تعودت كلما ضاق صدري وانقبضت نفسي أن أخرج إلى شرفة بيتنا ..أتمدد على مقعد مصنوع من جريد النخيل ..أسلم عيني لضوء القمر وأحدق في الفضاء الممتد كالحلم ..ومن خلفي تنساب نسائم غير متناهية ...
أجلس وحدي أتأمل الكون النائم على صدر المساء ..أجلس إلى هدوء النفس ..وانجلاء الغمة أو على الأقل تخف أوارها ..ثم أنصرف عائداً إلى سريري ...أداعب في عيوني الكرى وأتوه مع السبات اللذيذ ...
بالأمس فعلت ما كنت أفعله كلّ مرة ..ولكن طال الوقت ,,والعادة أنني أندهش من مرور الوقت بسرعة رهيبة لكوننا جميعاً نحس أن هذا على حساب عمرنا ووقتنا ...
طال بي الوقت وعينيّ شاخصة بالقمر مرتبطة بتهاويل ألم في القلب إلى النزع الأخير للبكاء ...طال الشخوص ولا الوصال بيني وبين القمر أتى بالمأمول منه ... ولا نسائم الليل الحانية استطاعت أن تخفف من توتري ..بكيت ولا غرابة فكلكم تبكون ...
لا.....الحقيقة لم أبكي كما يجب ..لم تكن فأفأت شهقات بكائي تصقل القلب بسمت قصيدة حتى أرصع دمعتي قرطاً لنورسة قد تعبر ..
وقبل أن تزداد الشقّة بيني وبين توافقي ..وتبعد الهوة بيني وبين اتزاني ...رأيتها من بعيد كنجمة تبحث عن باقي إسمي...
أيتها القابعة هناك في عمق التساؤل ...
لا تبحثي كثيراً في إسمي...فقد تبعثرت نقاطاً في مناخ متداخل الفصول..أنحني أمام قافلة من الأسرار...تعالي فقط ..هنا رائحةُ أرضٍ، وثمة إنسان... لا تتركيني وحدي لا تقطعي صحوةَ وهج شوقي أنا وأنتِ طويلاً عميقاً سنهذي ..نهذي بقلم وأصبعين ..
تعالي نتساءلُ ببراءةِ يمامٍ:
أيهدأ عقل كفنّاه بالورد ..؟
هل تحبين أن يتجنن العالم مثلي ...؟
إنّي أبكي أسفارا ووجع ...هل أنتِ مثلي تبكين أسفاراً ووجع...؟
أما تشتهين أن تفرغي حمولة الحزن ...؟
تعالي نراقص ضوء القمر على صفحة ماء ..ونشعل الفنارات..قد ينفجر الماء مغنياً ..ربما يجيه شيء من الحب الخمري ..أخرجي من ألف ليلة وليلة إجعليها مليار ليلة..أخرجي من رحم الحزن بارتعاشة الشهقاء سنرقصُ مِليارَ ليلة... وَجَعاً ....نَزْفاً....عشقاً...سنروي مِنْ جديد حكايانا ...أنت في صدعِ الزمنِ أسطورة....وأنا المأموث المطمور في جليد عصور سحيقة أُبعث لحبك من جديد ...
النورس