أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: عمل أعجبني

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    المشاركات : 684
    المواضيع : 55
    الردود : 684
    المعدل اليومي : 0.09

    Thumbs up عمل أعجبني

    أحبائي أعضاء الواحة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما رأيكم في تثبيت صفحة في الواحة, يشارك كل عضو فيها بعمل قرأه, وأحبه, وأحب لإخوانه أن يطلعوا عليه؟
    فمثلا في دوحة النثر الأدبي, يقوم كل عضو بنشر قصيدة من الشعر النثري, أو قصة, أورواية, أو ما شابه, سواء كانت لشاعر أو أديب مشهور, أو مغمور, أو حتى لعضو أخر في الواحة.
    أرى أن هذا سيتيح مجالا أوسع للاطلاع.
    أتمنى من المشرفين تثبيت هذه الصفحة -إن راقت لكم الفكرة بالطبع-
    واسمحوا لي أن أكون أول المشاركين.




    قضيّة دعبول

    أحمد مطر


    استلقى "دعبول" على الأرض، وشرع في تقويس ظهره ببراعة لاعب "يوغا"..وظل يتدرج في تقوّسه شيئاً فشيئاً، حتى تم له في النهاية أن يُطبق رجليه على فمه .
    وحالما استكمل شكله الدائري، فتح شدقيه بشهية بالغة، ثم ابتلع نفسه .
    ***
    ولأن العالم أصبح قرية صغيرة، فإن الخبر وصل إلى القطب الشمالي، حتى قبل أن يصل إلى "دعبول" نفسه !
    جاءت، على الفور، وفود من شتى أنحاء العالم، واكتظ بيت دعبول على اتساعه بالصحافيين وعدسات التصوير وكاميرات التلفزيون وميكروفونات الإذاعات ولجان الحقوق المختلفة، حتى دعت الحاجة إلى تعطيل حركة المرور..ذلك لأن بيت دعبول هو رصيف الشارع العام .
    كانت أنظار العالم كلها مصوبة إلى دعبول..وكان دعبول كلّه عبارة عن كرة مبهمة راقدة بسكون وسط الضجة العارمة .
    ***
    صرخت مندوبة الجمعية العالمية للدفاع عن حقوق الأحذية :
    من حق هذا المتوحش أن يفعل بنفسه مايريد، لكن ليس من حقه أن يبتلع الأحذية المسكينة..إنني أطالبه، باسم جمعيتنا الموقرة، بأن يطلق سراح الفردتين حالاً..من غير نقصان نعل أو مسمار .
    ***
    وفي تلك الأثناء أصدر صندوق النقد الدولي احتجاجاً شديد اللهجة على هذا العمل الوحشي الجبان..وقال ناطق طلب عدم ذكر اسمه أن وراء احتجاج الصندوق أسباباً تنافسية، لكنه لم يُعطِ توضيحات أكثر .
    ***
    وأصدر رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الأزرار بياناً استنكر فيه العمل البربري الذي قام به دعبول، وركز على ضرورة إنقاذ الأزرار بأسرع وقت ممكن، كما ناشد الضمير العالمي الوقوف وقفة حازمة بوجه مثل هذه الأعمال اللا مسؤولة . وختم بيانه بالقول : إننا نحترم رغبة هذا الدعبول في ابتلاع قميصه وبنطلونه، بل وحتى حذائه..لكن ما ذنب هذه الأزرار الصغيرة المغلوبة على أمرها، والتي لا تستطيع النطق أو الدفاع عن نفسها بأية وسيلة ؟!
    ***
    وفي كوالالمبور..أعدمت السلطات رجلاً حاول أن يقلِّد دعبول..وقال مسؤولون إنَّ هذا العمل يُعطي صورة بشعة للغربيين عن تخلّف سكان آسيا، وذلك حين يشاهدون واحداً منا وهو يأكل نفسه دون استعمال الشوكة والسكّين !
    ***
    وأدلى مندوب جمعية الدفاع عن المصارين بحديث لإذاعة مونت كارلو، قال فيه إن جمعيته تندد بهذا العمل الآثم..وتطالب دعبول بالخروج حالاً من مصارينه الدقيقة والغليظة على حد سواء .
    ومما جاء في الحديث قوله : إنني لم أرَ في حياتي كلها مثل هذه القسوة..ولا أدري كيف تأتّى لهذا البغل أن يخنق هذه المصارين الرقيقة بحشر نفسه فيها ! هل يظن نفسه قالباً من "الآيس كريم" ؟!
    ***
    وناقش البيت الأبيض، في جلسات مطوّلة ما سمّاه ب"دابولز سيتيويشن"..وحذّر من احتمالات أن تعطل هذه المسألة مسيرة السلام في الشرق الأوسط..وأنحى باللاّئمة على بكين، كما حذّر إيران من مغبّة اللعب بالنار .
    وفي الوقت نفسه أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً أكّد فيه أن "بلعة دعبول" تعتبر تهديداً صارخاً لأمن إسرائيل .
    ***
    وارتفع سعر الدولار إلى أعلى معدّل له منذ سبع سنوات، فيما انخفضت أسهم نفط بحر الشمال إلى أدنى معدل لها، ولم تتوفر على الفور أية معلومات عمّا إذا كان لقضية دعبول تأثير مباشر في هذا الشأن .
    ***
    وأدلى مندوب لجنة الدفاع عن حقوق الأقمشة بتصريح قال فيه : لا يهمنا نوع قماش قميصه أو بنطلونه..إنها مسألة مبدأ بالنسبة لنا، لا فرق إن كان قميصه من الحرير أو من الخيش..كلُّها في النهاية، أقمشة بكماء ضعيفة لا تحسن الدفاع عن نفسها..وعليه فإننا نطالب هذا الدعبول الأجرب بالإفراج عن قميصه وبنطلونه فوراً .
    إن أنظار العالم تراقب معنا، بقلق شديد، معاناة هذه الأقمشة المرتهنة في جوف هذا الأحمق .
    ***
    وأعلن أكثر من فصيل عربي معارض مسؤوليته عن بلع دعبول لنفسه، دون أن يتعرّض أيٌّ منها إلى مسألة بلع الأموال من أيّة جهة كانت..فيما نفت جميع الحكومات العربية أن يكون لها أي دور في مثل هذه(البلعة) .
    وعززَّ هذا النفيَ تصريح لدبلوماسي غربي(رفض فقدان عمولاته) حيث قال أن خبرته الطويلة في الشؤون العربية تجعله يعتقد بأن هذا النوع من البلع غير متعارف عليه رسمياً لدى جميع حكومات المنطقة .
    ***
    وأعربت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق(البنكرياس)عن قلقها البالغ على مصير الغدّة المسكينة، واتخذت بالتعاون مع حركة الدفاع عن حقوق(الأنزيمات)إجراءات فورية لتقديم شكوى عاجلة إلى منظمة(الفيفا)على اعتبار أن دعبول في شكله الكروي الراهن، يدخل ضمن مسؤوليتها .
    ***
    وفيما كان العالم يتابع هذه القضية بذهول وترقّب وقلق..بدا فجأة، أن كرة دعبول قد أخذت تتمدّد..
    وعلى حين غرّة، انطلق منها صوت صاعق أقرب ما يكون إلى(تفوووو)..ثم استوى دعبول قائماً على قدميه حافياً عارياً !
    بهت الجمهور الغفير..ولمعت فلاشات أجهزة التصوير، وتراكض مندوبو وسائل الإعلام لتسجيل صورة إفراج دعبول عن نفسه..لحظة بلحظة .
    زمجر دعبول : يا أولاد الكلب المحترمين...ما أنا إلاّ جائع ،عارٍ ،مشرّد ،عاطل عن العمل..فماذا أفعل سوى أن آكل نفسي، لأكون أنا طعامي وأنا بيتي ؟!
    إنني ضحيّة كل هذه الجهات التي أنكرت واستنكرت واحتجت ونددّت ونفت وأعلنت وادّعت وحذّرت، في الوقت الذي كان فمي مغلقاً بجسمي، ولا قدرة لي على الشكوى أو نفي الإتهامات .
    لقد تشرّفت، هذا اليوم، برؤية منظمات للدفاع عن حقوق كل شيء في هذه القرية الصغيرة..وها أنتم ترون أن الأحذية بخير، والأقمشة بخير، والمصارين بخير، والبنكرياس بخير، وإسرائيل بخير..وأنا الوحيد الذي ليس بخير..فلماذا لا أرى، وسط كل هذه القيامة، منظمة واحدة للدفاع عن حقوق دعبول ؟!
    ستقولون، يا أولاد الكلب المحترمين، إنَّ الضغط الدولي قد أجبرني على الإفراج عن جسمي .
    لا والله .. إنني،ببساطة شديدة، تقيّأت نفسي قَرَفاً من هذا العالم !
    ***
    تقول أنباء غير مؤكّدة إن السلطات أجبرت دعبول على ابتلاع نفسه..عقوبة له لوقوفه عارياً وسط الشارع..الأمر الذي يعتبر خدشاً للحياء العام !

