محمد مساعد الصالح
رامسفيلد وجابر المبارك
بعد تحرير الكويت من غزو النظام العراقي صارت الولايات المتحدة الاميركية، لدى اغلبية الكويتيين، "الشقيقة الكبرى.." وصار محرما انتقاد سياستها في فلسطين وتعاطفها مع الاسرائيليين في قتلهم اخواننا الفلسطينيين وتهديم منازلهم واعتقالهم، وصار التعرض للسياسة الاميركية من المحرمات او الخطوط الحمراء التي يمنع تجاوزها.
وزاد تعاطف معظم الكويتيين وتأييدهم للسياسة الاميركية بعد غزوها للعراق واسقاط نظام البعث.. حتى ان بعض الكويتيين استضافوا الجنود الاميركان في مزارعهم في العبدلي، وتكونت لجنة لتعويض ضحايا الحرب (في العراق) اعني الاميركان حيث جمعت ثلاثة ملايين دولار، وستجمع تبرعات لضحايا اميركان يشملهم التأمين على الحياة في دولهم، واليوم يصرح "العم بريمر" الحاكم الاميركي في العراق عن ضرورة تخلي الكويت والسعودية عن المطالبة بالتعويضات.
هذا التصريح قلب المعادلة رأسا على عقب، فقد بدأ النواب بمهاجمة "العم بريمر" وبعضهم تطاول على (الشقيقة الكبرى) اميركا، رغم ان الكويت تعتبر الحليف القريب لأميركا من خارج حلف الناتو، ورغم ان البعض تمنى ان تكون الكويت النجمة 51 في العلم الاميركي.. ورغم ان تصريحات معظم القوى الشعبية وكتاب الصحف تكرر اننا مع شعب العراق ولكن هذه "المعية" يجب الا تمس "المصاري" وعلى اي حال نحن بلد يتمتع بحرية الرأي، وكل مواطن حر في قناعاته، ولكنني منذ الآن اقول ان الكويت رسميا بل وبموافقة مجلس الامة ستتنازل عن التعويضات لان أميركا "عايزة كدة"، ونحن لا نستطيع معارضتها لأننا نخشى ان تقوم حرب بيننا وبينها وتنتصر القوات الاميركية علينا، لأن رامسفيلد وجابر المبارك ليسا "راس براس".
فلنُعِد انفسنا للتنازل، ومسكين من لم يقبض حتى الآن.. اما من ناحيتي فأنا اتنازل عن التعويضات لأنني لم اطلبها.. والله من وراء القصد.
..................القبس الكويتية.....................