كان في حارتنا فتى في سن المراهقة في الخامسة عشر او الستين من عمره – لا أذكر جيدا وربنا يسهل وما انسى موضوعي هذا -
هذا الفتى المراهق كان مولعا بسميرة توفيق - رحمها الله .. أدري إنها ما ماتت لكني ما أطيقها - وبالرغم من فقر ابيه – وكل الحارة بالطبع ميسورة الفقر – فقد إشترى ( بيكأب ) وهو جهاز قديم لتشغيل الإسطوانات واشترى اسطوانة لسميرة توفيق عنوان أغنيتها ( بيع الجمل يا علي ..واشتري مهر إلي ) ..
المهم ..كان من صباح الله إلى مغيب الشمس فالق راس الحارة والحارة اللي جنبها في ( بيع الجمل يا علي ) وكلما باعوا الجمل يُعيد الإسطوانة من البداية ..
تذمر أهل الحارة من هذا الإزعاج المتواصل فقرر بعض أعيان الحارة ( على فكرة كبير اعيان حارتنا كان أحول – رحمه الله ) قرروا الذهاب لبيت الفتى وأن يشكوه لابيه .. وما أن شكوه لابيه حتى رفع ابوه يديه إلى السماء واخذ يدعو الله أن يريحه من إبنه وأن يأخذه ( طبعا ون وي تيكيت ) .. ..فحاول وجهاء الحارة – اقصد الأعيان – بإقناع الفتى أن يخفف العيار شوية ويرحمنا من هذا السرطان المزعج ... فما كان من هذا المراهق إلا أن شتم الأعيان وطردهم من البيت ..
خرج كبراء القوم ( يعني الحارة ) وأخذوا يفكرون في إيجاد حل مناسب لهذا الكابوس ... وصار كل واحد منهم يدلي بسطله – بدلوه – في الموضوع وفي النهاية إستقر رايهم على جمع بعض النقود لشراء إسطوانة جديدة لهذا الفتى فعلى الأقل لكي لا يملوا من تكرار ( بيع الجمل يا علي ) ويصير هناك بعض التغيير ...![]()
مع تحيات
اخوكم / جمال حمدان