    * جريدة القبس - الإثنين 10-2-1997

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,694
    المواضيع : 78
    الردود : 2694
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي



    الفكرة جميلة يامحمد

    وبداية جميلة ورائعة منك

    واتمنى من الجميع التفاعل معها

    وهاهو الموضوع مثبت
    وعليك انت متابعة الجزء الاكبر فى متابعة الموضوع محمد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    شكرا لجهد جميل وعطاء اجمل

    لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين


  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 915
    المواضيع : 45
    الردود : 915
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    محمد الشناوى

    الفكرة اعجبتنى

    ولك الشكر هل استطيع ان اشارك بأكثر من عمل.....؟

    اعجبتنى الفكرة جدا واتمنى ان تثبت .....

    كما اعجبتنى قضية دعبول

    للرائع احمد مطر الذى يعجبنى دوما.......

    شكرا على الفكرة واحمد مطر

    ولى عودة ......

    لك تحياتى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 177
    المواضيع : 19
    الردود : 177
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي من القلب إلى القلب

    http://www.alwahah.net/aalawi60/s1.htm


    كتب أخي الحبيب الشاعر المبدع ( المدنف ) هذه الأبيات العجيبة الوصف :

    كُتب الغـرامُ بأحـرفٍ نـوريةٍ *** بـرّاقـةٍ ذهبـيـةِ الشّـذراتِ
    وسُقي بماءٍ سلسلٍ من سلسلٍ *** أحـلى وأعـذب من زلالِ فراتِ
    وتضمّخت أعطـافه فتضوعت *** مسكـاً وفاحت أنسُماً عطراتِ
    وسرى إلى عالي الغمـامِ مطهرًا *** وروى هنـالك عذبة الكلماتِ
    وروى بإسناد لهـا خبر الهوى *** فأتـى صحيحا من طريق ثقاتِ
    وهنـاك قصرٌ بالأمـاني مشيدٌ ** ومـروجُ عشق ٍ صبّـة التلعاتِ
    لبست بـه أثواب نـورٍ باهـرٍ *** رفلت بهـا من جانب الشرفاتِ
    طلعت كأن الشمس نـور جبينها *** بمحاسنٍ جلّت عن الحسناتِ
    خطرت فكانت فوق وصف الواصف *** وأتت معانٍ حلوة القسماتِ
    خرّت لهـا كـلّ المحاسن سجداً *** وترهبنت في حُسنها نظراتي

    * * *

    فكتبت إليه :

    لا إله إلا الله ........ لا فــوض فوك أيها المبدع

    أخي الحبيب وشاعرنا المبدع / المدنف ..

    أجدت وأفدت ..

    وأحسنت فأبدعت ...

    وقلت فأعجبت .
    وأبقى أردد : يا إلهي ما هذا الوصف الخارق ..!؟
    طلعت كأن الشمس نـور جبينها *** بمحاسنٍ جلّت عن الحسناتِ
    أحسب أن بعض الحور العين يتنافسن عليك الآن ، من أجل هذا البيت ،
    كل منهن تقول : إنما يعنيني …! هنيئاً يا سيدي ..!

    ودع حور الطين يتنافس عليهن صعاليك هذا العالم ..
    وانعم أنت بنعمة الكريم المنان ..!
    هنيئاً لك يا سيدي هنيئاً ..
    ولا تنس أن تشملنا بنظرة يوم يكون الشفعاء هم أولياء الله

    ولا أحسبك إلا منهم ..

