أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: بوح الحروف

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي بوح الحروف

    بوح

    الحروف

    للسؤال لذة ، تشابه لذة الغارق بهلوسات ورؤى وكوابيس المدمن على الترحال بين عوالم وحيوات يصنعها الخيال الجامح المغذى من جموح مخدر يستطيع أن يفتح في العقل آفاق ومساحات من ضوء منثور فوق ماس من وهم لا يمكن قراءته أو فك رموزه .

    لماذا نكتب ؟ لماذا نحاول أن نخضع الأحداث والمشاهد إلى حروف لا تستطيع أن ترتقي إلى الأحداث والمشاهد ؟

    ولماذا نحاول أن نخدش حياء الحروف ، ونفض بكارتها ؟ دون أن نشعر بالعجز والهوان والمذلة ؟

    غزة ، تعيش الموت ، تتلمسه بالأيدي ، وتشربه بالعيون ، تغوص في مكوناته وأسراره ، يتوحد فيها ، وتتوحد فيه .

    غزة ، تقف على فاصل الألم والعذاب والأنات والدموع ، تحمل الشهداء على نعوش فصلت من أشجار اقتلعت من جذر الأرض ومن جذر التاريخ ، فيها رائحة الصنوبر ، ورائحة البلوط والسنديان والزيتون ، فيها رائحة البرتقال والليمون ، وفيها رائحة الموت الموغل في اللحاء الراقد بين طيات التراب المعجون بالدماء المتسربة إلى نبع المياه المغذية للبقاء فوق الأرض .

    غزة ، تغادرها الأشياء ، وترحل عن أجواء افقها الشموس والأقمار ، يسكن الموج ، وينتحر الهدير القادم من متوسط شرق لا يعرف لغة الحزن والدموع ، لينخرط الظلام ، وتغوص العتمة بقلوب الأطفال الراعفة رعبا من الغيلان والأشباح ، لينهضوا في الصباح ، بحثا عن الشمس والضياء .

    ونحن هنا وهناك ، نمسك بالحروف من ناصيتها ، من أهدابها ، من غرتها ، نجرها قسرا وجبرا إلى انفعالاتنا ، نخضعها إلى مشاعرنا ، لنقول آه يا وطن يوغل في الوطن ، ولنقول ، آه يا عرب يلغون صمتا بدماء أطفالنا المحملين بالظلمة والعذاب والقهر والدموع .

    هل عرفتم كيف تغتال أحلام عروس الطفلة ليلى في غزة ؟ أم أحسستم ببكاء الدفاتر والكراسات وهي تفيض فوق الأرصفة والجدران المهدمة ؟ هل قرأتم سهوم العيون المزروعة باليتم والوحدة والانطواء ؟

    للأرض لحن حزين ، لا يتشابه مع أحزان الناس والبشر ، يدخل فيها ، يتوغل بمساحاتها ، ينصهر ببؤرها ونواتها ، لكنه يبقى حزن الأرض والتراب ، حزن الشواطىء المحمولة على خاصرة الوجع ، وحزن السهوب الهاوية بتقاطر وجع الجبال ، حزن الظل الناشر رائحته على أعتاب مسامات الزمن والخلود .

    ونأتي نحن ، حملة الأقلام والمفردات ، نضع العوينات على الوجه ، نفتح الصفحات ، لنبدأ بتلطيخها بما نحمل من عجز وقهر وشلل ، نأتي لنمارس خيانة الحزن الساكن في الأرض ، حين ندعي بأننا قد نقلناه من ذراته إلى صفحات ونفوس .

    للإنسان ألم ، وللطفل ألم ، وللام ألم ، للأخ الم ، للأخت ألم ، للأب ، وللجد ، وللجدران والسحاب والسماء ألم ، لكن الورق المكتوب والملطخ بترهات تدعي أنها قادرة على استخراج ذلك الألم النابض والراعش بتكوين كل ما سبق ، هذا الورق يشكل تقاطعا بين الوهم والحقيقة ، بين الخيال والحق ، لكنه أبدا لن يرتقي لمستوى دمعة طفل مكتسح بالرعب والخوف والانهيار ، لن يصل إلى مستوى نظرة أم وهي تغسل شهيدها بخفقات روحها الدافقة لوعة وأسى .

