نوافذ الشوق

بعد عشرين عاماً من الغربة لا بد أن تولد هذه القصيدة :

عدنا إلى الدار و ارتاحت بنا البلـد فاقرأ علينا كتاب الوصل يا ولـد ! عـدنا إلـى عـتبات الفل نلثـمها من الهجير الذي ذقنا ... و نبتـرد. إلى الظلال التي أرجو تسـامحني لما تركـت بـها التـفاح ينـعقد إلـى أزقـة حـاراتي ونكهـتها إلى نصــائح أمـي حيـن أبتـعد يا بني حبيبي و مـا تنفك راجـية ٌ خذ ما تـشاء إذا ما أنـت تجتــهد إلى ثـريا " إلى جاري أبي حـمد " لما يصيح فلا يُصغي له " حمد " ! ! إلى الفراخ التي تهـفو لأجنـحـتي إلى ثـغاء الـمواشي حـينما تـلـد إلى العيون التي أغفت على كبدي إلى التي أوغـلت في حبها الـكبـد إلـى نوافذ كـم كانـت تؤرقـني فلا أمـل طـوال الـليل أرتــعد ! تطل منها وجـوهٌ كنت أعشـقها فيها الملاحـة فيها الدفء و الرغـد إلى " المزاريب " أيام الشتاء و قد هز الـنوافذ فيـها الريـح و البـَرد و قد تضيق بـنا حال فتكـسرنا و نشتهي قطعة الحلوى فلا نـجـد ! فلا أرى والدي إلا على ثقــة أن الأمـور و إن ضاقت سـتنـفرد مهما تعقدت الأحـوال يا ولـدي لا بد ترحـل عنا هـذه الـعـقد ! أصيـح في الغربة الصماء أين يدٌ و قد عثـرت فمـا مُدتْ إلي يـد حتى الوجوه التي رافقتها خشـبٌ و مثلما جمـدت أيديهـم جمـدوا نهارنا في هجـير الرمل ملتـهب و ليلنا كم يعاني ثـقله الجـسد فلا حديث سوى " الدولار " بينهم كم قصةٍ حوله حاكوا و كم سـردوا؟ خـذوا قصوركم و المال أجمعه ما المال إلا غبار العمر و الزبـد ما المال إلا طواحين تلفّ بنـا و فتنةٌ شبّ فيها الحرص و الحسد كل الأحاديث عن سلطانه بـدعٌ وكل أمجاده في شـرعتي بـَدد فلا الرخام رخام القصر يسعدني ولا الذين أشادوا القصر قد سعدوا كم غيرَّ المال من أخلاق صاحبه و كم رجالٍ بهذا المال قد فسدوا؟ خذ ما تشاء و دعني أحتسي متعي هذا المساء و صوت الناي يـنفرد لدي بضع شـجيرات تظـللني وجوقةٌ من طيور الفجر تحتـشد لدي أرغفةٌ سـمراء طـازجـةٌ و قهوة فوق جمر الحب تنــعقد الحمـد لله هذا رزق خـالقـنا ربِّ العباد و خير الناس من حمدوا

الأخ الكريم الشاعر : محمود مفلح
بعد عشرين عاما توالت عليك الذكريات الجميلة وصببتها في هذه القنينة الذهبية الرائعة ، فبعد العودة إلى المرابع الأولى ضممت الفل واستنشقت رائحة الماضي من خلاله واتتك الأحداث تترى .. فمن الأم الخائفة عليك إلى النوافذ التي كنت ترقبها بلهفة المكان .. وليالي الشتاء ..
وقد خرجت من هذه المرحلة الشاعرية المليئة بعاطفة الأم ونصائحها وروعة الحارة ونوافذها إلى الحياة وهمومها وقضية الدينار والدولار .. وخير ما اختتمت به قصيدتك هو الحمد لله ..
بارك الله فيك ايها الشاعر
لقد تحدثت بلسان الحال .. فلا فض فوك .
تحيتي وتقديري

الشاعر / محمود مفلح ..

لمثلِ هذه القصائدِ الحميمية تنشرحُ النفوس ..

وتنداحُ في صدى الذكرى أغنيةً من حنين ..

هكذا هي الذكريات تتجسَّدُ هنا ..

هيكلاً من شعرٍ يعرفُ طريقه إلى القلب جيداً ..

وفي آخر القصيدة تنتفضُ الحكمةُ لتعلنَ

أنَّ التجربةَ هي المعينُ الأوحدُ للحكمة .

أيها الشاعر الجميل .

لك تحياتي .

الشاعر المبدع الكبير/ محمود مفلح

قصيدة من أروع ما قرأت عن ذكريات الوطن المهجور، وعن العودة إليه بعد طول غياب.

رغم أني لم أعش هذه الأحداث إلا أنني عشتها معك في القصيدة لحظة بلحظة، وشعرت بما تشعر، وهذا هو الشعر الصادق.

فشكراً لك على هذا الإبداع، وفي انتظار المزيد منه أيها الشاعر الأصيل.

تقبل التحية والتقدير والإعجاب.

أيها الشاعر الكبير:

مبدع أنت وذو تمكن أدبي كبير حقا.

نص من السهل الممتنع في تقديري يصف المشاعر والمحاور لغربة المرء التي تذيبه بالشوق شمعا حزينا يحترق.

لا فض فوك مبدعا!

أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير



تحياتي

الله الله
شاعرنا الكبير
أي تصوير للمشاعر هذا
الوالد .. الوالدة .. البيت .. الجار .. الحارة .. الحقل ..
الشعر حين يطوعه صاحبه ليفصح عن مكنونات النفس وإرثها وتاريخها الذي تعتز به يكون شعرا ذا نكهة خاصة ..
أمتعتنا - أستاذنا الجليل - أمتعتنا .. فزدنا زادك الله من فضله ..
تقبل خالص التحية والتقدير
ودمت بخير وعافية

كل بيت فيها قصيدة
وربي
اللهم احفظ هؤلاء المبدعين فبهم أحببنا الشعر والشعراء

إلى " المزاريب " أيام الشتاء و قـد هز النوافذ فيهـا الريـح و البَـرد

لم يقدر على صياغتها السياب فكم جهلتُ بقامة قامة قبل مصافحة حرفك الحرف
حفظك ربي


إن تفضلت أستاذي والله لم أستطع أن أقف على هذا الصدر عروضيا وقد تعثر لساني
يا بني حبيبي و ما تنفـك راجيـة

أعرف أن شاعرا كبيرا في قامتك له من سعة الصدر ما يتسع للولد المتعلم
أدام الله الود

هنا يشمخ الحرف الشاعري
وتبتهج النفوس لألقه الفينان
لن يضيع عمود الشعر وفينا مثل محمود مفلح
أما عن "يابني" يا يحيى فهي لهجة عراقية تقرأ هكذا
فيجمل بها المقام
تحياتي

الله الله
أحسن ما في الغربة أنها تلهم الشعراء ليخرج هذا الدر المنقطع النظير
أعجبتني الأبيات الأولى في القصيدة فقد أجدت فيها أستاذنا التصوير ورسمت لوحتها بدقة وإتقان
دمت في ألق
مودتي

الشاعر الجميل والأخ الحبيب محمود مفلح
مااجمل الشعر الصادق بعد المعاناة . . وما أعذبه
عندما يكون من شاعر متمكن مثلك
لروعة ماقرأت أحسست أنك كنت بيننا تحدثنا
عن تلك الأيام . .
بارك الله بك أخي ودمت بكل الخير