    وهل يعقل أن يكون قائل هذه الأبيات إلا في مقدمة ركبهم !!؟ أو قل :

    من حداتهم البارعين لرحلتهم
    لله درك .. ثم لله درك ..
    ولذا فإني أعلن بملء صوتي : إني أحبك في الله ..
    هل تسمعني ..!.
    عد سريعا إلى قلبك ، وستجد صدى صوتي فيه ..!
    ولا أراك إلا ، قد عدت .
    ولا أظنك إلا ، قد وجدت ..!!
    أشهد الله وملائكته ورسوله وجميع خلقه على محبتي إياك من أجله سبحانه
    وكيف لا أحبك وأنا أرى بأم عيني :

    لطف الله بك ، وكرمه معك ،
    وإلا فمن أين أتيت بهذه الأوصاف يا سيدي .. لولا أنها من سيدك مباشرة..!
    أسأله سبحانه أن يكرمني كما أكرمك ..
    وإن كنت أعجز من أن أكون شاعرا.. لكني أحب الشعراء أمثالك ..
    ليت كل الشعراء مثلك ..

    يطوفون بقلوبنا حول هذه المعاني الراقية السامية ،
    ويدعون الحش للحشيش .. والجيف للثعالب ..
    أما الأسد فإنها تأبى أن تأكل الجيفة...!
    وأعود وأترنم ويهزني الطرب ..
    طلعت كأن الشمــس نــــــور جبينها *** بمحاسنٍ جلّت عن الحسناتِ
    خطرت فكانت فوق وصف الواصف *** وأتت معانٍ حــلوة القسماتِ

    لقد قرأت لشعراء كثيرين في وصف الحور العين ،

    فلا أحسب أن عين وقعت على أجمل من هذا الوصف ..

    ولا اهتز فؤادي كما اهتز هذه المرة ..
    لله درك ..
    سبحانك ربي .. تهب ما تشاء لمن تشاء ، كيف تشاء ..
    وأعدت القراءة وأنا أتخيل بعض الحور العين يرفلن

    ( فوق وصف الواصف )
    فيدور مع بيتك عقلي .. ويخفق للصورة المصاحبة قلبي ..

    ويلهج لساني بالدعاء لك ..
    وأبتسم في شماتة وأنا أتذكر صور جمال جميلات هذا العالم

    _ ممن يسمون زورا وبهتانا ملكات الكون !!!! _

    وهن يتشامخن في غرور كاذب ..
    وأدرك عندها أن كل جمال فاتنات الدنيا ليس سوى أكذوبة .

    إذا قارنته بإزاء من وصفت من بنات الحور في الجنان.
    بل جميلات الدنيا : عدم .. وغثاء .. وخواء

    وسماجة .. وغثاثة ..

    إذا قورن بجمال النساء المؤمنات في الجنة .
    ولذا صح أن تخر كل جميلة من تلك الجميلات المصنوعات كالدمى ،

    تحت قدمي حوريتك التي أنزلتها من سماها أيها الشاعر المبدع ..
    رزقك الله سبعين منهن يوم تلقاه وهو راضٍ عنك ..
    وتقبل تحياتي أخيك المحب ..
    وخالص الدعاء لك ..

    ***

    فجاء رد أخي على النحو التالي :

    أخي المفضال, كريم الشمائل / "بو عبد الرحمن"
    قرأت كلامك أيها الكريم ,

    فأخذني العجب من أسلوبك وتأثير كلماتك ,

    حتى علمت الآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم

    " إن من البيان لسحراً" ,

    وحتى علمت الآن الوجه من تفضيل النثر على النظم .
    فما شاء الله ولا قوة إلا بالله,

    ولا أخفيك أني متابع لمعظم ما تكتب ,

    ولم تر قط عيني على هذه الشبكة أبرع منك كتابة ,

    ولا أدق وأعلم بأحوال القلوب مثلك.
    ولقد أردت أن أنظم فيك شيئا فإذا بالقوافي تنفر مني نفور الظباء ,

    فلا أدري ألعلمها بقصرها التي ستكون عليه إلى جانب بديع بيانك ,

    أم لعلمها بجلال قدرك فهي تهابك؟؟
    وإني أحبك في الله الذي أحببتني فيه ,

    أحبك الله ورفع قدرك في عليين .
    ولقد نظرت في كلامك -بارك الله فيك وأثابك-

    ولقد حدثتني نفسي بأمر سوء .. أن ادعي أني نظمتها في الحور العين

    -كما ذكرت يا سيدي-

    إلا أني آثرت الصدق فهو أنجى للمسلم وأسلم,

    وأحرى بالكريم وأكرم ,

    فأنا قد نظمتها في من إذا دخلت الجنة , وأرجو لها ذلك,

    تكون سيدة وأميرة على حورها , وهذا جزاء المحسنات.
    ويا أخي الرحيم , والله ما أحببنا إلا لصلاح رأيناه وخير حسبناه ,

    أردنا بلوغه فحالت دونه الحوائل , فلا حول ولا قوة إلا بالله ,

    وإني على ذلك صابر , وأجد في الشعر بثا لما أجد , وتسلية للنفس ,

    وإني إن وصفت فإنما أصف طيف كرى أو خيال ,

    فوالله ما رأيت وما سمعت ممن أحببت شيئا..
    أخي أعلم أن نثري ضعيف , فسامح قصوري وتجاوز ,

    وتقبل خالص تقديري واحترامي

    وامتناني لتشريفك بالدخول على مشاركتي ,

    ورفع قدرها رفع الله قدرك .
    أكتب حروفي هذه وأ

    كأني مودع لك , خشية أن لا تدخل موضوعاتي ,

    فلا تنسنا أخي من صالح دعاءك , لا حرمت وإيانا الأجر والثواب.
    أخوك الأصغر ومحبك ومجلك .

    ***

    رد على الرد :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شعاري الذي ارتضيته لنفسي :
    أن أقسو على من أحب .. قسوة الأب على فلذة كبده الحبيب
    ولأني أحبك .. فاحتملني
    تأمل مليا هذا الشعار قبل أن تمضي في رحلتك مع كلماتي هذه
    فإن رأيت أنك لا ترضى بهذه الأسلوب .

