كُونى بحَدِّ الكبرياءِ مليكةً
تَسعى إليها السُّحْبُ حافلةً بأوشيةِ الإنارة ..
مزدانةٌ فيها البروجُ بأصلها
فأنا كذلك لا أحِب الشمسَ تلبسُ
للبلادِ صبيحةً
بين الخلائفِ مستعارة ..
كونى كما أنتِ ..
كونى كما أنتِ استعيدى قرةَ الإكليلِ
واستبِقى محطاتِ الحريرِ السرمدىِّ تَرَفَّعى
و لْيعتزمْ كلٌّ من الجافينَ فى عبثٍ
قطارَه ..
تمَضى أساطير الحداثةِ كى تُعَبِّرَ
عن دِلاءاتِ التمردِ والمسوخِ مشفراتٍ
بالهوى وتقَلُّباتِ الطَّقسِ فى سَخَفٍ تدمدمُ
بعد طول الصمتِ عالقةً بذاتِ الظُّفرِ
تحملُهُ خفافيشُ الحضارة!
كُلُّ الذين تشدَّقوا بالعتقِ أعرفهم
وأعرف أن فيهم من تسربل عمرُهُ بين العُقَد .
و قضى السنين ممزقاً ،
يُحْمَى بألسِنةٍ حدادٍ حيثما عيش المغابرِ
شاهداً بالأمسِ ما كُنَّا نَرَى منهم أحد .
هم يرغبونكِ صورةً عبرَ الأثيرِ وبعضَ زهرٍ
يُعْجِبُ الزراعَ يوماً
ثم تقطِفُهُ نفاياتُ الطريقِ تحوطه بالود ساعاتٍ
و تترك للذبول مصيره نحو الرمالِ
و ماله أزرٌ يُشَد .
هم يرغبونك طبلةً
دَقُّوا بأرؤسنا عليها فاشتهى منها الدَّوىُّ
بغيرِ حظٍ أن يسافرَ
نازحاً فى كل أرجاء البلادِ إذا تجَمَّعَ
كُلُّ من يهوى الخواءَ قد احتشد .
وهناً على وهنٍ
تصاغ الأمنياتُ بحظِّ ما جادت بهِ
أغلاسُ محنتنا لتفسح بالطريقِ مَنَافذا
حتى إذا صُرِفت مناعةُ عُرفِنا
يتشكلُ العرضُ القديم مُجَسّداً دورَ المهرجِ
بعدما رُفِعَ الستارُ عن المَشاهدِ
ما أتى دَوْرُ الإعادةِ من هنا إلا وكرَّر حازماً:
لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُزَكّى بغيُهُم فى حضرةِ القانونِ
يَحْفُرُ قاعدة !!
الناسُ فى بلدى كثيراً ما يراءونَ الحقيقةَ
حينَ يُبْلِسُ خَصْمُها المضحاكُ
فى ثَوْبِ الفكاهةِ
يُشْرِبُ النكَباتِ مَسْخَرَةَ العقول الرافضية !
و لقد رأيتك و العروض ممزقاتٌ
بين عينيكِ امتثالاً للنداءِ مؤجِّلاً
ظَنَّ استماعِكِ عامداً
حتى يخوضوا فى حديثٍ غيرِهِ .. تلك القضية .
أن تعيشى العمر فى إعدادِ ملحمةِ الدفاعِ
برغم أنكِ فوقَ هامات الرعونِ مسافةٌ
ما يَبْلُغُون بَهاءَها دونَ الصَّفية .
الآن أُقْسِمُ أن وجهكِ بالحجابِ قصيدةٌ
نثَرَت على البيتِ الفواكهَ
كى يُحَلّى من بحورِ الشعر علقَمُها ويهدأَ
من صباح مجيئها الإيقاعُ يسلم للأبد
فبغيرما كسرٍ يصاغُ مسالماً
و لِمن يوَلّيهِ اعتراضاً أن يموتَ بغيظهِ
فالرأس رأسكِ والحجاب مقامه المشهودُ
من روح الملائكِ واحتفاءِ الـ"قاصرات الطرفِ"
أن لأختِهنَّ كمثلِ ما جادت بهِ
أَيمانُ واحدِنا الأحد
طوبى لمثلكِ يا خلاقاً رائقاً .. من غير حد
30/10/2007