أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وقفة للذكرى ، في عيدها

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي وقفة للذكرى ، في عيدها

      في عيدها


      ما زلت أذكر شجرة التوت العتيقة ، تلك التي كانت تظلل البيت والحديقة ،
      كانت وأمي صديقتين ، بقدر ما كانت أمي تمنحها ماء وتقليما وعناية ، كانت الشجرة تعطينا ثمارها الرطبة الشهية ، تأتينا أمنا في الصباح الباكر بطبق منها متراصة رائعة ، تهزنا لنفيق والطبق بيدها أنْ هيا قبل أن تفقد الثمار نكهتها .
      كان هذا سببا كافيا للقفز من الأسرة لتذوق الطعم الشهي.

      كانت تفرد ملاءة بيضاء نقية تحت الشجرة وقت صلاة الفجر ، فتتساقط الثمرات مع ثقل النضج محملة بقطرات الندى تستحثها للهبوط والراحة فوق البياض الممتد .ثم هزة رقيقة من أمي فيسقط ما تبقى من ثمرات خجولة تنتظر من يقطفها.
      كانت هذه هي الترويقة التي ما كنا نستطيع الاستغناء عنها ، فقد أصبحت طقسا يوميا في موسم التوت .

      بعد دقائق من انتهاء هذا الطقس عذب المذاق ، كانت تأتينا بالقهوة ، تسبقها الأبخرة التي تنبه ما بقي من حواسنا متكاسلا مسترخيا ، فنهب هبة شخص واحد ، نتسابق إلى قهوة أمي ، ويبدأ نهارها ونهارنا ، فهذا يذهب إلى العمل وتلك إلى المدرسة وهكذا ، بينما تبقى أمي تحنو على أشجارها وأزهارها ، وتحوك بخيوطها الرقيقة مفارش صغيرة جميلة مخرمة ، وتخيط ، وتعد أطايب الطعام .
      الخبز في بيتنا كان له طقس آخر . أمي كانت ترفض الخبز الذي يباع في السوق قرفا من فئران محتملة تعيش ربما في المخابز ، فكانت توصي بقمح ، ترسله للطحن وتعجن منه كل يومين ، وكانت قد تعلمت في صغرها كيف يخبزون على الصاج ، فاقتنت واحدا ، وهو وعاء من الصاج مستدير ومقبب ، كانت تقلبه فوق حجارة أشعلت بينها أغصانا جافة ، وتفرد عليه العجينة الرخوة التي تنضج بسرعة ، رغيفا لا أجمل ولا ألذ !
      كنا نضحك كثيرا ، ونسخر من الأمر برمته ، فكيف يحدث هذا والمخابز الآلية تملأ الدنيا ، وأنواع الخبز
      كثيرة ولذيذة ، وكانت أمي تنظر ببعض العتب ، وتقول : هذا خبز لم تعبث به فئران .كنا نرفض في أغلب الأحيان أن نأكل خبزها لأنه أسمر !! وها نحن الآن نبحث بجهد كي نجد خبزا أسمر يذكرنا برائحة خبزها ، دون جدوى.
      نبحث عن النقاء ، وعن الحب ، ورائحة الأزهار غير المهرمنة.

      هي وقفة للذكرى في عيدها

      _________________

      حنان الأغا

    • #2
      الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : موطن الحزن والفقد
      المشاركات : 9,734
      المواضيع : 296
      الردود : 9734
      المعدل اليومي : 1.49

      افتراضي

      الأديبة الفنانة حنان ..

      لا شك أنك تحملي من الذكريات في قلبك ما يدفعك للتبسم أحيانا وذرف الدمع أحيانا أخرى ..
      تلك هي الأم التي مهما قسونا زاد فيض حنانها ، والتي لا نحس بقيمتها الفعلية إلا حين فقدها وإن تعددت الأسباب ..