    فمن الخير لك أن لا تتابع الرحلة وكأنك ما رأيت ولا قرأت ..

    وسامحك الله وغفر لك ..
    قرأت ردك المعطر بطيب قلبك المطيب بعبق الإيمان ..
    ولا أدري يا سيدي هل أعجب الآن بنثرك أم بشعرك ..؟

    ولست أبالغ .. فلعلي قرأت كلماتك هذه أكثر مما قرأت رائعتك تلك .. ..

    حفظك الله ورعى أنفاسك ..
    عزيزي يا من حباك الله قلما فياضا بالإشراق ،

    ومشاعر مـوارة بالنور ..
    جزاك الله خير الجزاء على جميل إطرائك إياي ،

    غير أن روح الشعر أنستك ما تصف ، فجعلتني :

    ( فوق وصف الواصف !! )

    بقولك : لم تر قط عيني على هذه الشبكة أبرع منك كتابة ،

    ولا اعلم بأحوال القلوب مثلك !!

    ثم ما جاء بعدها من كلمات ….
    حنانيك ..! حنانيك ..

    أهذه قصيدة شعر مسبوكة ،

    غير أنها تناثرت حروفها فلم تتسق لتكون موزونة ..!؟

    حنانيك يا صاحبي وارفق بي رفق الله بك ، وأعلى قدرك ..
    أروع ما هزني في كلمتك :

    صدقك .. صراحتك ..

    غيرك قد يكون له موقف غير هذا الموقف المتلألئ الذي آثرت أن تقفه ،

    ذلك معناه عندي :

    أن لك روحا لا تبالي بمدح مادح ، ولا بذم ذام ،

    إذا كان هذا من طريق الكذب الصراح …

    لله درك من فتى مملوء القلب بنور السماء .. !
    ومن هنا فإن صدقك زادني حبا فيك ..

    وإعجابا بك .. ودعاء من أجلك ..
    غير أني آمل أن تسمعني الآن بملء قلبك الطيب ،

    فإني أرى نورا يشع في ثناياه ، وحرارة روحك تهمس في أذن روحي :

    إن لصاحبي هذا شأنا وأي شأن ، غير أنه لا يعرف قيمته ..
    وعلى الفور صدقتها روحي ، ووقعت على التصديق !!
    قولك

    ( نظمتها في من إذا دخلت الجنة _ وأرجو لها ذلك _

    أن تكون سيدة وأميرة حورها .. فذلك جزاء المحسنات )
    وقولك

    ( والله ما أحببنا إلا لصلاح ودين ، فحالت دونه الحوائل ،

    فلا حول ولا قوة إلا بالله .. وإني على ذلك صابر ،

    وأجد في الشعر بثا ، وتسلية للنفس …) الخ

    والمعنى الذي ترجمه فهمي لعبارتك كالتالي :
    إني أتغزل يا سيدي في امرأة ستكون _ فيما أرجو _ من نساء الجنة ،

    بل أميرة وملكة فيها …!! وأنه حين حالت الحوائل بيني وبينها ،

    وجدت في الشعر مجالا لأفضي بما يعتمل في قلبي المحب

    من مشاعر لا يقر لها قرار …..
    عجبي .

    كيف استطاع الشيطان أن ينطق على لسانك هذه المرة ..!؟

    هذه ليست فلسفة قلبك الطاهر ،

    هذه فلسفة شيطان يريد أن يجرجرك معه إلى حيث ..

    إلى حيث ألقت أم قعشم !!
    لا تؤاخذني يا سيدي …
    فمنذ البداية قد أخبرتك .. أني سأقسو عليك اليوم ،

    لكن .. إن تكن تألم ، فإني والله آلم كما تألم ..

    وأرجو من الله ما ترجوه أنت أيضاً ..

    لأني على ثقة تامة أنك ترجو رضوان الله سبحانه ..

    وهل لك غيره تأوي إليه ؟؟
    يا عزيزي ..

    لو صح هذا الذي تقول فليس هذا هو الطريق ..

    لقد خرجت عن الخط يا سيدي .

    وها أنا أهتف بك ، وأشير إليك من بعيد لتعود إلى قلب الطريق ، ..

    إنك بهذا يا سيدي تسير في غير الاتجاه الصحيح ..
    كيف ؟؟ من حقك أن تسأل..

    فاسمع بقلبك ودع عنك الهوى جانبا ..

    الجم فاه جيدا حتى لا يشوش عليك ما تسمع بقلبك الطيب ..
    إن كانت من تعلق بها قلبك ، ستصبح ملكة في الجنة

    ووصيفاتها على مد نظر الناظر من الحوريات ..

    _ ونرجو لها من كل قلوبنا أن تكون كذلك _ ..
    فاعلم وثق وتأكد …

    أنه لا يرضيها ذلك منك ..

    ولو أنها اطلعت على ما تقوله فيها ، لبصقت على ………………………………………… …….!!

    سامحني …
    إنما يرضيها أن تسخر قلمك كله

    أقولها مرة ثانية لتستقر في تلافيف عقلك :

    يرضيها أن تسخر قلمك _ كله _ من أجل

    من أجل مولاها الذي أدخلها الجنة برحمته

    يرضيها ذلك منك ، لتلحق بها هناك وما أدراك ما هناك …

    في جنة عالية ، قطوفها دانية ، ورضوان من الله أكبر ..-
    ثق أنه لا يرضيها يا سيدي إلا أن تدفع مهرها نقدا في دنياك …

    بحيث تجعل دموع عينيك تنهمر شوقاً ..

    ودموع قلمك يصبح نزيفاً مستمرا بكل ما يقربك منها ..
    أعني بدموع الشوق أن تبكي بين يدي الله سحرا ….

    وأعني بنزيف قلمك أن تسخر كل كلمة تسيل منه من أجل مولاك

    الذي منحك ما منحك لتعمل له ، لا لغيره .. !!!
    واعلم _ ولا أخالك إلا عالما _ أن كل طريق غير هذا الطريق

    فمسدودٌ . مسدود .. مسدود ..!!
    ومن ثم سيحول بينك وبين من تهوى ،

    فلا أنت لقيتها في دنياك ، ولا أنت ستلقاها في أخراك …؟.

