صديقي .. اشتقتُ إليك
14 / 6 / 2018م
صديقي .. يا من وجدتُه بعد طول انتظار .. يا من تمنيته قبل أن أراه .. يا من ملأ عليَّ حياتي .. يا من أسعد أوقاتي .. لقد فرَّق القدر بيننا .. لم أعد أراك .. لم أعد أنعم بحلو حديثك .. لم أعد أسمع صوتك .. لم أعد أسمع أخبارك .. ولكنك لم تغب عن تفكيري ووجداني لحظةً واحدة .. لم تغب صورتك عن خيالي .. لم تغب عباراتك عن أذني .. لم يغب طيفك عن ناظرَيّ .. لقد اشتقتُ إليك ، فهل اشتقتَ إليّ ؟
صديقي، ما زلت أحن إليك.. ما زلت أسافر إلى عهدك.. ما زلت أفتش بين بقاياك عن شيء مِنك.. وما زال الحَنين يقف عائقاً بيني وبين النسيان، لكن يبقى أجمل ما في الحَنين أنه لا يطير بي إلا إليك.
صديقي، لا أعلـم أأنت هبة من رب السمـاء لي؟ أم أنتَ حلمٌ جميلٌ عشتُ فصوله بكل لذة وسعادة؟ أم أنتَ حالةٌ خاصة عن كـل البشر؟ مهما تكن أريدك أن تكون في عالمي ولا تبتعد؛ لأنّك من أجمل تفاصيل عمري.
صديقي ما أبشع الانتظار، عندما يتبعه شوق مترامي الأطراف.. صديقي وماذا أفعل في بُعدك، إلا أن أشتاق ويزداد شوقي كل يوم، ومع كل نفَسٍ يخرج مني أشعر بشوقي إليك يزيد حتى امتلأتُ بالشوق إليك، وفاضت عيناي بالشوق لرؤيتك، وأذناي فاضت بالشوق لصوتك.
صديقي، قد تكون بعيداً عن نظري، لكنك لستَ بعيداً عن فكري.. ربّما تكون روحي قد عجزت عن لقياك، وتكون عيني أيضاً قد عجزت عن رؤياك، ولكن قلبي أبداً لم ولن ينساك.
صديقي، لا يُمكنني الحديث مَعك، لكنَ أريد فقط أن أخبَرك شيئاً.. أنت الوحيد الذي لا يُمكنني نسَيانه عندما أضحك، عندما أبكـَي، عندما أتألم، أتذكرك في كُلّ أوقاتي.
صديقي، لا شيء أتمناه في حياتِي سِوى قُربَك إِلى مَا لا نِهاية .. على الرّغم من وجود قلبي داخل جسدي، إلّا أنه ليس ملكي، فهو ملك الشخص الذي اسميته صديقي .. صديقي إذا لم تجمعنا الأيام جمعتنا الذكريات، وإذا القلب لم يرك فالعين لن تنساك.
صديقي في غيابك يظلم المساء، كل شيء يختلف، الساعات تبدو رتيبة، الأزهار تبدو بلا شذى، والصوت بلا صدى.
صديقي عِندما أشتَاقُ إليكِ، أتَكلم بِكلمَاتكِ .. أكرِر أُغنِياتَكِ، وَأتَصرفُ مِثلك.. صديقي لو كان الناس يتمنون قربك، فأنا غير الناس، أتمنى أن أكون جزءًا من قلبك .. فكرتُ أن أهديك عيوني، ولكن خفت أن أشتاق إليك فلا أراك.. أشتاق لشخص أوجعني برحيله، أود أن أعاتبه ثم أحتضنه وأبكي.
صديقي، سأنتظرك مهما طال الغياب .. سأنتظرك بحجم الشوق إلى الاقتراب.. ما أصعب لحظات الشوق! وما أقسى لحظات البعد وانتظار الصديق! ما أصعب أن تحتاج لنبضة شوق، فتلتفت تبحث عن صديق فلا تجده.
صديقي، حين أشتاق إليك يَعجز عقلي عن التفكير بغيرك، لا أدري لماذا؟ ربما لأنّك تعني لي كل شيء، فبذكرك لا يَعد لأي شيء سواك لَهُ قِيمة.
ما أقسى أن تنادي صديقك نبض قلبك فلا يجيبك، وما أشقى أن تطلبه فلا يستجيب.
صديقي أفتقد الوقت الذي قضيناه معاً، أفتقد صوت ضحكتك، وأفتقد الطريقة التي قلتَ لي فيها أني صديقك المفضل، وعندما أصبح يحدث شيء جديد في حياتي أفتقدك أيضاً لأنك أول شخص كان يعرف بأخباري الجديدة، فطالما كانت تلك الأوقات من أفضل أوقات حياتي.
صديقي اشتقت لك، أنا أعترف أني في بعدك حياتي اختلفت، أصيح باسمك وارتجف وأتخيلك، ومهما تغب عندي آمُل بعودتك، وبكل شوق أستقبلك.
صديقي. يا عطر الشوق، يا ملح وذوق، يا نور الشمس، يا صوت الهمس، نحن نعيش مرّةً واحدة، ونموت مرة واحدة، لكننا نتنفس كل مرة، وبالمثل شوقي إليك .. أشعر أني أشتاق لكثير من الناس، لكن شوقي إليك مختلف، وكأنّه قصة أخرى مختلفة عن باقي القصص، فلا أشتاق لك وحدك، بل أشتاق لابتسامتك، وأشتاق لحديثك، وأشتاق لك كلك.
صديقي أجد نفسي دونك في عداد المفقودين، فنصف القصة دونك لم ولن يكتمل، لكنّني متأكدٌ أنّني برؤيتك لن أبقى مفقودًا، بل سترجع الحياة لأنفاسي من جديد.