احمر قف (1)..... ألجن
انا نقطة ضعفي هم الجن .....وأمر الجن لا يحتاج الى رجولة او شجاعة او التفكير في مواجهتهِ.
فكل من استطاع ردع هذا الجنس..اما قد يكون انساناً مؤمناً الى ابعد الحدود يؤمن بالله وكتبه السماوية.
او كان من السحرة والمشعوذين والعياذ بالله.
اما انا العبد لله فلم يكن لي لا في هذا او في ذاك...فالايمان في قلبي حينها كان ضعيفاً جدا.
اما السحر والشعوذة...الحمد لله لم يكن في بذرة اهلي وعائلتي شخصٌ يمتلك هذه الموهبة الملعونة.
وفي احدى السنوات أشيعَ بين افراد عائلتي ان هناك من يعيش معنا في البيت ويجول براحته ونحن لا نعلم
وقد اعطتنا والدي رحمها الله بعض الادلة والبراهين..جعلتنا نصدق انه فعلا هناك آخر معنا في هذا البيت فمن قد يكون .....؟ الله اعلم.
كانت الحياة في مدينتنا آن ذاك متعبة وصعبة.. حيث كنا نعاني الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا.
وكنا محرومين من الخدمات واهمها الكهرباء.
بينما كان اغلب الناس في العالم العربي ينعمون في ليالي الصيف الحارة في غرفهم المجهزة باجهزة التكييف.
اما نحن في بلدنا فكنا مضطرين ان ننام تلك الليالي الشديدة الحرارة على اسطح بيوتنا ونستسلم لها
كيف ما كانت.
احياناً كنا لا ننام حتى الصباح بسبب الحر الشديد وانقطاع نسيم الهواء الذي كنا نسميه المكيف الرباني.
واحياناً اخرى كنا لا ننام بسبب الحشرات التي تحرق صفوة ليالينا وهي تنهش اجسادنا او تمص دمائنا.
المهم..بقينا نتكلم ونفكر في امر هذا المجهول الذي يجول في بيتنا لعدة ايام ثم نسيناه.
حيث صرنا نتحسس انه لم يعد يدخل بيتنا كالسابق بعد ان اكثر والدي رحمه الله من قراءة الايات القرآنية
والصلوات وكذلك والدتي رحمها الله التي كانت تبخر البيت كل يوم وتقرأ المعوذات.
ايام مضت ونحن نعيش حياتنا الطبيعية.... وفي ليلة من الليالي قررت ان انام داخل البيت لاني مللت النوم
في السطوح.
رغم اعتراض الأهل لكني اصريت ان انام في الداخل.
الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل واخذ النعاس ينذر عيوني...فرشت لي فراشاً في احدى الغرف
دخلت في فراشي ووضعت علبة سكائري والمقدحة ( الولاعة ) بالقرب من الفراش.
اعتقد اني نمت قليلاً وصحوت بسرعة بعد ان سمعت اصواتاًَ اسمعها لاول مرة... حسبته كان كابوساً في منامي.
استغفرت ربي رغم ضعف ايماني!.
نظرت في علبة السكائر وشعرتُ اني بحاجة الى تدخين سكارة ثم اعود الى النوم،
مدت يدي كي اخرج سكارة من العلبة ، كانت المسافة بين امتداد يدي وبين العلبة بعيدة نوعاً ما وكنت بحاجة إلى أن انهض بعض الشيء لألتقطها ..حاولت التفكير في الأعتدال وأنا أمد يدي واعرف أنها لن تصل .
بلحظة علبة السكائر والولاعة اصبحت في يدي !
حاولت أوهم نفسي انها كانت قريبة مني ولكني لعدم وجود الكهرباء شعرتها بعيدة ولكني لم انجح !!،
المهم أني تجاوزت عن الموضوع وبدات بتدخين السيكارة ،
شعرت أن هناك من يضغط على حافة فراشي بقدميهِ ، قلت هذه وسوسة شيطان و (عديتها )
انتهيت من التدخين وقلت سأنام ، وأنا من طبعي أنني حين أنام أنقلب على وجهي ( واعرف ان هذا مكروه أو غير محبب ) ، ولكني لم أكن اشعر براحة في النوم الا بهذه الطريقة ،،
المهم أني تمددتُ على بطني ،،
بعد قليل وقبل أن أغفو شعرت أن هناك أصابعاً تلامس ظهري من بين اكتافي وأنا لا أخفي أنني استمتعتُ بهذا الشيء ،، وسأقول لكم بعد قليل لماذا !!!
بدأت احاور الاصابع وأقول لها (( بعد بعد إلى الاسفل ) !! وهو يفعل ما أقوله بالضبط !
وصل إلى نصف ظهري وكنت أشعر بحكة هناك ، قلت لهُ ( نعم هنا ..أقوى أقوى )
وفي لحظة خطر لي أنني لوحدي في الغرفة والباب مقفل من الداخل ،!!
لم أرى نفسي إلا تحت الاريكة وأصرخ ببشاعة وعويل ( بابا بابا ) قفز أبي من فوق الدرج العاشر لينقذ فلذة كبده وطلب مني أن افتح الباب ، ولكني من شدة خوفي ورعبي لم أكن استطيع التنفس حتى ،
كسر الباب ودخل باحثاً عني ، أمسكتهُ من طريق بيجامتهِ وقلت له أنا هنا ،
سحبني واخرجني لخارج الغرفة ، وأخذ يقرأ علي الايات الكريمة ،،
وبدأ مسلسل الجان وقصصهم ،، الغريبة
حتى تلبس أحد اخواني الجن وفقد وعيه لفترة طويلة ،، وأحضرنا شيخ لينقذه وينقذنا ،،
ولكن الرياح لم تجرِ كما تهوى السفن ،، وساحكي ما جرى في حلقة قادمة ،، بإذن الله
__
**
__
**
أكرم الشرفاني