    كيف فاتك هذا ، وأنت شاعر لبيب ـ ذو حساسية مرهفة

    ومشاعر قوية ، وإيمان صادق ..!!!؟
    وشيء آخر ..
    إن كانت من تعلق قلبك بها ..

    قد أفضت إلى ربها _ فعليها الرحمة ولها الرضوان إن شاء الله _ ..

    فتقرب إليها بمزيد من صور الطاعة لله

    ليكرمك فتلحق بها هذه الليلة لا غداً ….!!
    لعلك جزعت من هذه الكلمة ..!؟

    جزعت أن أدعو الله أن ينقلك إليها الليلة ..؟

    إن كنت قد جزعت ، فاعلم أنك لا تحبها ،

    ولست متولها عليها ، ولا مفتونا بها ..

    بل أنت واهم لا غير …!!

    إنما يصور لك شيطان الهوى أروع الصور وأعذبها ..
    وإن كنت لم تجزع ، بل فرحت بهذه الدعوة ،

    وكنت على استعداد أن نحملك الليلة ، إلى قبرك ،

    ونهيل عليك أطنان التراب ،

    ليكون هذا القبر معبرا لك إلى من تحب وتهوى ….!!! إن كان الأمر كذلك …

    فأنت أنت … ولله درك .!!
    ولكن وهاهنا نقطة الاحتراس الكبيرة ….
    انظر ما هو زادك الذي تقدمه بين يديك …

    إن لم يكن عملا صالحا خالصا نقيا لا تشوبه شائبة ….

    فيا ويلك ويا سواد ليلك في تلك الحفرة ..

    لا دنيا أبقيت ، ولا آخرة كسبت ..!!…….

    أيها الحبيب ( المدنف ) إن الأمر جلل …

    وما ينتظرنا مما ينتظرنا أمور يشيب لها الولدان …

    ونسأل الله أن يلطف بنا ويرحمنا ..
    وأما إن لم تكن تلك الحبيبة قد أفضت إلى ربها ،

    ولا تزال تنعم في دنياها ،

    غير أنها كانت من نصيب غيرك ، مما قسمه الله له ، ولم يقسمه لك …..
    فها هنا الكارثة التي تقصم الظهر والله ..

    ولا يبقى يا سيدي في هذه الحالة

    إلا أن أكبّر عليك أربعا لا ركوع فيها ولا سجود ……!!

    ثم نتقبل فيك العزاء ..!!
    فهذا آخر ما أتوقع أن أسمعه من شاب متلألئ مثلك ،

    تنضح في كلماته معاني الإشراق ، ومحبة الله ، وحب الخير ،

    والتعلق بما عند الله تعالى ..
    أيخادعك الشيطان إلى هذه الدرجة ،

    وأنت تنصاع له بكل هذا اليسر …!؟
    أيعقل أن يُـبقي الشيطانُ قلبك متعلقا بمن لا تحل لك لا دنيا ولا أخرى ..؟!
    وتزعم ما تزعم أنك عفيف ، لا تفعل ما يغضب الله عليك …!!
    أكاد والله أن أبكي من أجلك ..

    يا إلهي أن تذهب عقول الشعراء إذا أحبوا ؟؟ أإلى النار وهم لا يشعرون ؟؟ _ ملاحظة :

    لست من هواة التكفير .. لكني ألفت النظر إلى العواقب فحسب ،

    والله كفيل بالعباد
    أعلم أني اليوم قد بالغت في القسوة ،

    وقد أوجعت في الضرب ،

    ولكني أعلم أيضا:

    أن الدواء قد يكون شديد المرارة ، غير ان الله يضع فيه الشفاء..
    أخي الحبيب الذي أصبحت أحبه أكثر من ذي قبل ..
    ماذا يضيرك أن تكتب على هذا النمط الذي تسير عليه ،

    غير أنك توجهه لله رب العالمين ،

    والكلمة التي تواتيك ليست من رضوان اله تعالى فدسها بنعلك ،

    ولا تكترث بها ،

    والصورة الرائعة التي تتولد في خيالك ، غير أنها لا تصب من أجل الله

    فابصق عليها ،ولا تلتفت إليها ..

    اجعل همك الله .. ولا شيء غير الله .
    ألست تحفظ يا سيدي :

    ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ !؟
    فأين ترجمة ما تحفظ …....؟!
    في الحديث الشريف يقول حبيبك وقدوتك وسيدك ومربيك محمد

    ( ومن مثل محمد في العالمين ) صلى الله عليه وسلم :
    رب كلمة لا يلقي لها المرء بالا من رضوان الله ،

    يرفعه الله بها في الجنة درجات …..

    ورب كلمة لا يلقي لها المرء بالا من سخط الله

    يهوي بها في النار سبعين خريفا ) أو كما قال ..
    أرجو أن تضع هذا الحديث نصب عينيك ..

    وتأمل كيف قال

    ( لا يلقي لها المرء بالا )

    ومع هذا يدخل بها النار .. فكيف بمن يقصدها ويتفنن فيها ،

    ويفكر مليا في حروفها ….. يا ويلاه ..!! ثم يا ويلاه
    وتستطيع أن تكتب روائع مثل رائعتك هذه ،

    تزيدك قربا من ربك جل جلاله ،

    إذا استطعت أن تستمد من كل شيء تمر به مادة وحي لإلهامك ،

    فيفيض عليك مثل تلك الرائعة .. ذلك خير وأبقى ..
    بل أقول لك ثم أقول :
    إذا كانت هذه روعة شاعريتك في امرأة من نساء الدنيا ….

    لا تساوي خردلة أمام امرأة من نساء الجنة

    _ نعم فإذا دخلت الجنة فاقتها ..

