من خلف أسوار القصيدة

صديقي
من زمن الحب أتى
من خلف أسوار القصيدة
مكللا بزهور المراثي المجيدة
يعلن للريح حقيقته
يعلن للناس حبيبته
يفشيها سرا خالدا
يسافر وإياها في صحراء الصمت
يهرب لبلادٍ بعيدة

ما من بوابة عظيمةٍ بعبر منها حبه
فيجلس إليها
يحدثها عن زمنه
عن بلاده
خطاياه
عثراته الكثيرة
لربما ظنّ حبه سيعبر قلبها من ثقب !.
ينظر للمجهول خلفها
يستقرئ ما يقبع خلف أسوار حديقتها
أو يخشى سحر عينيها
ويبحران في حوارٍ حالمٍ مجنون
وأنا ما بينهما حائرٌ, شارد الفكر
أرقب ما يدور وأنتظر النهاية المرّة .



تسأله عن سر الخلود
فيتوجس خيفة من أحلامه
ويخبرها عن
بضعة أحلامٍ على كتفيه
وعلى زنديه يحمل المسافة ما بين أمسٍ متعبٍ
وحاضر مكبلٍ
غيرته الحواجز والحدود

تبدو غير آبهةٍ بما يقول
تحدثه عن الحياة والصبر
ويتلو عليها آيات القهر
وبضع أبياتٍ من الشعر
لا تأبه ثانيةً
وتواصل الأحلام
ويواصل هو الكلام
المسافة شاسعة ما بينهما
يسبح في بحره المر
وهي تحلق في السماء بين الغيمات
هو أرضٌ باطنها يحترق
أحشاؤها تتقطع أوصالها
وهي عصفورةٌ تحلم بالمطر
تمضي نحو بلادها
ويموت في المنفى !.

تتأمل وجهه وتبتسم واعدةً إياه بدمعةٍ تذرفها على رفاته
وتلوي شفتيها حيرةً وتمضي لا تلوي على شئ .

يا صديقي ها هنا يوم تبعث حيا
سأكون شاهدا على الطريق
شاهدا على المسافة
فلا تبتئس
أنت أجمل العشاق
حتى وإن تقلصت مفاهيم الوفاء.

وكان يصحو على بكائي
يصحو على نواح البلابل الحزينة على أرض فارقها المطر
يحدثها عن قصة حبه ويحدثني عن الريح والغيم
عن حدود المستحيل وحمق المسافة
يهمس لي بخفوت حكاية الخلود التي لم تفهمها تلك الراحلة من بين سطور الحياة
وفضولي يدفعني لأسأله شيئا لم أعرفه منه حيا .
وكأنه قرأ أفكاري فقال: سل ما تريد


أتتزوج ثانيةً؟
زوجتي ميتة
أكرر السؤال :
أتتزوج ثانيةً ؟
زوجتي ميتة .
فهمت, لست بحاجة لقرب أحد بعدها فتلك فلسفتك في الحياة كما الموت
إنكَ إذ فارقت حيا , أخلصت بجنون حتى عشت تناديه حيا ميتا .

وأغمض صديقي جفنيه هذي المرة
وكانت تذكرة بلا عودة .

الاخ شجاع :
كلمات نقشت وفاءً قلّ وجوده فجاء حبرها راقراقا .
أعجبني المقطع الأخير جدا .
دمت مبدعا

حتّى و إن غابوا عن بصري

فأرواحهم تحوم في سمائي


أخي الكريم

كلماتك كالغيث,

تسقي الروح الظمأى

دمتَ متألّقاً

تحيتي

الصفدي المبدع......
في تلاحم اسطوري بين الروح والجسد ، اجدك هنا تسطر ملحمة وفاء ، وحب خالدة ، تبنى على اسس نفسية ووجدانية ذات ابعاد تنظيرية عميقة ، فالمفكك في النص ليس الا جزء من اللامفكك ، والكرئي من النص ليس الا جزء من اللامرئي ، تلاحم مدهش ، حتى في انتقاء المفردات ، بل حتى في الترتيب الزمكاني ، واللغوي ، واللفظي ، والموسيقي ، نص يبعث الارباك اذا لم ندخله ونحن قد تطرهنا من ماسواه ،نص اشهد له بالروعة .

دم بخير
محبتي لك
جوتيار

تكوّر الابداع
عبر صورة وفاء مختلفة جداً
رتبت النبضة فوق النبضة
ومنحتنا نصاً شفيفاً

/
/

لروحك الورد



الفضلي

الأخ الفاضل شجاع
من خلف أسوار الدهشة تطل أبجديتي
يشرئب عنق الحرف فيها
ليطال بنظره عظمة تجلّت في كل حرف خطه يراعك
لله درّك كيف أجبرتني على المكوث هنا
استنزف حرفي نصك الرائع
تقديري واحترامي

الاخ شجاع :
كلمات نقشت وفاءً قلّ وجوده فجاء حبرها راقراقا .
أعجبني المقطع الأخير جدا .
دمت مبدعا

الكريمة سمو
الوفاء نقشه في الروح لا تمحوه عوامل الزمن أو المسافات ..
شكرا لحضورك البهيْ هنا

أراني تهت بين السطور ولا أجد لي مخرجا ..
قد علقت هنا في مساحة البوح التي كان الوفاء يحتلها ..
ولا أريد أن أغادرها ..
فمن أين لنا بمثل هذا الوفاء إلا ما خطته الأقلام تؤرخه وكأنه شيء صعب أن نتصف به ..

دمت بألق أخي شجاع الصفدي ..

صباحكم يـــا جار .. !!
للصفدي المكبل في زنزانة الحزن .. !!
لأبي أمجد ، كل التحية ، وهو المشبع بالنهايات المسكونة بالحزن ..
تحيتي لك ، فصمتنا مكبل ، نسأل الله أن ينفرج قريباً

حتّى و إن غابوا عن بصري
فأرواحهم تحوم في سمائي
أخي الكريم
كلماتك كالغيث,
تسقي الروح الظمأى
دمتَ متألّقاً
تحيتي

الكريمة فاطمة
ليته لا ينقطع الغيث حتى لا يثقل الكاهل
دام حضورك الطيب هنا سيدتي الكريمة