    غزة هاشم ، موطن الشاطىء المستقبل للنور والجواري ، تغرق اليوم بالظلام والحصار ، كما غرقت من قبل بظلام دامس ، ظلام ممتد بالنفوس التي كانت منذ ردح طويل تبحث عن بسمة أو حتى ظل بسمة فوق شفاه الناس المشققة الجافة بفعل الوجع المزروع بالوجع ، لكن البسمة ، ذلك المستحيل الذي نفى المستحيلات الثلاثة ، ما زالت معلقة في فضاء ممتد لا نعرفه ولا يعرفنا ، وستبقى بسمة طفل طواه المجهول بين دفتيه ، ونظرة طفلة مزقها الرعب والهلع وهي تشاهد وتشهد على اندثار الناس وتلاشيهم ، سيبقى هذا كله ، مخزون في أثير وجود لا يعرف الفناء أو التلاشي ، لا يعرف العدم والتبخر ، ليمطر يوما ما حقا يمتد من حد فلسطين إلى حد فلسطين .

    نساء غزة ، يسطرن الآن بما يملكن من صبر ورباط ، أمجاد عرب ينتشروا على حدود الوطن ، حاملين قلوبهم القاسية المتصخرة ، وروحهم المهاجرة من مساحات العروبة والروح ، يقفون سدا منيعا ، بين أمنيات أم تضحي بروحها من اجل الحصول على علبة دواء ، أو لقمة عيش لرضيع اضواه الجوع وجفف حمرة خديه العطش .

    على حدود فلسطين مصر ، وقفت الجيش المصري الباسل ، يقذف النساء بماء ، تمنى طفل أن يلامس رذاذه من أيام ، يطلقون رصاصهم بأجواء قدمت تحمل نفوسا باحثة عن سكينة لحظة ، ووقفت النساء تحمل الجريحات ، تضعها في سيارات الإسعاف ، وجيش مصر يواصل زرع الأفاق برعب الرصاص الساكن في حنايا الأمهات والأخوات ، وقفوا ليدفعوا ضريبة الحاضر الذي قادهم إلى حصار نساء ، كن فيما مضى أمهات للعرب والعروبة .

    لم تبك نساء غزة خوفا ورعبا من رصاص حرس حدود الشقيقة ، لكنهن بكين ، حين نهضت جثث الجيش المصري الراقدة بأرض سيناء وغزة وهي تتلوى ألما وتغرق كمدا ، كانت المفارقة موجعة فوق طاقة الوجع ، ودامية إلى حد حول دموع السماء والأرض إلى اللون الأحمر القاني .

    ومن هنا ، من هنا ، توحد حزن الأرض والشاطىء والشجر ، مع حزن الإنسان والأخ والأخت والأب والأم ، واندمج برائحة الظل والأفق ، ليصرخ بحنجرته المشروخة ، أغيثونا يا أهل القبور ، يا من وقفتم أمام الموت لتبعثوا الحياة في الناس والأشياء . أغيثونا من أشباح تدعي أنها من تنتمي إلى أرواحكم الخافقة بالتراب والأرض أنفاسا ترج الكون والوجود .

    هنيئا لكن يا نساء الوطن والحلم والروح ، هنيئا لكن رجولة الأشداء من عرب اندثرت سيرتهم منذ أزمان ، وهنيئا لتلك الأرواح والرجولة التي تتفجر في امرأة تستطيع أن تدفع صدرها المملوء بالحليب إلى رضيع يحاول أن يشق الوجود ، يدفعن بصدورهن جور الأخ وجور العدو .

    واتركننا نبحث في ذواتنا عن منبت الذكورة التي نعتز بها ، كما الجرذ والنسناس ، اتركننا نغازل الحروف ونغزل الكلمات ، لتكون شاهدة على قدرتكن في خوض الصعاب ورفع الرواسي والجبال ، ولتكون شاهدة على قدرتنا في ابتكار الحلم والخيال .

    ألم تحمل أسماء صرة الطعام ، إلى صديقين كانا وكان الله ثالثهما ؟

    الم تدفع فاطمة بنت محمد – صلى الله عليه وسلم – بسبطيها إلى معركة الحق والعدالة ؟

    الم تنثر الخنساء رماد أبناءها على مساحات الوجود وهي راضية مرضية ؟

    وكانت خنساء غزة امتدادا لخنساء الصحراء التي حملت أنفاس الشهداء .

    الم تخض خولة بنت الأزور حربا على فرس اقتحمت لجة الغضب وهدير الموت ؟

    الم تمت رجاء أبو عماشة وهي تحاول إنزال علم احتلال الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لترفع علم فلسطين ؟

    ألم تقل فتاة يافعة من مخيم جنين ، بأنهن سينجبن الشهداء بالجملة ، بل وسنزرع الأرض بالأجنة إذا لم يتسع الرحم ؟

    الم تقلن كلكن وبصوت واحد " حسبنا الله ونعم الوكيل " ؟

    يا نساء غزة وجنين وطول كرم والخليل ، يا نساء نابلس وحيفا والجليل ، يا نساء الوطن وفلسطين ، انتن فقط ، وفقط انتن ، من يصنع التاريخ ، ومن يحمل راية الحق والعدل والتضحية ، بدءا من رحم يدفع بجنين شهيد ، الى صدر يغتال وهو يكتظ بحليب طفولة تنتظر الرحيق .

    انظرن نحو الشاطىء ، نحو الأفق ، نحو الآماد ، لكن إياكن أن تنظرن إلينا أو إلى الحروف ، حتى لا تصبن بداء ذكورة الجرذان والنسانيس ، واتلون فوق هاماتنا الوهمية سورة الملك أو سورة ياسين ، عل رحمة قدرتكن تصل إلى مواساة عجزنا وشللنا .

    مأمون احمد مصطفى
    فلسطين – مخيم طول كرم
    النرويج – 24- 01- 2008

  2. #2
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    الراقي .. مأمون أحمد مصطفي
    ..................


    قرأت لك سرد مختلف هنا
    وأرواح تسكن النقاط
    والأحرف
    قبل ان نفقد حاسة الطعم
    أحتلت بلادي
    ولكن قلبي لم يحتل
    اللهم حرر جميع البلادن المقيدة
    مودتى

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    لن أعلق بأي كلمة هنا ..
    فما قلته أخرس لساني ..
    اسمحوا لي بالتثبيت لهذه الحقيقة التي سلطت الضوء على حقيقتنا ..


    تحيتي أخي ابن مخيم طول كرم ..

    للتثبيت تكريما للوطن ..........
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 804
    المواضيع : 100
    الردود : 804
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي إن الذي يده في النار ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون احمد مصطفى مشاهدة المشاركة
    بوح
    الحروف
    للسؤال لذة ، تشابه لذة الغارق بهلوسات ورؤى وكوابيس المدمن على الترحال بين عوالم وحيوات يصنعها الخيال الجامح المغذى من جموح مخدر يستطيع أن يفتح في العقل آفاق ومساحات من ضوء منثور فوق ماس من وهم لا يمكن قراءته أو فك رموزه .
    لماذا نكتب ؟ لماذا نحاول أن نخضع الأحداث والمشاهد إلى حروف لا تستطيع أن ترتقي إلى الأحداث والمشاهد ؟
    ولماذا نحاول أن نخدش حياء الحروف ، ونفض بكارتها ؟ دون أن نشعر بالعجز والهوان والمذلة ؟
    غزة ، تعيش الموت ، تتلمسه بالأيدي ، وتشربه بالعيون ، تغوص في مكوناته وأسراره ، يتوحد فيها ، وتتوحد فيه .
    غزة ، تقف على فاصل الألم والعذاب والأنات والدموع ، تحمل الشهداء على نعوش فصلت من أشجار اقتلعت من جذر الأرض ومن جذر التاريخ ، فيها رائحة الصنوبر ، ورائحة البلوط والسنديان والزيتون ، فيها رائحة البرتقال والليمون ، وفيها رائحة الموت الموغل في اللحاء الراقد بين طيات التراب المعجون بالدماء المتسربة إلى نبع المياه المغذية للبقاء فوق الأرض .
    غزة ، تغادرها الأشياء ، وترحل عن أجواء افقها الشموس والأقمار ، يسكن الموج ، وينتحر الهدير القادم من متوسط شرق لا يعرف لغة الحزن والدموع ، لينخرط الظلام ، وتغوص العتمة بقلوب الأطفال الراعفة رعبا من الغيلان والأشباح ، لينهضوا في الصباح ، بحثا عن الشمس والضياء .
    ونحن هنا وهناك ، نمسك بالحروف من ناصيتها ، من أهدابها ، من غرتها ، نجرها قسرا وجبرا إلى انفعالاتنا ، نخضعها إلى مشاعرنا ، لنقول آه يا وطن يوغل في الوطن ، ولنقول ، آه يا عرب يلغون صمتا بدماء أطفالنا المحملين بالظلمة والعذاب والقهر والدموع .
    هل عرفتم كيف تغتال أحلام عروس الطفلة ليلى في غزة ؟ أم أحسستم ببكاء الدفاتر والكراسات وهي تفيض فوق الأرصفة والجدران المهدمة ؟ هل قرأتم سهوم العيون المزروعة باليتم والوحدة والانطواء ؟
    للأرض لحن حزين ، لا يتشابه مع أحزان الناس والبشر ، يدخل فيها ، يتوغل بمساحاتها ، ينصهر ببؤرها ونواتها ، لكنه يبقى حزن الأرض والتراب ، حزن الشواطىء المحمولة على خاصرة الوجع ، وحزن السهوب الهاوية بتقاطر وجع الجبال ، حزن الظل الناشر رائحته على أعتاب مسامات الزمن والخلود .
    ونأتي نحن ، حملة الأقلام والمفردات ، نضع العوينات على الوجه ، نفتح الصفحات ، لنبدأ بتلطيخها بما نحمل من عجز وقهر وشلل ، نأتي لنمارس خيانة الحزن الساكن في الأرض ، حين ندعي بأننا قد نقلناه من ذراته إلى صفحات ونفوس .
    للإنسان ألم ، وللطفل ألم ، وللام ألم ، للأخ الم ، للأخت ألم ، للأب ، وللجد ، وللجدران والسحاب والسماء ألم ، لكن الورق المكتوب والملطخ بترهات تدعي أنها قادرة على استخراج ذلك الألم النابض والراعش بتكوين كل ما سبق ، هذا الورق يشكل تقاطعا بين الوهم والحقيقة ، بين الخيال والحق ، لكنه أبدا لن يرتقي لمستوى دمعة طفل مكتسح بالرعب والخوف والانهيار ، لن يصل إلى مستوى نظرة أم وهي تغسل شهيدها بخفقات روحها الدافقة لوعة وأسى .