    لكنها الآن أشبه بالدمية الميتة ، بإزاء المرأة الحية الفاتنة !! انظر التشبيه .. واحفظه في قلب قلبك .._
    إذا كانت روعة شاعريتك في دمية جميلة ،

    جعلها تدير الرؤوس ، وتصبح

    ( فوق وصف الواصف )

    فقل بربك كيف يمكن أن يكون قوة وروعة

    إذا أنت صرفتها حيث يحب الله منك أن تصرفها فيه …!؟
    لست أعني أن تتحول بشعرك إلى المواعظ المجردة فحسب

    … كلا ..
    أنت تفهمني أكثر من غيرك .. بل أقول لك بصريح العبارة …
    أنت تستطيع أن تتغزل ، وتصف وتبدع في وصف الغزل …

    ولكن لا تنس إيمانك وتقواك وربك وهم دعوة الله التي تحتاج إلى أمثالك ،

    لا تنس كل ذلك وأنت تتغزل !!
    كيف ..!؟ معادلة صعبة ؟ …

    ربما هي كذلك عند غيرك .. ولكنها عندك ، محلوله من أولها ..
    ومع هذا أسوق إليك لونا من ألوان التغزل العجيب ،

    الذي نرغب أن نراك تبحر بنا فيها ،

    وتبقى ألسنتنا تدعو لك باستمرار ،

    بدلا من أن تجلب عليك دعوات قد توافق قدر الله فتصيبك من حيث لا تعلم ..!!
    اسمع أيها الشاعر :
    ساءلتني في حمانا ظبيـة *** أتحب الشوق في عيني صبيه !؟
    قلتُ: لا أعشق طرفاً ناعساً *** وخدودا وشفاهـاً قرمـــزيه
    إنما أعشـق صدراً عامـراً *** يمتطي الموتَ ويزهو بالمنية
    أدركت سري وقالت ظبيتي *** أنت لا تعشقُ غير البندقيه !!
    أو هذه المقطوعة التي أحسبها ستهز قلبك الشاعر هز النسيم للزهرة :
    ركعتانْ …
    في سكون الليل عني تجلوان ْ
    ظلمة البأس ،وأكدار الزمانْ
    وتُشيعان الرضا في أفقِ نفسي
    فإذا النجوى تعالت كالشذا تملأ حسي
    وأصاخ الليل في محراب أشواقي وأنسي
    وتهاوت دمعتانْ
    خشع القلب وألقى العبء في ظل الأمانْ
    وبدت للروح آفاق ابتهالاتٍ ..وتسبيحٍ .. وقُدسِ
    فتعرّى كلّ شيءٍ دون تمويهٍ ولَـبـــسِ
    فإذا الدنيا متــاعٌ زائــلٌ يُلهـي ويُنـسي
    وإذا أسمى المعاني من مسراتٍ وأنسي
    جمعتهـا في سكـون الليـل .. في ظل الأمانْ
    ركعتانْ …!
    يا لله ما أروع الشعر وأقوى أثره

    إذا اتجه به قائله نحو الله على هذه الشاكلة .. !
    ولا تملك وأنت تتابع هذه الأبيات إلا أن تدعو لأصحابها ،

    وتترنم بها في مجالس الشيوخ والعلماء والأبرار والصالحين ،

    وفي المسجد ، وفي قلب الحرم ، وقلبك يهتز ، وعينك تفيض ..-
    وانتظرني على الخط أياما إن شاء الله وسأسوق إليك نموذجا آخر ،

    أروع من هذا ، لا تملك وأنت الشاعر

    إلا أن تخور باكيا إذا جئت إلى ختامها ..
    ولولا طولها لسقتها هاهنا بين يديك ..

    بل لا أريد أن أعدك أنني قادر أن أسوق إليك

    ألوانا من هذا الذي أرغب أن أدفعك إليه ،

    لأزيدك قربا من ربك كي يحبك ويرفع قدرك ..
    بل أستطيع أن أحيلك على عشرات الشعراء الذين تقرأ لهم ،

    فيطرب قلبك معهم ، وتعيش في حالة سمو روحي مع أبياتهم ،

    ويبقى لسانك يلهج بالثناء المعطر من أجلهم …
    ألا تحب ان يغفر الله لك ؟

    ألا تحب أن يلهج ( الأبرار الأخيار أولياء الرحمان ) بالدعاء من أجلك ..

    و الثناء عليك ..!؟

    أنت أكبر من أن تلتفت إلى بعرة ، وتترك الدرة ..!؟
    وأسألك في الختام أيها الحبيب ..
    بأي شيء خرجوا من دنياهم ، أولئك الذين أراقوا دموع الهوى ،

    في غير مكانها الذي يحبه الله تعالى ، ويرضاه .؟ !

    لو أنهم أراقوا نصف تلك الدموع ، وتلك المشاعر من أجل ربهم سبحانه

    لكانوا مع النبيين والصديقين والشهداء …!!
    ولكن قبح الله الهـوى .. ماذا يفعل بأصحابه ..!!
    آآآهٍ .. لو أن روحك الآن تسمع نواح كل منهم وهو يصيح في ضراعة :
    ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) …

    آلان وقد كفرت من قبل ..!!!
    وتبقى همسة :

    أعلم يا أخي في الله ..

    أننا سنقف في يوم عصيب طويل سيكون الحساب فيه

    على الكلمة .. والهمسة .. والغمزة ..

    والضحكة .. والبسمة ..

    وما دون ذلك .
    فأين المهرب ؟ وكيف النجاة ..؟؟
    فأسألك بالله الذي رفع السماء بلا عمد ..

    أين يمكن أن تضع مثل هذا الذي تقوله في من توله بها قلبك ،

    أين ستضعه أفي كفة الحسنات فتفوز ،

    أم في الأخرى فتهلك فيمن هلك بذات السبب ..؟! ….

    إن قلت في كفة الحسنات ، فأنت جرئ والله …

    أما الأخرى فيمكن ، وهذا هو المتوقع ..

    والله أعلم بما في الغيب .. ..
    ليت شعري أين ذهب عقلك … ولن أقول أين ذهب إيمانك ويقينك ؟؟
    ألا لا يغرنك الذي يصفقون لك ، ويثنون عليك ،

    ويهتفون من حولك ، ويطبلون وراءك

    وأنت تطربهم بهذا السحر الحلال الذي تضعه في غير مواضعه ..

    إنهم والله لن يغنوا عنك من الله شيئا ً ..

    وكم تكسرت رقاب بسبب أمثال هؤلاء المصفقين …
    فاعرف فضل الله عليك ، ونعمته عندك ،

    وحاول أن تؤدي شكره على ما حباك ..
    لقد نصحتك وأعذرت ..
    ولقد استهلكني هذا المقال ، كما لم يستهلكني موضوع آخر ..

    نفسيا وبدنيا ..

    غير أني أحببت أن ألقي بحجتي كاملة لأضعها في عنقك ..

