أحضر أخي الاخر ذلك الشيخ لكي ينقذ اخي الاصغر من هذا الدخيل الشرس ، حين وصل داخل البيت نظرت إليه وكان شكله لا يوحي بانه شيخ أو رجل مبارك كما يقولون ، لا أدري ربما هو حدس غمرني ان هذا شرير وليس شيخاً وقلت همساً لأخي الاكبر أنني لم أحب هذا الرجل ، لكنه حذرني وصرخ في وجهي ( استغفر ربك لا تصير كافر )! سكتُ وانتظرت ماذا سيجري ،
حينما شاهد الشيخ أخي المغشي عليهِ وعينيه البيضاوتين كفلقة الفجر ، قال ان هذا متلبس من الجن وسأخلصه باذن الله ،
طلب منا ان نحضر طفلاً لا يتجاوز عمره الرابعة أو الخامسة ، ولم يكن لدينا طفل بهذا العمر ، لذا أضطررنا أن نستعير طفل الجيران بموافقة أهلهِ على هذه المهمة ،،
نوّم الطفل مغناطيسياً وأخي ممدد وبدأ يحاور الطفل على أنه أحد الجان وفعلا تكلم الطفل وهو مغمض العينين بطريقة غريبة ،
الشيخ : أين انتَ الان ؟
الطفل: أنا واقف فوق ركبتيهِ
الشيخ : أدخل جسمهُ من أظافر رجليه
الطفل : دخلتُ ولكني لا أرى شيئاً
الشيخ : أصعد لفوق
الطفل : وصلت لمعدتهِ ولا ارى سوى الظلام
الشيخ : بعد ..إلى رأسهِ
الطفل : وصلت ..وأرى عيوناً تلمع من بعيد ( هنا بدأت أرتجف وأنا كنت ارتجف أصلاً !!)
الشيخ : أسأله من أنت؟
بدأ الطفل يرتعب بقوة وقال : سالته وصرخ بوجهي انت من تكون ؟
الشيخ : هذا هو الجان ، اسالهُ أنت مسلم أو كافر
الطفل : يقول أنه كافر
الشيخ : قل له أن يخرج
الطفل : قلت له لكنه قال لي أنت اخرج ( أنا أفكر : شنو كراج؟ )!!
الشيخ : هددهُ إن لم يخرج سانهي حياته
الطفل : يعاند ويقول لن أخرج
الشيخ : إذن هو من جنى على نفسهِ (( بربربر ترتر تر همهمهمهم ..والبقية لم أستطع حتى سماعها ..المهم فجأة ،،،،،
أقسم لكم أنني رايت دخاناً يخرج من أنف وعيني وأذني وفم أخي المغشي عليه
واستيقظ بعدها بدقائق .، وهو سليم جداً وطبيعي إلى ابعد الحدود !!!
الشيخ : أبشركم أن ذلك الجن انتهى وقد أحرقتهُ ، شكره أبي وأخوتي كلهم إلا انا! ،
لا أعلم لمَ لم أكن مرتاحاً للموضوع برمتهِ ،
المهم وقعت مصيبة أخرى ،، كنا نريد أن نوقظ الطفل ولكنه لم يستيقظ ، رششنا على وجههِ الماء وصدفةً دخلت علينا أمهُ ،، وبدأت تهدد وتقول أنها سوف تفعل بنا كذا وكذا إن أصاب ابنها شيء ، بعد الرعبة والخوف والقلق الشديد اتسيقظ وهو منهمك ، أخذتهُ أمه وبدأنا نتنفس الصعداء ،،
المهم خرج ذلك الشيخ من البيت ورافقهُ أخي الاكبر إلى الباب ،
حين عاد أخي كان وجهه يشبه الاشارات الضوئية ( اصفر واحمر وأخضر ) والوان اضافية جعلنا نقلق ، سالناه خيراً ماذا قال لك الشيخ وهو خارج ؟
قال : لا شي لا تهتموا ، ألحّينا عليه أن يقول لنا ولكنه رفض حتى ذهبت أمي لأعمال المطبخ ،
قال لنا أخي أن الشيخ وهو عند الباب ويهم بالخروج أخبرني بأمر مرعب !!
قال الشيخ : صحيح أنني خلصتكم من الجان الذي تلبس أخاكم ولكن لن أضمن لكم أن اهلهُ سوف لن ينتقمونَ منكم ، وبدأ مسلسل اهل الجني المقتول !
جعلونا نكره البيت والمنطقة التي كنا نسكن بها بالكامل ، عرضنا البيت للبيع
وكان كلما جاء شخص ليشتريه كنا نحذره أن البيت مسكون ،،
المهم أشترى البيت شاب في مقتبل العمر متزوج حديثاً ، حذرناهُ ولكنه لم يبالِ وقال أنني لا يهمني هذا الامر وأنا راضي بالبيت .
بعد أقل من أسبوع سمعنا أن العروس أحترقت في الحمام ولا أحد يعرف السبب حتى الآن .
الكاتب
أكرم الشرفاني