    غزة هاشم ، موطن الشاطىء المستقبل للنور والجواري ، تغرق اليوم بالظلام والحصار ، كما غرقت من قبل بظلام دامس ، ظلام ممتد بالنفوس التي كانت منذ ردح طويل تبحث عن بسمة أو حتى ظل بسمة فوق شفاه الناس المشققة الجافة بفعل الوجع المزروع بالوجع ، لكن البسمة ، ذلك المستحيل الذي نفى المستحيلات الثلاثة ، ما زالت معلقة في فضاء ممتد لا نعرفه ولا يعرفنا ، وستبقى بسمة طفل طواه المجهول بين دفتيه ، ونظرة طفلة مزقها الرعب والهلع وهي تشاهد وتشهد على اندثار الناس وتلاشيهم ، سيبقى هذا كله ، مخزون في أثير وجود لا يعرف الفناء أو التلاشي ، لا يعرف العدم والتبخر ، ليمطر يوما ما حقا يمتد من حد فلسطين إلى حد فلسطين .
    نساء غزة ، يسطرن الآن بما يملكن من صبر ورباط ، أمجاد عرب ينتشروا على حدود الوطن ، حاملين قلوبهم القاسية المتصخرة ، وروحهم المهاجرة من مساحات العروبة والروح ، يقفون سدا منيعا ، بين أمنيات أم تضحي بروحها من اجل الحصول على علبة دواء ، أو لقمة عيش لرضيع اضواه الجوع وجفف حمرة خديه العطش .
    على حدود فلسطين مصر ، وقفت الجيش المصري الباسل ، يقذف النساء بماء ، تمنى طفل أن يلامس رذاذه من أيام ، يطلقون رصاصهم بأجواء قدمت تحمل نفوسا باحثة عن سكينة لحظة ، ووقفت النساء تحمل الجريحات ، تضعها في سيارات الإسعاف ، وجيش مصر يواصل زرع الأفاق برعب الرصاص الساكن في حنايا الأمهات والأخوات ، وقفوا ليدفعوا ضريبة الحاضر الذي قادهم إلى حصار نساء ، كن فيما مضى أمهات للعرب والعروبة .
    لم تبك نساء غزة خوفا ورعبا من رصاص حرس حدود الشقيقة ، لكنهن بكين ، حين نهضت جثث الجيش المصري الراقدة بأرض سيناء وغزة وهي تتلوى ألما وتغرق كمدا ، كانت المفارقة موجعة فوق طاقة الوجع ، ودامية إلى حد حول دموع السماء والأرض إلى اللون الأحمر القاني .
    ومن هنا ، من هنا ، توحد حزن الأرض والشاطىء والشجر ، مع حزن الإنسان والأخ والأخت والأب والأم ، واندمج برائحة الظل والأفق ، ليصرخ بحنجرته المشروخة ، أغيثونا يا أهل القبور ، يا من وقفتم أمام الموت لتبعثوا الحياة في الناس والأشياء . أغيثونا من أشباح تدعي أنها من تنتمي إلى أرواحكم الخافقة بالتراب والأرض أنفاسا ترج الكون والوجود .
    هنيئا لكن يا نساء الوطن والحلم والروح ، هنيئا لكن رجولة الأشداء من عرب اندثرت سيرتهم منذ أزمان ، وهنيئا لتلك الأرواح والرجولة التي تتفجر في امرأة تستطيع أن تدفع صدرها المملوء بالحليب إلى رضيع يحاول أن يشق الوجود ، يدفعن بصدورهن جور الأخ وجور العدو .
    واتركننا نبحث في ذواتنا عن منبت الذكورة التي نعتز بها ، كما الجرذ والنسناس ، اتركننا نغازل الحروف ونغزل الكلمات ، لتكون شاهدة على قدرتكن في خوض الصعاب ورفع الرواسي والجبال ، ولتكون شاهدة على قدرتنا في ابتكار الحلم والخيال .
    ألم تحمل أسماء صرة الطعام ، إلى صديقين كانا وكان الله ثالثهما ؟
    الم تدفع فاطمة بنت محمد – صلى الله عليه وسلم – بسبطيها إلى معركة الحق والعدالة ؟
    الم تنثر الخنساء رماد أبناءها على مساحات الوجود وهي راضية مرضية ؟
    وكانت خنساء غزة امتدادا لخنساء الصحراء التي حملت أنفاس الشهداء .
    الم تخض خولة بنت الأزور حربا على فرس اقتحمت لجة الغضب وهدير الموت ؟
    الم تمت رجاء أبو عماشة وهي تحاول إنزال علم احتلال الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لترفع علم فلسطين ؟
    ألم تقل فتاة يافعة من مخيم جنين ، بأنهن سينجبن الشهداء بالجملة ، بل وسنزرع الأرض بالأجنة إذا لم يتسع الرحم ؟
    الم تقلن كلكن وبصوت واحد " حسبنا الله ونعم الوكيل " ؟
    يا نساء غزة وجنين وطول كرم والخليل ، يا نساء نابلس وحيفا والجليل ، يا نساء الوطن وفلسطين ، انتن فقط ، وفقط انتن ، من يصنع التاريخ ، ومن يحمل راية الحق والعدل والتضحية ، بدءا من رحم يدفع بجنين شهيد ، الى صدر يغتال وهو يكتظ بحليب طفولة تنتظر الرحيق .
    انظرن نحو الشاطىء ، نحو الأفق ، نحو الآماد ، لكن إياكن أن تنظرن إلينا أو إلى الحروف ، حتى لا تصبن بداء ذكورة الجرذان والنسانيس ، واتلون فوق هاماتنا الوهمية سورة الملك أو سورة ياسين ، عل رحمة قدرتكن تصل إلى مواساة عجزنا وشللنا .
    مأمون احمد مصطفى
    فلسطين – مخيم طول كرم
    النرويج – 24- 01- 2008

