خواطر عالقة (2)
لم تظهر الدفعة التاليـة ..
لم تكن الليلة أدفأ من سابقتها، والريح تعوي، والبرد يثقل أجسادنا المتعبة، نبحث عن قليل من دفء هنا، ودفء هناك، وقسوة الليل تزداد مع كل ظلمة تزداد في رحابه .. ونحن كما العادة ... ننتظر.
لم يكن لدينا أدنى شك، أن تظهر أسماء جديدة بعد تلك التي ظهرت أمس، وكلٌ بدأ يجهز نفسه، ويستعد للسفر في وقت السحر، كي تتناسب الآلام مع الأذواق الصهيونية، ويمضي الفلسطيني المغلوب على أمره كما يريدون، أو لست تريدُ أن تسافر؟ فاهنأ بما استطعت الحصول عليه دون غيرك، حتى لو كان رحيلاًَ في أشد أوقات السنة طقساً ..
هاتفتني ليلة أمس صديقتي العالقة الأخرى " إسراء" ، وأخبرتني كم هي مستاءة، فلا تنفك يداها عن عمل " تحديث" لصفحة الشئون المدنية عبر الانترنت، الأمر الذي أرهقها كثيراً، ..
ألم أقل لكم، أننا لم نعد نتقن سوى الانتظـــار .. !!
لم أكترث كثيراً لموضوع السفر، وقلت في نفسي، وقد حفظها قلبي على ظهره " كل تأخيرة وفيها خيرة " ، ثم لم تلبث الكهرباء أن انقطعت، وفرغ شحن هاتفي، ولم يعد ما يوصلني بالعالم الخارجي إلا نبضات قلبي ترسل وتستقبل في هذا الظلام الحالك، تتهادى على ضوء شمعة، تتوسط آمالنا الصغيرة .
قررنا أن ننتقل بأحلامنا لعالم آخر، اعتاد أن يستقبل كلَ مالا تطيق الحقيقة استيعابه منّا،
فنمنا،
وبدأ العقل الباطن يستفرد بنا ..
رأيت المعبر ..
زحام كثير في الطريق ..
حقائب ..
رأيت اسمي مظللاً باللون الأسود الغامق في قائمة المغادرين ..
ولما تأكدت _ في الحلم _ أن اسمي قد ظهر، قررتُ الاستيقاظ من نومي، ونظرت إلى هاتفي فإذا بها الساعة الخامسة فجراً، والكهرباء تحضرنا بحمد الله ..
دقائق معدودة ، كنت أمام صفحة الشئون المدنية على الانترنت ..
لم يكن هناك أيُ أسماء ٍ جديدة ..
فلم تظهر الدفعة التالية بعد ..