|
نديمُكَ الشَّوقُ لا كأسٌ ولا وتَرُ |
و روضُكَ الحُلْمُ لا وردٌ و لا زهَرُ |
أمستْ أمانيكَ في أبهى متارفها |
غيداً ترشَّفَ ريَّا زهوها الكِبَرُ |
كانتْ على العُمْرِ في مُخضَلِّ غرَّتهِ |
تزهو فيعذبُ في آلائها السَّهرُ |
تختالُ بينَ غواياتِ الهوى مَرَحاً |
كأنَّها من بناتِ الوحي تبتدرُ |
تدغدغُ الأملَ الغافي فتوقظهُ |
لحناً يداعبُ نجوانا فتزدهرُ |
و تُسكِرُ الوجدَ في أعماقنا طرباً |
فيهتِكُ السِّتْرَ عنْ أشواقنا السَّمَرُ |
سوافرٌ كلَّما جنَّتْ بصبوتها |
طافتُ بنا لفحاتُ الشَّوقِ تستعرُ |
رواقصٌ ما تعرَّتْ عنْ مفاتنها |
إلاّ و كان بنا منْ حُسنها أثرُ |
أزرى بها الدَّهرُ و استافتْ غوائلهُ |
مراتعَ الصَّفوِ فاستشرى بنا الكدَرُ |
لمْ يَبقَ منْ أنقِ الماضي سوى طللٍ |
نأوي إليهِ ودمعُ العينِ ينهمرُ |
أودى بمُؤْتلقِ الذِّكرى و روعتها |
إلاّ بقية آمالٍ ستندثِرُ |
سينطوي العُمْرُ أحلاماً مجنَّحةً |
و يُخمِدُ الشَّوقَ في آماقنا الخوَرُ |
يا حاديَ الشَّوق أضناكَ السُّرى فمتى |
يُدني الرَّكائبَ منْ أوطارها سَفَرُ |
طالتْ لياليكَ وامتدَّ الرَّحيلُ بها |
فما انتهى وطرٌ إلاّ ابتدى وطرُ |
و أنتَ بينَ متاهات الهوى تعِبٌ |
تمشي الهوينا و يعدو خلفكَ القدَرُ |
يا حاديَ الشَّوق ما دنياكَ في عُمُرٍ |
مثل السَّحابةِ إلا الرَّوعُ و الخطرُ |
فاتركْ أمانيكَ قدْ طاحَ الزَّمانُ بها |
و اسبقْ لياليكَ , إنَّ العمر ينحسِرُ |