الوصية
... وإذا رأيتم منه فعلا منكرا، او سمعتم منه قولا يسوء، فليكن ما تسدونه إليه من النصح الجميل بلسما وبردا وسلاما، ثم ارفقوا به ولا تشقوا عليه، وعدوه جاهلا وأنتم العقلاء، فلا تعنفوه، ولا تقمعوه، وكونوا رحماء به ...
لم يعتنوا به بعد وفاة والده طويلا، وسرعان ما نفروه منهم جميعا، فلم يحفظوا من وصية أبيه قليلا أو كثيرا، بل إنهم أهملوه، وشردوه، وأقبروا طفولته، أما هو فقد صار في منأى عنهم اليوم، قد أنكرهم وأنكر سوء صنيعهم به، ثم إنه يقضي معظم أوقاته شاردا متوجسا، لا يكاد يحل في مكان حتى يغادره إلى مكان آخر ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي