وأسدل كلانا الستار

وأسدل كلانا الستار
اقترب الموعد, جلستُ أترقب طيفها,أردد همسها , أحلم أكثر مما يحلم به العاشقون وكأنني عدتُ لما قبل نضوج الألم .
أقبلتْ وقلبي يرفُّ وجلا مما سيحمله اللقاء, أرتجفُ كعصفورٍ سلبوا منه شمس الصباح, تلبس ثوبا يرسم فتنتها دون تكلفٍ أو إثارة, أتوهجُ لهفة فتلقي بتحيتها وتمد يدها تمسك يدي وتهمس أن اشتاقتني, أرنو لها بِلَوْعةٍ فتبتسم وتترك كفي وتسأل عن أحوالي هاربةً من حرقةِ نظراتي وأنفاسي, أتمتمُ بأشياءٍ لم أفهمها !!
وأمضي خلفها , تجلس على الأريكة الخضراء باسمة الثغر ونصمت طويلا , أفكر كيف سينتهي اللقاء وأخالها تفكر كيف نبدأ اللقاء!
أحاول أن أوقظ ذئبا في صدري فتمنحني بعض الدفء والحب لتشجعني أن أثور كسابق عهدي ونداء داخلي يهمس أني قد هرمت على مغامرات الحب يا صغيرتي, فأنا بِحبكِ قد بنيت لنفسي ضريحا وجهزت قبله رفاتي.
يغضبها الشعور بأني تغيرت وأن أحوالي بائسة وحزينة, تستفزني لعلي أعود ذئبا يفترس غزالة تشتهي افتراسها فالأنثى لا تفهم رجلا لا يحتاج امرأة بقدر ما يحتاج الهواء.
تبتعد وكأن برودي أحبط ثورة الأنثى داخلها وتسأل: ما بك ؟
فأجيبها : لم يعد في صدري متسعا للحب .
تصاب بغصة في القلب وتذرف دمعا متسائلا فأمسح دمعها , يا صغيرتي أنا ذئب غريب ينهش أحشاءه كل ليلة كي لا يُلبي نداء الغزالات الضالة .
تصرخ كيف تكون ذئبا ولا تنهش لحما اشتهيته يوما وقد سيق إليك الآن ؟
أصمت وأسألها مبتسما: ماذا تشربين ؟
تطلب ماءً ينقذها من لفح اللقاء وموسيقى تهدئ من روعها , فألبي رغبتها ويكبر داخلي شعور مبهم يجمع ما بين الراحة والندم , تكف عن البكاء , تلملم أشياءها وتنهض بحزم لتقول لي : لا أحتاجك ولا أحتاج أحدا , أهمس لها : أحبك , لكني لم أنتظركِ ولم أنتظر أحدا !! .
فترحل وتسدل الستار على المشهد .

الصفدي الرائع..
حوارية امتزجت بنسجية سردية ، راقت لي بنائها ، فكأني بها تنهل من المعين الوجداني الانساني الداخلي مادة بنائها ،فجاء البناء الحواري ، على اعلى مستوى من الدقة ، والشفافية الظاهرة ، والعبث الداخلي ، بل الثوة الداخلية ، والثورة هذه ليست الا الرؤية الجدية لماهية حديث النفس في مواقف كهذه ، من قبل الطرفين ، النص فيه صور بديعة ، فيه لغة متماسكة انسيابية ذات مداليل وايحاءات مفضية ، فيه رؤية مدرك بماهيات النفس ، فيه لمحة سردية عن حكائا تحدث وتتكرر في الاجتماع .

دم بخير
محبتي لك
جوتيار

العزيز جوتيار
يعجبني دوما تحليلك المتعمق للنصوص , وخوضك في سطورها كما يتوجب ..
لك خالص التقدير على الحضور البهي والمثمر دوما

الأخ شجاع :
وصفك وسردك هنا جاء في قمة التتابعية السلسة التي تشد القارىء وتجذبه فتجعله يتتبع النص بشغف , استخدمت عنصر الرمز الذي وفقت فيه , وواريت بالحياء ما أغناكَ عن المباشرة .
بصراحة نص أبدعت بمفرداته ورموزه .

أخي شجاع

جمال نصك يقتحم وجداني .........شكرا لهذه الروعة

مودتي وتقديري

نص لايحتاج الثناء ولا الإطراء ، فهو متميز بكاتبه ولغته ومفرداته وصوره المعبرة ، التي أتت بسرد أدبي بكل ما تعني كلمة الأدب من معاني ..
وكأنك هنا تعطي درسا أخلاقيا بسرد أقرب للقص من خلال حوارية اجتمعت فيها العاطفة مع العقل الناضج ، الذي يزن الأمور بموازين الأخلاق التي يجب على الإنسان كإنسان أن يتجمل بها ، فزينة الرجل خلقه ، كما هو زينة المرأة ..
النضوج الفكري حين يطغي على نزعات النفس العاطفية والجسدية ، يسيطر عليها ، يقومها إلى ما يجب أن تكون عليه ، لا أن يتركها بهيمية ..

نص رائع بكل المقاييس ..
تحيتي وتقديري ..

الأخ شجاع :
وصفك وسردك هنا جاء في قمة التتابعية السلسة التي تشد القارىء وتجذبه فتجعله يتتبع النص بشغف , استخدمت عنصر الرمز الذي وفقت فيه , وواريت بالحياء ما أغناكَ عن المباشرة .
بصراحة نص أبدعت بمفرداته ورموزه .

الكريمة سمو
الرمزية الممتزجة بالحياء أجمل وأنقى للنفس لدى الكاتب ولدى المتلقي .
شكرا لحضوركِ البهيْ ورأيك الجميل

أخي شجاع
جمال نصك يقتحم وجداني .........شكرا لهذه الروعة
مودتي وتقديري

الكريمة ضحى
والشكر الكبير لروعة حضورك الوجدانيْ هنا
لك كل الود والتقدير

المبدع السيد شجاع الصفدي المحترم

وأنت هنا ترفع الستار وتسلـّط الضوء على قلم وروح كاتب يعيش الفكرة بكامل مساحاتها,


يجعل القارئ يحلـّق في فضاء اللغز دون تعب لأنك تقدّم له مفاتيح كثيرة لباب واحد ...

كل التحية
مازن سلام

أخي العزيز شجاع


ما أجمل حرفك وما أعمقه

تحيتي لك وأعانكم الله في غزة