كلما أرادت زوجتي أن تبدأ الحديث عن هموم الأمة ، تبدأ بالسؤال التالي :
- إلى متى ستبقى أمريكا هكذا ؟
ودائماً أجيب :
- حتى يتخلى العرب والمسلمون عن حب الدنيا وكراهية الموت .
ودائماً ترفض أن أخرج للجهاد مع الأولاد قائلة :
- وهل علينا نحن فقط أن نستشهد ؟ ولم لايستشهد الجميع ؟!!
ولكن وقائع جلسة مساء البارحة كانت استثنائية ...
شاهدتها تتابع أخبار التلفزيون ودموعها تنساب بغزارة ويكاد نحيبها يعلو لولا خوفها على مشاعر الأولاد . تابعت صمتي الرهيب - وكأني حاكم عربي من طراز ممتاز - متجنباً الدخول في متاهات الجدل العقيم .
لكنها فاجأتني بالسؤال التالي :
- لم لانخرج جميعاً للجهاد ؟ ماذا ننتظر ؟!!
- تقصدين الأسرة كاملة ؟
- نعم ... أنت وأنا والأولاد جميعاً ذكوراً وإناثاً .
- ونستشهد ؟!!
- نعم ...
- سبحان الله ! شيء ما يحدث في هذا الكون !
- كل هذا الذي تراه ، الذي يفعله الخنازير اليهود والكلاب الأمريكان ، وتقول يحدث شيء ما !!!
وأردت اختبارها إن كانت صادقة في الخروج للجهاد في سبيل الله مع الأولاد والتعرض للخطر ، فقلت لها :
- إذن رتبي الأمور لنخرج غداً إن شاء الله .
- فهبت واقفة متهللة الأسارير وهي تسأل :
- ماذا أحضر ؟
قلت : انتظري قليلاً ! ماالذي جعلك تغيرين مواقفك السابقة ؟!
- لقد جاوز يهود والأمريكان كل حدود ! إنهم الآن يتفننون في احتقار العرب والمسلمين ! وسبب ذلك كله نذالة ( ....... ) والشعوب العربية والإسلامية !
- ولكن هناك من يجاهد ...
- وهل على الأكثرية أن تنام منتظرة من فئة مجاهدة قليلة أن تحقق لها أحلامها ؟!!
- سبحان الله ...! وماذا يمكنك أن تفعلي في ساحات الجهاد ؟
- أقوم بعملية استشهادية ..
- طيب ... اصبري قليلاً ...
وذهلت عندما سمعتها تقول باكية :
- أنت مسؤول أمام الله عن تقاعسي عن الجهاد ... ذنبي في عنقك يوم القيامة !
تأثرت كثيراً ، وتناولت جهاز التحكم وغيرت المحطة إلى أخرى ، وهناك كان حاكماً عربياً يقابل علماء الأمة دون أن يقول له أحدهم ماقالته زوجتي لي !