|
تمزقوا كيف شئتم أمَّةُ العرب |
محميّة بحمى القرآن والأدب |
أنتم وكالة تفليس لنهجكم |
أما الشعوب فصمتُ الحقد والغضب |
إن العروبة في التاريخ راسخة |
بالوحي والشعر لابالعرق والنسب |
ولا تريد بأن تبدو مُمَثَّلةً |
في عالم اليوم بالآثار والترب |
عقل العروبة لمّاحٌ ومنفتح |
ولا تجوز عليه هرطقات غبي |
وعالم اليوم يزهو في حضارته |
زهوَ السماء التي تزدان بالشهب |
إن الحضارة والإنسان مثلهما |
مثل المُسبِّبِ منسوبا إلى السَّبب |
وابنُ العروبة إنسانٌ إذا فتحت |
أمامه فرص الإبداع صار نبي |
في كل أفق حضاري له أثر |
باق يضاف إلى أمجاد مغترب |
لكنه وهو مكبوت ومضطَهَدٌ |
لايستطيع سوى الشكوى من النوب |
حضارَةُ اليوم في منطوق منهجها |
قالت بما قال فيه منهج العرب |
قرآن منهجنا وحي منزلة |
آياته وهو معصوم من الريب |
يقول أن بني الإنسان كلهم |
مستخلَفُونَ على أرضٍ مدى الحقب |
وأنّ أمرَ بني الإنسان بينهم |
شورى وإياهم من لوثة الغلب |
فكلهم بشر لافرق بينهم |
في اللون والجنس أوفي العرق واللقب |
ولا تفاضل فيما بينهم بسوى |
تقية الظلم حتى ضد مرتكب |
هذا هو النهج لكنّ الألى ملكوا |
أمر العروبة في جد وفي لعب |
لم يقرؤوا غير ما خطوه من كتب |
وخالفوا كل وحي جاء في الكتب |
ومزقوا أمتي الكبرى إلى مزق |
راياتها رُفِعَت لكن على الخرب |
وحاولوا أن يقيموا من خرائبهم |
"قطرِيَّةً"ً بئس ما شاؤوه من أرب |
فأنشؤوا دولا قامت بلا أسس |
إلا من الوهم والتدليس والكذب |
يقارعون بها قومية رسخت |
في الشعب تُشعله كالنار في الحطب |
وسوف تُشعله يوماً ليجعلهم |
وَقُودَ نارٍ بلا فحم ولا لهب |
ياأولياء أمور الناس في وطني |
من غير شرعٍ سوى تبريرِ مغتصِبِ |
ماذا دهى من تولتكم عنايته |
من نصف قرن فأضناكم من العتب |
واليوم حامي حماكم جاء منقلبا |
عليكُمُ وسيُلقِيكم لمنقَلَب |
أما الشعوب فما زالت قيودُكُمُ |
تَشلُّهَا فهي في عجز وفي نصب |
من نصف قرن وأنتم تحجرون على |
تلك الشعوب بعقلٍ أحمقٍ عصبي |
لا لن تثور إذا ما الذئب أزعجه |
ذيلٌ فأنشبَ منه النَّابَ بالذَّنَب |
محمد حيدر- توليدو أوهايو6\9\2003\ |
|