    حتى ألقاك يوم القيامة ..
    لأني فيما يبدو سأغادر هذه الواحة ، وأعود أدراجي إلى حصن الأصدقاء

    حيث لا أواجه ما واجهته هنا ،

    فأخسر أحبابا كراما أمثالك .. لأني أضطر أن أسمعهم ما يوجعهم

    ولا أفعل ذلك عادة إلا مع من أحببت ..
    ولذا فإني أشهد الله أني أحبك .. سواء أقبلت نصحي أم أعرضت عنه ..

  5. #5
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 177
    المواضيع : 19
    الردود : 177
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي حياة عادلة .. فقط .



    حياة عادلة .. فقط .

    منيرة الإزيمع
    9/7/1424
    06/09/2003


    سرت كثيراً على قدمي قبل أن أصل للكورنيش منذ نزلت من السيارة التي أقلتني إلى هنا ، المكان هادئ على غير عادة .. جلست على مقعد إسمنتي بقرب البحر وألقيت بكتاب " عبقرية عمر " للعقاد بجانبي ، يفصلني عن البحر عدة صخور بيضاء كبيرة مرصوصة على طول الشاطئ ملطخة بالزيت ، مر أمامي عدد من البشر صامتين مهذبين ، وكأن شيئاً لا يحدث ومنذ العام تقريبا ، تساءلت هل ما أراه حقيقياً هل يعنون فعلاً ما يبدو عليهم ، لا يبدو طبيعياً ما يحدث وإن بدا واقعياً ، فليس من العدل أن تكون شيئاً لا تستطيعه ، لقد عاش عمر آدميته بعبقرية معجزة لا تزال حية تعبق بالطيب تفوح حولي في كل مكان ، كان من الصعب مجرد المحاولة فهناك فرق كبير ، ومن الظلم وليس من الدناءة فقط أن تتظاهر بذلك أو أن تكون شيئاً لا تستطيعه ، لذا فكرت بأنه من العدل لي على الأقل أن أبحث عن أي شيء أستطيع أن أكونه فهذا مخرجي الوحيد من هذا الجحيم الذي إن لم أكن فيه فعلاً فستذهب بي إليه قدماي الآدميتان هذه المعلقة في جسدي ، لذا فكرت بأن من الذكاء أن أكون أفعى ، لكنني وجدت هناك الكثير أفضل مني في ذلك ، ثم إنني لا أحب اللدغ فقد عانيت الكثير منه ، سأكون حية فاشلة وسأُضرب حتى الموت قبل أن أتمكن من لدغ أحد ، كما يفترض بي أن أفعل كحية حقيقية تمارس حياتها الطبيعية بكل عفوية ، ثم تخيلت نفسي تمساحاً ، ولكن كم كرهت ذلك عندما اكتملت الصورة في ذهني فقد كنت تمساحاً غبياً أخرقاً ، بذيل قصير ونحيل وفم متساقط مفتوح ببلاهة ، كانت محاولات كئيبة ومملة لكنها أفضل من الاستمرار بحياة غير متكافئة ، وحينما كنت على وشك اليأس خطرت لي أجمل فكرة في حياتي ، لم لا أكون عنكبوتاً فليس هناك أجمل من حياة العناكب ولا اهدأ منها ، ثم لن أسأل نفسي بعد اليوم لما تركتهم يموتون في " بانيالوكا " أو" العراق " وغيرها وحيدين بدون حتى أن أصلي عليهم أو أن أبكيهم ، لن أشم رائحة جثثهم ولن أسمع صياح الأطفال المبعدين عن أمهاتهم ، آه كم عانيت من ذلك ، لقد كان صراخاً لا ينتهي ، لا تهدأ حناجرهم الصغيرة حتى الموت ، وما يحدث لهم في فلسطين .. لا أدري هل ستنسيني حياة العناكب كل هذا الشقاء ، لن أخسر كثيراً فلم يكن هناك من المتع في حياة البشر ما يستهويني بقدر( أن أكون نفسي )ولم أفعل أو أنا أضعف وأجبن من أن أحاول حتى . لا .. هذا كذب لقد حاولت في الواقع ولكن ذلك لم يكن مجدياً ولم يكن كافياً .. لذا اعتقد بأنني سأكون عنكبوتاً منسجماً مع نفسه راضياً عنها إن لم يكن سعيداً بها ، فحياة العناكب بسيطة جدا وغير مكلفة .. كان البحر هادئاً وبعيداً عما يدور في رأسي .. فوجئت بعائلة خلفي تجلس على العشب لم أفطن لها ، هل كانوا هنا قبلي أم أتوا بعدي!! كانت عائلة صغيرة زوجان وطفل ، بدا المكان أقل هدوء من قبل ، وبدا البحر ممتداً على مرمى البصر كبيراً قوياً هادئاً لا يكترث ، وكان ضوء القمر يلقي عليه مزيداً من الرهبة والوقار .. التفت إلى الضوضاء خلفي ، كان الطفل يثيرها ولكن والده نهض إلى السيارة بجانب الرصيف وجاء منها بكرة ألقى بها ناحية الصبي الذي قفز ناحيتها مبتسما ، أمسك بها ثم القي بها مجددا.. قذفها ناحية والده ، أعادها الأب إليه ثم جلس بجانب زوجته التي كانت تحتضن لفائف من الدانتيل الأبيض والقماش الفاخر أعتقد أنها تحتوي على طفل آخر ولكن أصغر بكثير ، انشغل الصبي كثيراً بكرته يقذف بها ثم يركض خلفها ، كانت الأرض مائلة جهة البحر لذا كثيراً ما تتدحرج هناك وتردها الصخور الكبيرة ، وفي إحدى المرات تدحرجت الكرة قرب قدمي وأتى مسرعاً خلفها , ولكن سرعته خبت فجأة واقترب ببطء ينظر إليّ ، شعرت بخوف ( هل أبدو عنكبوتاً من الآن سوف يدهسونني بأقدامهم قبل أن أصل إلي أي جدار ) التقط الصبي الكرة وانطلق راكضاً ناحية أهله .. كم الحياة سهلة و لا تكلف كثيراً عندما تعيشها هكذا ، لكن هذا الصبي لن يظل هكذا ، سيكبر ذات يوم ويعرف أن للحياة تبعات أبسطها ألا تقف متفرجاً على ما تراه عيناك ، فقد تكون شريكا في ذلك بطريقة ما ( آ ه لماذا أفعل بنفسي ذلك ، كل هذا انتهى الآن لقد حاولت أن أكون أنساناً طيباً ومتعاوناً والغريب مسلماً ، لكن كان كل ذلك بمنتهى السخف والتواطؤ. أي حياة هذه في حين كان قومي يذبحون ويمثل بهم فيما أنا لا أستطيع حتى أن أبكيهم ..آه كل ذلك انتهى الآن فلدي حياة أخرى أقل تبعات وأكثر هدوءا ) تقافزت الكرة محدثة دوياً على الأرض .. وصل الصبي بعد أن توقفت حركتها المطبطبة كليا، نظر إليها ثم إلى الصخور ، انحنى والتقطها ، ثم قذفها بقوة ، طارت الكرة عالياً ثم سقطت خلف الصخور ، توقف برهة واضعاً إبهامه في فمه ، التفت خلفه ناحية أبويه وأصابعه لا تزال في فمه ثم التفت للبحر ، أخرج إصبعه من فمه وبدأ يصعد الصخور، كان يصعد بصعوبة ، وعلى أنني لم أكن قريبة منه إلا أنني كنت أسمع صوت تنفسه بوضوح ربما كان يعاني من الربو فقد كنت أسمع أزيز صدره (تبدو حاسة سمع الكعناكب قوية)نزل بسرعة أسرع مما صعد ، ولم أعد أراه لكنني كنت أسمع ضوضاءه التي يثيرها ركضه خلف الكرة التي ذهبت بعيداً ناحية البحر ، ثم ظهر رأسه الصغير يعلو ويهبط بتعب من الركض خلف الكرة الجامحة ثم ظهر باقي جسده متجهاً للبحر ، لم أعد أسمع صوت تنفسه الصعب لكنني كنت أراه يركض ويضرب الأرض بقدمه وحبات الماء تتقافز كوراً بلورية تحت قدميه ، كانت ساقاه القصيرتان تلوحان ، يبدو ركضهما مضحكاً في هذه المرحلة فسيقانهم الصغيرة تبدو سيقاناً حقيقية ، كان الصغير يتجه بسرعة إلى البحر ، التفت بطريقة لا تليق بعنكبوت ناحية أبويه فإذا انشغالهما بما في تلك اللفائف مستمراً ، يتناقلانها بعناية ويتبادلان النظر داخلها ويحدثانه بلغة تشبه لغة الطيور ، عدت والتفت بسرعة ناحية الصبي صاحب الكرة .. لم يكن هناك سوى البحر والكرة وأنا مجرد عنكبوت.


