|
كَــاتْرِينْ |
رِفْقِـاً بِهِ .. لَفَحَـاتُ الْوَجْدِ تُدْمِعُهُ |
نَبَتْ بِهِ الدَّارُ لاَ كَأْسٌ تُــؤَانِسُـهُ |
وَ لاَ الْمَوَاوِيلُ مِنْ فَيْـرُوزَ تَنْفَعُـهُ |
نَاوَلْتِهِ مِنْ وِدَادٍ أَلْـفَ مُتْرَعَــةٍ |
فَلَيْتَ رَبْعَـكِ يَا كَاتْرِينُ مَـرْبَعُـهُ |
لاَ تَعْذِليـهِ إِذَا مَا اعْتَلَّ مِنْ وَلَــهٍ |
لَطَالَمَا مَـاتَ مُضْنَى الْقَلْبِ مُوجَعُهُ |
مِنْكِ اسْتُبِيحَ فَلاَ حِصْـنٌ يَلُـوذُ بِهِ |
وَ فِيـكِ وَحْدَكِ مَا يَلْقَاهُ أَجْمَعُـهُ |
فِي صَهْوَةِ الْحُبِّ مَـا تُبْدِيهِ أَدْمُعُـهُ |
وَيَعْلَــمُ اللَّهُ مَا تُخْـفِيهِ أَضْلُعُـهُ |
أَعْيَى الْعَوَاذِلَ ، لاَ تُغْنِـي مَلاَمَتُـهُ |
لَيْتَ الْمَلاَمَـةَ عَـنْ ذَيَّاكَ تَرْدَعُـهُ |
رَآكِ فَيْنُـوسَ فِي أَعْلَـى مَدَارِجِهَا |
فَـكَانَ مِنْ لَهَبِ التَّهْيَامِ مَصْرَعُـهُ |
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ فِي لُبْنَـانَ لِـي قَمَراً |
فِـي الْقَلْبِ لاَ الْفَلَكِ الدَّوَّارِ مَطْلِعُهُ |
تَبَـارَكَ السِّحْـرُ مَا أَبْهَى غَلاَئِلَـهُ |
يَا بِنْتَ بَابِـلَ فِي عَيْنَيْكِ مَنْبَـعُـهُ |
أَرْنُـو وَمُقْلَتُكِ الْحَسْنَـاءُ تَغْسِلُنِي |
وَتَغْرِسُ الْعِشْـقَ فِي رُوحِي وَتَزْرَعُهُ |
فَكَيْفَ أَسْلَمُ مِـنْ عَيْنَـيْكِ فَاتِنَتِي |
وَسِفْرُ هَارُوتَ فِي الأَحْدَاقِ مَوْضِعُهُ |
كَزُرْقَةِ الْبَحْـرِ يَغْفُو خَلْفَ رَوْعَتِهَا |
مِنْ جَــوْهَـرِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ أَلْمَعُهُ |
إِذَا رَنَوْتِ تَهَادَى الشَّوْقُ فِي خَلَدِي |
فَأَخْفِــضُ الطَّـرْفَ إِجْلاَلاً وَ أَرْفَعُهُ |
أهْفُـو إِلَيْكِ وَلاَ أَلْوِي عَلَى أَحَـدٍ |
كَأَنَّنِي فِي سَبِيلِ الْحُــبِّ أَذْرَعُــهُ |
فَكَمْ سَلَكْتُ فَـلاَةً لاَ أَنِيسَ بِهَـا |
وَكَــمْ سَهِـرْتُ عَلَى لَحْـنٍ أُوَقِّعُهُ |
فَلَوْ رَأَى الرَّاهِبُ الرَّبِّـيُّ آسِرَتِـي |
لَكَـانَ أَهْـوَنَ مَا يَـــفْنَى تَوَرُّعُـهُ |
وَجْهٌ تَلأْلأَ كَـمْ أزْرَتْ مَحَـاسِنُـهُ |
بِالْبَدْرِ فِي الأُفْـــقِ جَلَّ اللهُ مُبْدِعُـهُ |
يَحُفُّهُ مِنْ أَثِيثِ الشَّعْرِ مُنْـسَـدِلٌ |
يَفُوحُ مِـــنْـهُ أَرِيجُ الْمِسْكِ أَضْوَعُهُ |
