|
أضحى التداني بديلا مـن تنائينـا |
وخـاب ماظنـه فينـا شوانيـنـا |
أعاضنـا الله ماشئنـا بحاضرنـا |
وبات حاضرنـا يلهـو بماضنيـا |
كنا وكان الهـوى طفـلا بحارتنـا |
نلهـو بـه دونمـا قصـد فيلهينـا |
فشب حتى استوى لكـن بأضلعنـا |
ينال منا الـذي قـد كـان يعطينـا |
إن الزمان الذي قد كـان يغضبنـا |
أمسى بوصل الذي نهـواه يسلينـا |
مطهم مـن جنـى خديـه يطعمنـا |
ومن لذيذ رضاب المسـك يسقينـا |
فحقه الدهر لانرضـى بـه بـدلا |
ولا نكـون له بالبعـد قاليـنـا |
فمانمـا الحـب إلا فـي حشاشتنـا |
ولاترعـرع إلا فـي مراعيـنـا |
وما تهيـض عظـم مـن مودتنـا |
إلا وأنشـزه الحـب الـذي فينـا |
لا لوم من لامنا في الحب يزعجنـا |
ولا صروف النوى بالبين تؤذينـا |
نعب كأس الهـوى عبـا ونشربـه |
قنحا ومـازال يروينـا فيضمينـا |
نرى قطوف الهوى بالوصل دانيـة |
وورده الغض في مرمـى آيادينـا |
نمص كالنحل من أزهـاره عسـلا |
والريخ تضمرنـا حينـا وتبدينـا |
فياليالـي الهـوى زوري مرابعنـا |
ويانسيـم الصبـا عطـر لينالينـا |
تجمع الشمل بعد البين وانصدعـت |
لوصـل أرواحنـا أكبـاد واشينـا |
نرى ابن عبدوس قد شاطت نوابضه |
ولونتـه سوافـي الغيـظ تلويـنـا |
فيا صروف النوى مري بكاشحنـا |
وياسوافي الـردى زوري أعادينـا |
عاش بن زيـدون مقهورابمحنتـه |
ومـات لكنـه مــازال يبكيـنـا |
فما تصدع في يـوم النـوى كبـد |
إلا وصبحنـا بالحـيـن ناعينا |
ولاشكا النـأي مفتـون بصاحبـه |
إلا تـلا ( غيـر النـأي المحبينـا |
نم يابن زيدون فالأقلام قد عجـزت |
عن وصف حبك إيضاحا وتبيينـا |
فما طـواك الجـوى الا ليطحننـا |
ومـا رواك الهـوى الا ليطوينـا |
وما تكتًـم داجـي الليـل يستركـم |
الاتنفـس ضـؤ الصبـح يفشينـا |