    ______________
    القصة منقولة من موقع الاسلام اليوم:

    http://islamtoday.net/articles/show_...=27&artid=2785

  6. #6
  7. #7

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 915
    المواضيع : 45
    الردود : 915
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي


    العزيز ابن بيسان

    هذا يا الغالى جزء يصور كف من تمثال كامل

    وهذا التمثال احد اعمال الفنان الايطالى مايكل انجلو

    فنان عصر النهضة

    وهذا التمثال منحوت من المرمر

    واعجبنى لاننا نرى فيه كيف استطاع الفنان من خامة صلبه

    كالمرمر ...... ان يجعلنا عندما نراه ان يغيب عنا هذه الخامة

    الصلبه وانما نشعر انها لحم وعروق يجرى فيها الدم

    سيدى سيتبادر الى ذهن البعض انه حرام محاكاة ما خلق الله .....

    ولكن يا سيدى انا رأيت الكثير من تماثيل مايكل انجلو على الطبيعة ....

    فهى اكثرجمالا من اى صورة سجلتها من قبل او ستسجلهابعد .........

    ولكنى يا اخى الفاضل عندما ارى هذه التماثيل ........ الكلمة التى

    تنطلق من فمى دائما .......((سبحان الله )) من رزق انسان هذه

    القدرة والموهبة فانك تذكر اولا الخالق ثم تذكر الموهوب من الله.....

    فكيف عمل بمجرد ان تراه ينطق لسانك بتسبيح الله يكون حرام.......

    ربما لا يكون تفكيرك من الذى ذكرته ولكن سيدخل اكيد ممن يفكرون

    بهذا الاسلوب ...........ومعذرة على الاطاله وتفرعى الى موضوع جانبى

    وشكرا لك لاتاحة الفرصة لى للتعبير

  9. #9
    الصورة الرمزية عبد الوهاب القطب شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    الدولة : الولايات المتحدة
    المشاركات : 3,212
    المواضيع : 122
    الردود : 3212
    المعدل اليومي : 0.42

    افتراضي

    الاخت الفاضلة اميمة

    هو بالفعل عمل في قمة الروعة والدقة

    واكثر ما بهرني منه هو التفاصيل

    الدقيقة التي بدونها لا يصل الفن

    الى مرحلة ما بعد الابداع.

    نعم كما هو معروف

    اتى الاسلام ليقضي على الاصنام

    وما شابهها ليرقى بالمسلمين الى

    ما هو اسمى وانبل من اي شيء

    صنعه الانسان.

    والان وبعد ان منّ الله علينا بالاسلام

    لا اجد ما يدعو الى الخوف من الشرك

    اذا شاهدنا صورا تماثيل لمايكل انجلو او رفائيل

    سانتي او غيرهما.

    وطالما كنت معجبا بتلك الاعمال الفنية العظيمة

    ولقد حاولت التأكد مما رأيتُ من الصورة التي

    ارفقتها فسألتُ ما سألت.

    تحياتي لك ايتها الفنانة الجميلة

    وبانتظار المزيد

    المخلص

    ابن بيسان

  10. #10
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أعجبني هذا الدعاء
    بواسطة علي أحمد معشي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-04-2021, 07:51 PM
  2. كتابٌ أعجبني
    بواسطة رياض شلال المحمدي في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-03-2021, 04:58 PM
  3. توقيعٌ أعجبني للشاعر المبدع نايف بن تركي
    بواسطة زاهية في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 17-12-2005, 08:51 PM
  4. عمل .. رشيد!
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-12-2003, 09:27 PM
  5. عمل المرأة والأسرة
    بواسطة نسرين في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-09-2003, 02:14 PM