السواد الذي أربك تأمل النور،
طاردَ صباح أرواحنا، وأثداء النخيل..
إنّا نبشر العتمة بالغيث
ـ يا مريم ـ
هزي بجذع الفراتين
تتساقط أحلام المهاجرين
والطعنات التي لا تنتهي،
لتروي لك أبجدية الخوف
وحزن الجنوب..
ـ يا مريم ـ
احرثي عيوننا.. واحصدي السلام
وقولي كذلك..!!
ثمة أحلام تشاكس النهايات
وأسماء تضحك من الرحيل..
ثمة نجوم منسيات
يتأملن ورد النسيان
وعلى أكتاف القمر
رغبة للهواء والطين معاً..
ـ يا مريم ـ
شكلي لون السماء
حتى يستدير الصباح.. في الصباح
أرواحنا يلوثها حامض الانترنيت
وأنابيب الحرب..
هذه الحرب نبيذ السنين
تكورت كالنعاس
ثم استوت على الوطن..
ـ يا مريم ـ
هزي أهداب الدموع
ونامي في أصابعي.. وقولي
كذلك..
كذلك هزي شهوة النعاس المخيف
الممسك بالعظام ونطفة البلاد
والدفلى.. وما تبقى من الحب
أو ما تبقى من انحناء المنازل..
ـ يا مريم ـ
هذه الحرب رطوبة تكتم الفاجعة
اسمها من غبار..
وبلا مكياج.. ترسم لنا شفاه الموت
لتمجد ـ الزئبق الأحمر، ومزاج الكراسي ـ.