اغتسال بذكرى عطرة
يقول القادمون ..
من ارض جمعتنا ذات عشق
ان قبري يطلع عليه العشب البريّ
وان به شبابيك نشوة ..
مازالت تطل على خميلة ورد الجوري
وان الشجرة الحدباء ..
تلك التي كنا نستظل بها ..
تيبست إلا من اسمينا
وان الممزقين شوقاً
يأتون اليها كلما صار القمر محاقاً
يحييون ذكرى رحيلنا باتجاه الغيم
ويقيمون طقوساً تتضمن البكاء
وسقاية اسمينا برحيق الزهر الأسود
* * *
يقول القادمون ..
من ذكرى جمعتنا ذات سكرة
إن دفقة مطر أقامت هناك رياضها
وان صحوة اعتلت الغيمة القرمزية
فصارت تسقط مع أمطارها حبات من الكرستال
يجمعها الحاجون الى ضريح عشقنا
ويرصّونها على أطراف المزار
تلمع في ليل البرد ..
فيستدل بها أهل الهوى والشعراء المجانين
* * *
يقول القادمون ..
من حيث اثر قلوبنا الخضر
ان أسماءنا صارت ابتداء أشهر المكان
فأنت الشهر الأول في سنتهم الشمسية
وأنا السبّاق لفتح سنينهم القمرية
وصار أهل مكان الأثر الأخضر
يتلون قصائدهم بمطلع إهداء لنا
حتى تفشت أسطورتنا ..
وغدت مدونة يتلاقفها الصغار
يتركونها تميمة في أعناق صباياهم
عدنان الفضلي