أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الغزالي ونظرية المعرفة

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي الغزالي ونظرية المعرفة

    الغزالي ونظرية المعرفة
    بقلم خالص جلبي
    في نهاية القرن الخامس الهجري وقف الامام أبو حامد الغزالي ليقوم بأهم عملين عقليين ماسحين ، فيما يشبه جهاز الرادار العقلي ، في البحث بين الانقاض ، كما يفعل الباحثون عن الصندوق الأسود عند تحطم الطائرات . في بحث الخلل الأخلاقي ، وخلفية الاعصار العقلي ،فاستنفر نفسه لدراسة أربعة تيارات فكرية عاصفة كانت تجتاح العالم الاسلامي وقتها : الفلسفة اليونانية وتيارات الباطنية وفرق المتكلمين والاتجاه الصوفي .
    كان ضغط المصيبة ماحقاً ساحقاً ، بحيث انضغط عقل الغزالي فانحدر الى الشك .
    والشك دائرة مروعة وكأنها الثقب الأسود الشفاط ، وهذا الذي حصل مع الغزالي ومع تراكم سحب ( الشك ) اسودت معالم الطرق العقلية ، وتسرب الشك الى كل المنافذ ، وفي النهاية استولى الشك بالكامل على عقل الغزالي وطوقه بإحكام ، حتى
    وصل الى الشك بكل شيء حوله ، وتسربت عفونة الشك الى المدارك العقلية الاساسية
    مثل البديهيات الاساسية.
    تساءل الغزالي : إذا كان المنام كله ضرباً من الوهم ؟
    فلماذا لاتكون الحياة كلها ضرباً أكبر في الخيال السقيم ؟؟
    يقول الغزالي : فتوقفت النفس في جواب ذلك قليلاً ، وأيدت إشكالها بالمنام ، وقالت : أما تراك تعتقد في النوم أموراً ، وتتخيل أحوالاً ، وتعتقد لها ثباتاً واستقراراً ، ولاتشك في تلك الحالة فيها ، ثم تستيقظ فتعلم أنه لم يكن لجميع متخيلاتك ومعتقداتك أصل وطائل ؟ فبم تأمن أن يكون جميع ماتعتقده في يقظتك بحس أو عقل هو حق بالاضافة الى حالتك التي أنت فيها ؟ لكن يمكن أن تطرأ عليك حالة تكون نسبتها الى يقظتك ، كنسبة يقظتك الى منامك ، وتكون يقظتك نوماً بالاضافة اليها فإذا وردت تلك الحالة تيقنت أن جميع ماتوهمت بعقلك خيالات لاحاصل لها
    محنة الغزالي الروحية
    تطورت الصدمة العقلية الروحية عند الغزالي الى أن أدخلته المرض فارتمى
    في السرير وكاد أن يهلك ، ويروي تجربته الروحية الفكرية بشكل مؤثر (( فلم أزل
    أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ودواعي الآخرة قريباً من ستة أشهر أولها رجب
    سنة ثمان وثمانين واربعمائة ، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار الى الاضطرار ، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس ، فكنت أجاهد نفسي أن ادرس يوما واحدا تطييبا لقلوب المختلفة الي ، فكان لاينطق لساني بكلمة واحدة ولا استطيعها البتة ، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزنا في القلب ، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب ، فكان لاينساغ لي ثريد ، ولاتنهضم لي لقمة ؛ وتعدى الىضعف القوى ، حتى قطع الاطباء طمعهم في العلاج وقالوا : ( هذا أمر نزل بالقلب ومنه سرى الى المزاج ، فلاسبيل اليه بالعلاج ، الا بأن يتروح السر عن الهم الملم
    في كتابه ( المنقذ من الضلال والموصل الى ذي العزة والجلال _ حققه جميل صليبا وكامل عياد _ دار الاندلس _ ص 85 تأمل تعبيراته المدهشة في التأسيس المعرفي اذ يقول
    فلابد من طلب حقيقة العلم ماهي ؟ فظهر لي أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافاً لايبقى معه ريب ولايقارنه إمكان الوهم والغلط ، ولايتسع القلب لتقدير ذلك ، بل الأمان من الخطأ ينبغي أن يكون مقارناً لليقين مقارنةً لو تحدي بإظهار بطلانه مثلاً من يقلب الحجر ذهبا والعصا ثعباناً لم يورث ذلك شكاً وإنكاراً ، فإني إذا علمت أن العشرة أكثر من الثلاثة ؛ فلو قال لي قائل لا ،بل الثلاثة أكبر من العشرة ؛ بدليل أني أقلب هذه العصا ثعباناً وقلبها شاهدت
    ذلك منه ، لم أشك بسببه في معرفتي ، ولم يحصل لي منه الا التعجب من كيفية
    قدرته عليه ! أما الشك فيما علمته فلا )

    الانهدام العقلي الكبير على يد الغزالي :
    بقدر مابدأ الغزالي خطواته العقلية الأولى بجبروت في تأسيس المعرفة عندما أسس
    مبدأ اليقين في العلوم بحيث لاتتزعزع المعرفة العقلية حتى لو برهن على عكسها بتحويل الحجر الى ذهب والعصي الى ثعابين ، فالمعرفة العقلية هي أعمق وأبقى ، والذي ترك كامل بصماته على العقل الأوربي ؛ بقدر ماانتهى الغزالي نفسه ؛ عندما سطر قلمه كتاب ( تهافت الفلاسفة في نهاية رحلته الى حالة فراغ
    كاملة بالانتحار الصوفي ، مما اضطر ابن رشد لاحقاً ؛ أن يتدخل بعملية فكرية
    جراحية اسعافية لعقل مسلم منتحر بنزف داخلي ، قد انهار صاحبها بفعل النزف الفكري الى حالة الصدمة غير قابلة التراجع ( Irreversible Shock ) فيكتب في الوقت الضائع للمباراة كتابه ( تهافت التهافت ) . لذا لم يستفد العالم الاسلامي من كتابات ابن رشد شيئاً ، بل هي موضع شبهة وشك فهو من التراث المحترق
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أي الاتجاهين أسلم :
    الغزالي و تهافت الفلاسفة
    أم المعلم أبن رشد و تهافت التهافت
    ؟؟؟
    الأول الغالبية تحبه لأن مشاقه و نتاجه سهل و مطمئن
    الثاني الغالبية تخشاه لأنه عندها مخاطر و نتاج غير محسوب أو مغامرة

    ***

    و السؤال الأهم : "أي الطريقين أنجع و أرشد ليكون الانسان بالفعل أنسان "

    إذا كان الثاني فهل نجرئ بالفعل ؟
    مجرد سؤال
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    جمعت في سؤالك أسئلة التكوين الفكري كلها ...


    فأكرمني ببعض الوقت لأعود مجيباً دعواك ...


    أيها الحبيب

المواضيع المتشابهه

  1. المكتبة:تجميعة مؤلفات الشيخين الغزالي والشعراوي-رفع خاص-
    بواسطة عمار منيب في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-01-2018, 06:36 PM
  2. عبقرية الغزالي
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 16-09-2012, 02:35 PM
  3. مالفرق بين المؤامرة ونظرية المؤامرة فكريا وعمليا ؟؟؟!!!
    بواسطة اسماعيل ابو راس في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-04-2011, 03:58 PM
  4. الغزالي لمبارك: انت مش ربنا!! ـ عصام تليمة -منقولة
    بواسطة د. محمد إياد العكاري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-11-2006, 03:00 AM
  5. مخطط شنودة لتحرير مصر من المسلمين/الامام الغزالي
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-05-2005, 10:06 PM