|
أَكُونُ لَهُمْ - فِي الوِدِّ - صَفْوًا وَ رَائِقَا |
إِذَا كَانَ - مِنْهُمْ بِالهَوَى - الرَّدُّ نَاطِقا |
أُقَدِّمُ - فِي البَلْوَى لَهُمْ - مُهْجَتِي فِدَا |
وَ أَرتَدُّ عَنْ فُحْشِ المَعَانِي مُفَارِقا |
وَ لَمْ يَشْهَدُوا مِثْلِي وَفِيًّا لِقَومِهِ |
وَ لَمْ يَعْرِفُوا مِثْلِي عَزِيزًا وَ سَامِقا |
سَيَلْقَونَ جَنَّاتِي إِذَا أَحْسَنُوا اللِّقَا |
وَ إِنْ يَدْخُلُوا قَلْبِي يُلاقوا الحَدَائِقا |
وَ أَنفَحُهُمْ بِالعِطْرِ رَدًّا لِنَفْحِهِمْ |
وَ مَنْ يَزْرَعِ الأَزْهَارَ يَجْنِ الزَّنَابِقا |
لِدَيجُورِهمْ أَبْقَى مُشِعًّا كَكَوكَبٍ |
مِن النُّورِ - دُرِّيٍّ - وَ بِالضَّوءِ بَارِقا |
تَئِنُّ إِلَى " بَيرُوتَ " آهَاتُ زَفرَتِي |
وَ " بَغدَادَ " مُذْ أَنْ كُنْتُ " لِلْكَرْخِ " عَاشِقا |
وَ يَسكُنُنِي " الأقْصَى " بِأَرْزَاءِ فِكْرَتِي |
وَ نَبْضُ شَرَايِينِي بَكَى " القُدْسَ " خَافِقا |
وَ مِئْذَنَةٌ تَشكُو مِن القَهْرِ جَاثِمًا |
وَ نَخْلٌ ذَوَى مِنْ بَعْدِ أَنْ كَانَ بَاسِقا |
فَمَا تَنفَعُ الأَقلامُ وَ الحَرفُ عَاجِزٌ ؟ |
وَ كَيفَ بِهَا نَلْقَى الأَعَادِي فَيَالِقا ؟ |
وَ مَازَالَ بَعْضُ الآلِ يَلْتَفُّ خَائِنًا |
وَ يَنْهَشُنَا سِرًّا وَ يَرتَدُّ مَارِقا |
تَرَاهُ مُعَزِّينَا - عَلَى المَيْتِ - نَائِحًا |
وَ فِي كُلِّ مَأسَاةٍ - عَلَى الحَظِّ - نَاعِقا |
يُفَتِّشُ عَنْ ضَعْفٍ لِيَنْهَالَ ضَارِبًا |
وَ يَجْعَلُ مَمْشَانَا دُرُوبًا مَزَالِقا |
مَغَارِبُنَا بَاتَتْ مِن البُؤسِ - حَسْرَةً - |
تَصِيحُ قَوَافِيها فَتَرثِي المَشَارِقا |
وَ رَجْعُ مَغَانِينا صَدَىً فِي حُلُوقِنَا |
وَ دَمْعُ مَآقِينا غَدَا - اليَومَ - خَانِقا |
وَ رَحْبُ فَضَاءِ النُّورِ فِي أُفْقِ أُمَّتِي |
تَغَمَّدَهُ لَيلٌ فَأَرْدَاهُ ضَائِقا |
يُخَاصِمُنِي قَومِي إِذَا قُلْتُ : ( إِنَّنِي |
أَعَزُّ بَنِي الدُّنيَا وَ أَندَى مَعَارِقَا ) |
فَإِنْ كَذَّبُوا , مَا كُنْتُ - وَ اللهِ - كَاذِبًا |
وَ إِنْ أَمْعَنُوا زُورًا , فَمَا زِلْتُ صَادِقا |
وَ مَا كُنْتُ مِنْ خَوفٍ أُحَابِي تَمَلُّقًا |
وَ لَا بِتُّ مِنْ جُوعٍ عَلَى البَابِ طَارِقا |
أَغُوصُ إِلَى القِيعَانِ - أَمْتَازُ - بَاحِثًا |
عَن الدُّرِّ - صَيَّادًا - وَ مَا كُنْتُ سَارِقا |
عَنِ المَوتِ إِنْ يَرتدّ صَحْبِي - تَهَيُّبًّا - |
أَثِبْ نَحْوَهُ - وَثْبًا - لِأَلْقَاهُ وَاثِقا |
وَ إِذْ تَنكُصُ الأَقْدَامُ مِنْ خشْيَةِ اللِّقَا |
سَأَهْرَعُ خَوَّاضًّا وَ لِلْعِزِّ سَابِقا |
يُزَلزَلُ مِنْ رُعْبِ السَّلاطِينِ صَمتُهُمْ |
وَ أَنْطِقُ لَا أَخْشَى بِصِدْقِي المَشَانِقا |
وَ مَنْ يَجْتَرِئْ - يَومًا - عَلَى مَطْوِ مَوجَتِي |
سَيَهْوِ إِلَى عُمْقِ المُحِيطَاتِ غَارِقا |
فَأَينَ لَهُمْ دَرْبِي , وَ قُدْ زَادَهُمْ إِلَى |
مَرَابِعِ أَشْعَارِي , قَرِيضِي مَفَارِقا ؟ |
وَ أَنَّى لَهُمْ سَحْقِي بِظِلْفٍ وَ حَافِرٍ |
وَ نَابِيَ طَعَّانٌ , وَ مَا انْفَكَّ سَاحِقا |
إِذَا غَرَّهُمْ مِنِّي وِدَادِي وَ هَدأَتِي |
فَسَوفَ أُلاقِيهمْ غَضُوبًا وَ حَانِقا |
وَ إِنْ يَحْسَبُونِي الرَّبْعَ سَهْلًا مُمَدَّدًا |
فَمَا كُنْتِ إِلَّا الطّودَ - بِالأُفْْقِ - شَاهِقا |
سَيَهْلكُ مَنْ أَغْرَى بِهِ الحَرفُ عِنْدَما |
يُفَجِّرُهُ حَرفِي رَعِيدًا وَ صَاعِقا |
وَ مَنْ يَسْعَ لِي بِالنَّارِ , يَلْقَ اللَّهِيبَ فِي |
شُوَاظِيَ , إِذْ يَلْقَى سَعِيرًا وَ حَارِقا |