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيز مأمون........

    هو بوح للوجيعة فالكلمة محملة هنا بالحسرة ، والمداليل توحي بحتمية الموت الذاتي في البوح ، والواقع يبرهن مدى عمق منابع الحسرة والموت في الملكوت الارضي .

    دم بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  6. #6
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    أستاذي الفاضل "مأمون "

    لا شي يقال عندما يكتب الحرف بـ هكذا نبض ...!!
    أي الصابر بـ حق "لا شيء يقال "

    سلمت
    لك الامتنان بـ عمق النور النابض فيك

    تقبل خالص إحترامي وتقديري وتراتيل ورد

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    العمر : 39
    المشاركات : 1,747
    المواضيع : 28
    الردود : 1747
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الأخ الفاضل مأمون
    سطرت هنا حروفا من وجع
    مؤلم بوحك
    تقديري لحرف احترمته
    اصبر على مضض الحسود......فإن صبرك قاتله...........
    فالنار تأكل بعضها........ إن لم تجد ما تأكله............

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخت مروه

    حين تنحني الحروف اعترافا بالعجز ، تكون امكثر صدقا في التعبير عن ضخامة الحدث .


    مع المودة

  9. #9

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    المشاركات : 320
    المواضيع : 85
    الردود : 320
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    العزيز جوتيار

    المواطن العربي يمارس انتحارا ذاتيا قسريا تقوده الاحداث الملتفة حوله كحبل المشنقة

    مع المودة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بوح الحروف
    بواسطة محمد المختار زادني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 15-03-2013, 05:23 PM
  2. عندما تشيعنا الحروف
    بواسطة يسرى علي آل فنه في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 30-08-2008, 02:38 PM
  3. عشق الحروف!
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09-02-2007, 01:24 PM
  4. مسافر لصمت أبجديات الحروف
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 23-11-2005, 11:40 PM
  5. الحروف العربية وعيوب النطق
    بواسطة أبو حسن في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-02-2004, 02:12 AM