مناظرة أوباما وكلينتون.. منافسة في حب إسرائيل
خلال المناظرة الأخيرة قبل الانتخابات التمهيدية في ولايتي أوهايو وتكساس، زايد باراك أوباما وهيلاري كلينتون الساعيان لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، على إظهار دعم كل منهما لإسرائيل.
وشدد السيناتور أوباما -خلال المناظرة التي أقيمت بمدينة كليفلاند بولاية أوهايو- على "دعمه القوي" لإسرائيل وعلاقاته الطيبة بالأقلية اليهودية في الولايات المتحدة، وذلك بعد تلقيه تأييدا "غير مرحب به" من لويس فاراخان زعيم جماعة "أمة الإسلام" الأمريكية المعروف بمواقفه المناهضة لإسرائيل
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي: "إن تصريحات فاراخان المتكررة المعادية لإسرائيل ولليهود غير مقبولة وتستحق الشجب".
وأضاف: "لقد كنت واضحًا في استنكاري لتصريحاته المعادية للسامية"، رافضا الترحيب بدعم فاراخان له.
"أمنها مقدس"
ولفت أوباما إلى أنه يتلقى أقوى دعم من الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة، مشددا على أنه يعتبر نفسه "صديقا مقربا لإسرائيل التي يمكن وصفها بأنها أحد أهم حلفائنا في الشرق الأوسط، وأعتقد أن أمن إسرائيل مقدس".
وسبق أن أعرب أوباما أكثر من مرة عن دعمه لإسرائيل، وأعلن في يناير الماضي تأييده للموقف الإسرائيلي الرافض لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة عام 1948.
كما دافع عن "يهودية الدولة الإسرائيلية"، متفقا في هذا المنحى مع مواقف الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش إزاء الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي.
من جانبها، زايدت السيناتور هيلاري كلينتون عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وزوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، على دعمها لإسرائيل واليهود.
وقالت كلينتون إنها سبق أن رفضت دعم "حزب الاستقلال" خلال انتخابات مجلس الشيوخ في نيويورك عام 2000، مشيرة إلى أن الحزب كان يقع في قبضة أشخاص وصفتهم "بالمعادين للسامية ولإسرائيل".
وأضافت أنها أقدمت على ذلك برغم أن "الأمور بدت كما لو أنني سأدفع ثمن ذلك"، مشيرة إلى أنها لا تقبل أن يرتبط اسمها بمجموعات "تعتمد خطابا عنيفا وغير صحيح ومليئا بالاتهامات غير الصحيحة لإسرائيل وأفراد الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة".
وعلقت كلينتون على "استنكار" أوباما لتصريحات فاراخان، وقالت: إنه "كان الأجدى بأوباما رفضها بطريقة قاطعة بدلا من مجرد استنكارها".
إلا أن أوباما رد بسرعة قائلا: "لم يكن هناك أي عرض رسمي من فاراخان لكي يتم رفضه بشكل قاطع"، وأضاف ضاحكًا: "إذا كانت السيناتور كلينتون ترى أن الرفض القاطع أقوى من الاستنكار، فإنني أستنكر وأرفض بشكل قاطع".
"اتفاق وحيد"
دعم إسرائيل واليهود كانت القضية الوحيدة التي اتفق عليها المرشحان الديمقراطيان خلال المناظرة التي تطرقت إلى العديد من القضايا على الصعيدين الدولي والمحلي.
وتبادل كلاهما الانتقادات والهجوم فيما يتعلق بخبرة كل منهما على صعيد السياسة الخارجية، ومواقف كل منهما من قضايا الاقتصاد والتأمين الصحي.
وتأتي هذه المزايدات على دعم إسرائيل قبل أيام من إجراء الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ولايتي أوهايو وتكساس يوم الثلاثاء المقبل.
ويعتقد على نطاق واسع أنه على كلينتون الفوز في هاتين الولايتين إذا أرادت الاستمرار في الانتخابات التمهيدية لسباق الرئاسة المقرر في نوفمبر المقبل.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل أوباما وكلينتون في أوهايو وتكساس، مع تقدم طفيف لأوباما في الولاية الأخيرة.
وبعد انتخابات "الثلاثاء الكبير" يوم 5-2-2008، حين أدلى ناخبو 24 ولاية بأصواتهم، حقق أوباما 11 انتصارًا على التوالي.
ومع تلك الانتصارات بدأ بعض "كبار المندوبين" في القفز من قارب كلينتون نحو أوباما، ويلعب هؤلاء المندوبون دورًا كبيرًا في حسم السباق بينهما خلال المؤتمر القومي للحزب في أغسطس المقبل.
وتبادل معسكرا أوباما وكلينتون الاتهامات على مدار اليومين الماضيين بسبب صورة نشرت على الإنترنت تظهر أوباما مرتديًا زيًّا تقليديًّا إفريقيًّا ربطه البعض بالإسلام، واتهم معسكر أوباما المعسكر الآخر بتسريب الصورة عمدًا بهدف تشويه صورة سيناتور إيلينوي، وهو الأمر الذي لم ينفه فريق كلينتون بشكل قاطع.
وعقب نشر الصورة جدّد فريق باراك أوباما تأكيده أن الرجل يدين بالمسيحية. وينحدر أوباما من أصول كينية مسلمة، إلا أنه اعتنق المسيحية وينتمي إلى الكنيسة المعمدانية.
عن إسلام اون لاين