وَ الثَّغْرُ مِنْ فِتْنَـةِ الْفِرْدَوْسِ مُقْتَبَسٌ |
أَشْهَى وَ أَطْيَــبُ مِـنْ خَمرٍ مُشَعْشَعُهُ |
لَمَحْتُـهُ وَ يَتِيـمُ الـدُّرِّ مُنْتَـظِمٌ |
وَ بَسْمَةٌ مِنْ ضِيَــاءِ الصُّبْحِ تُودِعُـهُ |
أَسْتَلْهِـمُ الْفَنَّ مِنْ نَحْرٍ يُذَوِّبُنِـي |
وَالْفَـنُّ فِي صَـدْرِهَا الْفَتَّــانِ أَرْوَعُهُ |
عُلِّقْـتُهَـا وَبِوُدِّي لَوْ تُـعَانِقُنِـي |
فَيَسْلُـوَ الْقَلْبُ أَوْ يَخْـبُـو تَلَـوُّعُـهُ |
كَتَمْتُ مِنْ حُبِّهَـا الْفَتَّاكِ لاَفِـحَةً |
لَوْ مَسَّهَـا جَبَـلٌ بِالأَلْبِ تَفْجَعُـــهُ |
وَلَوْ تَبَدَّى لِرُومْـيُو بَعْضُ لَوْعَتِـهِ |
لَمَاتَ مَا انْـهَـلَّ فِي جُولْيِيتَ مَدْمَعُهُ |
إيهٍ فُؤَادِي تَهَاوَى مِنْ هَوَى رَشَـإٍ |
يَا لَيْتَـهُ كَـانَ فِي مَغْنَـايَ مَرتَعُــهُ |
زَانَ الصَّفَاءُ وِدَادِي فَـوْقَ هَامَتِهِ |
مِنَ الْبَرَاءَةِ تِيـجَـانٌ تُـرَصِّـعُــهُ |
كَمْ كَانَ كَالْوَرْدِ فِي الْوِِجْدَانِ أَكْتُمُهُ |
عَنِ الْوُشَـاةِ فَمَـا يَبْدُو تَرَعْرُعُـهُ |
يَسْمُو وَ أُنْشِدُ أَلْحَـان الْوَفَاءِ لَـهُ |
فَلْيَشْهَدِ الْكَـوْنُ أَنِّـي لاَ أُضَيِّعُـهُ |
نَثَرْتُـهُ بِدِمَـائِي فَاعْتَلَيْتُ بِــهِ |
وَكَمْ عَلاَ بِبَهَـاءِ الْحُبِّ مُولَعُــهُ |
فَنَفْحُـهُ بِنَدَى الأَبْيَاتِ أَنْشُــرُهُ |
وَلَفْحُهُ بِصَدَى الآهَاتِ أَدْفَعُـــهُ |
حَيِـيتُ لِلْعِشْقِ لاَ أَبْغِي بِهِ بَـدَلاً |
وَالْعِشْقُ تَخْضَرُّ كَالرَّيْحَانِ أَرْبُعُـهُ |
مُلاَءَةُ الْوَجْدِ تَخْتَـالُ الْقُلُوبُ بِهَا |
كَالزَّهْرِ يَخْتَـالُ بِالْأَنْسَـامِ أَيْنَـعُهُ |
للهِ وَجْهُكِ يَا كَاتْرِيـنُ أُبْـصِرُهُ |
فَيَرْعَوِي اللَّحْظُ سِحْرٌ مِنْـكِ يَمْنَعُهُ |
عَلَيْـهِ مِنْ سُبَحِ العَذْرَاءِ لاَمِعَـةٌ |
وَمِنْ سَناً بِجِنَانِ الْخُلْدِ مَوْقِعُـــهُ |
أَضُمُّ طَيْفَكِ فِي الْأَحْلاَمِ أَلْثُمُـهُ |
وَيُحْزِنُ الطَّيْفَ أَنِّي لاَ أُوَدِّعُـــهُ |
مَا لِلْمُتَيَّمِ فِي دَرْبِ الْغَرَامِ سِـوَى |
وَصْلٍ يُمَتِّعُ أَوْ هَجْـرٍ يُشَيِّعُــهُ |
إِذَا اخْتَلَفْنَـا بِأَدْيَـانٍ نَدِينُ بِهَـا |
فَفِي الْمَحَبَّـةِ مَـا يُغْنِي تَخَشُّعُـهُ |