|
يارب.. جاءك شيبةٌ متوضيءُ |
والقلبُ يرجفُ والخُطا تتلكأُ |
ومعاقد التسبيح فوق شفاهـهِ |
وعصاهُ قيد يمينهِ.. يتوكّأُ |
قرنٌ وربع القرن جاءك حافيـا |
والصخرُ يفنى والحديدةُ تصدأُ |
فارفـق بشيبته، وأكـرم رفدهُ |
يا من إليه الملتجا والملجأُ |
وافسح له بجنان عدنٍ، واسقهِ |
من كفِّ أحمدَ شربةً.. لايظمأُ |
كانت له نُزُلُ القلوبِ منـازلاً |
وقراكَ أنعمُ يا كريمُ وأهنأُ |
خاض الحياة فجاجها ولجاجها |
فلعلّ رحمتك الفسيحةَ مرفأُ |
كم بات في ظمأ الهجيرة، والتوى |
وعـدا عليه تيتُّم وتجرؤ |
نستودع الله الكــريم حياته |
وعيوننا رقراقةٌ لا ترقأُ |
في ذمّة الله الـودود فـؤادهُ |
وقلوبنا مشبوبةٌ لا تهدأُ |
فاغفر له هزل الكتاب وجدَّه |
وعيونُ إبليس الحقودة تخسأُ |
أنت الحسيب.. وكلُّ خلقك هالكٌ |
وجميع من يسعى يصيبُ ويخطيءُ |
وارحم تنهّده.. ورجفة كفّـهِ |
وعقود جبهته التي تتلألأُ |
وخطوط شيبته، ورقّة عظمـه |
من يدرأ الأمر الذي لا يُدرأُ |
يا جدُّ يسليني ويجبرُ خـاطري |
أنّي رأيتك للردى تتهيأُ |
وتنازعت فيـك المنيّةُ والمـنى.. |
والموت لا يُرجى ولا يُستبطأُ |
فرأيت جأشك شامخا متجسّـرا |
وقرأت في بلواك ما لا يُقرأُ |
ونضحت بالإيمان ران قلوبنـا |
والصبر ُ أجملُ في المصابِ وأكفأُ |
لمّا قبضت على الشهادة هـزّني |
عقبى الثبات وكيف يعلو المبدأُ |
ووصفت لي الدنيا بعقل مجرّبٍ |
لا من يخاتلُه السـرابُ الأظمأُ |
لولا مخافة جزعـتي و تأثمـي |
لكتبتُ فيك ملاحماً لا تهدأُ |
يكفيك عنها دعـوةٌ ملحاحةٌ |
ونشيج صدرٍ بعدكم لا يهنـاُ |
هذي الحياةُ مواردٌ ومصـادرٌ |
والأمر أمرُ الجدّ يا من يهـزأُ |
عُقبى المسافرِ حفرةٌ مقـرورةٌ |
أين المفرُّ وأين أين المخبـأُ!! |
يا رب جرحي في حبيبي غـائرٌ |
لكن بجودك كلُّ جـرحٍ يبرأُ.. |