح وبيعها تنطبق فعلا على هؤلاء الفجرة. والملح بالذات اختيارها رائع, فمعروف كيف يعكر الملح الزائد حياة البحار, فكيف بالبشر. رباعيات القص كانت شبه متكاملة لكن كان يلزم القصة التكثيف فقد طال السرد كثيرا, وكان لزاما أيضا التركيز على غفلة المواطن وجوانيات التاجر التي انتبه إليها الطفل وغفل عنها الكبير , في لمحة ذكية من القاصة الي التنبيه الى الحال.

    شذى الوردة لقصة رائعة

    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  3. #3
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    لقد كانوا يخططون ، وينفذون ، لا يردعهم خلق ولا دين ، والغاية تبرر الوسيلة على رأي البائس ميكيافيللي ، وفي المقابل كنا نلهو ونلعب ، وعندما حصحص الحق نهض الرجال فكانوا قلة قليلة دفعت أرواحها ثمنًا دفاًعًا عن الأرض والعرض والمقدسات بينما كان أشباه الرجال من ابناء عروبتنا قد تخصصوا في فن تجارة بيع الملح ، والكذب ملح الرجال ، فضاعت كل شيء، وازدهرت تجارة الملح على أنقاض العروبة .

    كلما قرأت نصوصًا رائعة تذكرنا بما كان وبما صار الحال عليه ، ينفطر القلب ألماً وحزنًا على أرض ما كان لها أن تضيع ،لولا هذا الملح .

    والحق كل الحق على الملح وعلى الذين استساغوا طعمه بدون أن يمحصوا غثه من ثمينه .

    تقديري واحترامي أديبتنا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الفاضلة هبة الأغا ..

    ما زال تاجر الملح يجوب شوارعنا ، ويستجلب من أهلهوأصدقائة من يساعده في تجارته ..
    وما زلنا نستلذ مرارة الملح المسموم بالحقد ، وكثيرا ما يشترى ليدس في طعام من يخالفنا
    الرأي ..
    رمزية رائعة ، استطعت من خلالها أن تلمحي لواقع مرير بجرأة ، وأسلوب قصصي شيق .

    دمت بألق .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيزة هبة ...

    القصة يمكن تصنيفها من القصص الواقعية / التي تحمل الرمز / لايصال الفكرة الاساس / مع انها واضحة المعالم وهادفة جدا / ترسم ملامح واقع حي / عياني / لايخفى على احد / سواء أكان يعي الحالة / الوضع / ام لا / فانه بلاشك يسمع ويشاهد / لقد تطرقت الى العمق التاريخي لهذه القصة ذات مرة في رد لي على احدى قصص الاستاذ نزار الزين / لكنه عارضني وقال بأن ما اتيت به ربما هو مجرد احاديث / مع اني استقيت من مصادر تاريخية لكوني خريج تاريخ / المهم / قضية البيع / والشراء / هذه ليست بجديدة / فهي وكما اظن اظن لم تزل تحمل بعدا تاريخيا عميقا / وهذا البعد التاريخي يصل لبدايات العشرينيات / حيث اغلب المناطق العربية كانت خاضعة لسلطة العثمانية / وعندما بدأ مشروع خلق دول عربية وامارات عربية مستقلة / كانت هناك مشكلة الضفة الغربية / ومشكلة امارة الاردن / وما تؤكده بعص المصادر التاريخية انه جرت مساومة بين عاهل قديم / وبين السلطات الانكليزية / والمساومة كانت تشمل بيع اراضي للصهاينة / لليهود / داخل ارض فلسطين / وتمت بالفعل / وكتقدير اولي للوضع كان اليهدو قد امتلكوا الكثير من الاراضي الفسلطينية / حسب قانون البيع والشراء العادي / وبذلك تمكنوا من ترسيخ اقدامهم / وهكذا جرت الامور الا ان وصلت الى ماهي عليه الان / لااريد ان اطيل / النص ذا بناء محكم / وسردية مترابطة / والفكرة متناسقة تماما مع الصورة والمشاهد الحية فيها .

    دمت بخير
    محبتي لك
    جويتار

  6. #6
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    الفاضلة هبة الأغا ..

    ما زال تاجر الملح يجوب شوارعنا ، ويستجلب من أهلهوأصدقائة من يساعده في تجارته ..
    وما زلنا نستلذ مرارة الملح المسموم بالحقد ، وكثيرا ما يشترى ليدس في طعام من يخالفنا
    الرأي ..
    رمزية رائعة ، استطعت من خلالها أن تلمحي لواقع مرير بجرأة ، وأسلوب قصصي شيق .

    دمت بألق .


    رد بليغ على قصة مميزة برمزيتها ومعناها ـ أعجبني فاستعرته
    تحياتي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة المُلح والنوادر
    بواسطة احمد خلف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-04-2019, 01:41 PM
  2. جدائل الملح
    بواسطة حسن مناصرة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-12-2012, 04:20 AM
  3. للوقوف على الملح
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-06-2010, 02:47 PM
  4. عاشقان على طرق الملح -إهداء
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 02:46 PM
  5. صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-12-2004, 10:46 PM