خاطــــــرةفي سفح الجبل...
على التل الأبيض...
تنبت الشجرة... آمنة...
ترعاها يد الرب بالرعيا...
يأوي إليها شعاع الفرن...
تنفتح أكمامها للصبح الصقيل...
وحيدة تنقذف منها ألوان البهاء...
شريدة تغوي بعشقها المجنون...
تخشى من سناها الزنابير...
وينتشي بها وبر النحلة...
تضمر شهدها للعالمين...
جعلت بيتي كالهشيم...
تتناثره الرياح...
جعلتني بئرا من دون دلاء...
ونخيلا من دون جريد...
وصيرتني رمادا تدروه الأيام...
....
الوردة في بستاننا...
عند منحدر الظل...
تهمس في صبح البائسين...
تسطلع الأرض والسجان...
تضاجع الرمال والشطآن...
والكون ملبد... والفضاء كاسد...
يعشو أنظار المتهجدين...
....
يئن الفارس...
يرتل مواويله...
يتلو مزاميره...
يكلله الحزن بوشاحه...
صوامعنا...
أقبية لتنهد الخاشعين...
والليل يطل علينا حلكة...
في جؤار الخائفين...
و في مرفأ القلب...
تشرق شمس الحقيقة...
تنهال عليها أطياف المساومين...
يرون الغيظ قربة من الشيطان...
وحين تموت الوردة...
يعود البلد كائنا حيا...
يمتلأ نشاطا بصراخ الكاذبين....
لم ينفع الصراخ ...
هشيم...تقذفه شرارةً ألسن المخبتين...
يرونها بذار كل جميل...
وقمحة تنبتر منها الكلمات...
وتهب رياح الشمال...
فتفوح أزهار الياسمين...
عبيرا يهمس بكل عناد...
يزيل أستار العتم المعفر...
يكتب سطرا بنفسجيا...
على قلوب المظلومين...
.....
أنت الأثير ...
يسكن ذرة الحلم الوبيء...
أنت قطرة في عين ثكلى...
تهمد للأمل الضجيع....
أنت سنبلة في حقل جديب...
أنت وردة في قداس راهب...
أنت بسمة في صدر المتألهين...
سأطير حولك على رفرف الألم...
أقطع مساحات الضوء الهارب...
أنخرط في معراج العشق...
أسدل على روحي ثوب العذر...
واعزف على وتر ي...
لحن الشجون...
أطلقه صوتا شجيا...
يهدهد البلابل...
يطرب أهل الزمان الخنوع...
وحين يأسى...
يغلبه الحزن...
يغني من وراء الأسلاك...
يثير الرعب في قلوب الكاسرين...
يغدو صفحة مغبرة للجائعين....
يضيء الدرب...
يدير الظهر للموتورين...
يستفزهم بكلامه ...
يستنهضهم بوجوده...
يتذكر أنهم الحانقون...
يتدثرون أقذع الألفاظ...
يحاولون طمس البخور...
يكتبون طلاسم وحروفا معقوفات...
.....
في خريطة المكر...
تموج مستنقعات الخائنين...
تعانق أحلامهم طيف هوانه...
يقسمون برب البريات...
يشهقون بالهذيان...
يعاندون الغرباء...
يشربون دم الشريد...
من خان إلى خان...
والترب مبتل بملح الخزف...
كان الأمل حانيا...
وكان البؤس حالما...
شربنا حميا العشق...
تهاويت أملا في اللقاء...
رذاذ خلته لؤلوا...
بدا قطرات دموع على خد كليم..
نفس لاهثة...
نحو القباب...
سراب أزاحها من أطلس الشهداء...
قوس قزح يحتمي من العسس....
سفين تعثرت بين الشعاب...
غادرها الربان....
أحاطوا بها وشم الهزيمة...
أسيرة بين يدي علج أفاك....
طالبوها بالختان...
عرسوها بين الأساطين...
رفضت تمتمة الأحبار....
أبت السجود لآلهة الغدر...
أباحوا دمها في ساحة المسجد...
كتبوا عليها صك العصيان....
رفضوا تسليم جثتها للصليب...
وفي مأتم العزاء.....
قالوا: تكلم المرتد كالحلاج...
قرءوا سورة المسد....
غرقت كل السفائن....
ضحكوا من وراء القلاع....
قالوا قد انتقم الإله لنا...
توهجت أسارير الخلفاء...
تخيلوا النهود والأوراك...
لمسوا الخواصر والأطراف...
نمت في المكان صولة المعربدين...
شهدتها مدن الصقيع...
مدن تتضرج بدم الكذابين....
ترتفع فيها مطاعن المغمورين...
فتاة اغتصبوا جمالها...
جعلوها عاهرة في دير الرهبان...!!!