      نقف أجلالا لذكرها وذكراها ..
      وأتلو قوله تعالى ..
      ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ..
      فقد وعيت على الدنيا وأنا أعتر هذا اليوم يوم عائلي ..
      لأن للوالدين فضل كبير ولا يتميز أحدهما عن الآخر بحبنا بل ربما أحيانا بالقرب ..
      فالم دوما لحنانها أقرب لنفوسنا وأرواحنا ..

      نسأل اللهأن يرحمهما أحياء وأموات ..

      تلقائية في سرد الذكريات تلامس شغاف الوجدان ..


      محبتي وكل الود ..
      وكل عام وأنت بخير ..
      عيد أم سعيد ..
      //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

    • #3

    • #4
      الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
      في ذمة الله

      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : محارة شوق
      العمر : 64
      المشاركات : 3,523
      المواضيع : 160
      الردود : 3523
      المعدل اليومي : 0.54

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة
      في عيدها
      ما زلت أذكر شجرة التوت العتيقة ، تلك التي كانت تظلل البيت والحديقة ،
      كانت وأمي صديقتين ، بقدر ما كانت أمي تمنحها ماء وتقليما وعناية ، كانت الشجرة تعطينا ثمارها الرطبة الشهية ، تأتينا أمنا في الصباح الباكر بطبق منها متراصة رائعة ، تهزنا لنفيق والطبق بيدها أنْ هيا قبل أن تفقد الثمار نكهتها .
      كان هذا سببا كافيا للقفز من الأسرة لتذوق الطعم الشهي.
      كانت تفرد ملاءة بيضاء نقية تحت الشجرة وقت صلاة الفجر ، فتتساقط الثمرات مع ثقل النضج محملة بقطرات الندى تستحثها للهبوط والراحة فوق البياض الممتد .ثم هزة رقيقة من أمي فيسقط ما تبقى من ثمرات خجولة تنتظر من يقطفها.
      كانت هذه هي الترويقة التي ما كنا نستطيع الاستغناء عنها ، فقد أصبحت طقسا يوميا في موسم التوت .
      بعد دقائق من انتهاء هذا الطقس عذب المذاق ، كانت تأتينا بالقهوة ، تسبقها الأبخرة التي تنبه ما بقي من حواسنا متكاسلا مسترخيا ، فنهب هبة شخص واحد ، نتسابق إلى قهوة أمي ، ويبدأ نهارها ونهارنا ، فهذا يذهب إلى العمل وتلك إلى المدرسة وهكذا ، بينما تبقى أمي تحنو على أشجارها وأزهارها ، وتحوك بخيوطها الرقيقة مفارش صغيرة جميلة مخرمة ، وتخيط ، وتعد أطايب الطعام .
      الخبز في بيتنا كان له طقس آخر . أمي كانت ترفض الخبز الذي يباع في السوق قرفا من فئران محتملة تعيش ربما في المخابز ، فكانت توصي بقمح ، ترسله للطحن وتعجن منه كل يومين ، وكانت قد تعلمت في صغرها كيف يخبزون على الصاج ، فاقتنت واحدا ، وهو وعاء من الصاج مستدير ومقبب ، كانت تقلبه فوق حجارة أشعلت بينها أغصانا جافة ، وتفرد عليه العجينة الرخوة التي تنضج بسرعة ، رغيفا لا أجمل ولا ألذ !
      كنا نضحك كثيرا ، ونسخر من الأمر برمته ، فكيف يحدث هذا والمخابز الآلية تملأ الدنيا ، وأنواع الخبز
      كثيرة ولذيذة ، وكانت أمي تنظر ببعض العتب ، وتقول : هذا خبز لم تعبث به فئران .كنا نرفض في أغلب الأحيان أن نأكل خبزها لأنه أسمر !! وها نحن الآن نبحث بجهد كي نجد خبزا أسمر يذكرنا برائحة خبزها ، دون جدوى.
      نبحث عن النقاء ، وعن الحب ، ورائحة الأزهار غير المهرمنة.
      هي وقفة للذكرى في عيدها
      _________________
      حنان الأغا




      أديبتنا السامقة الصادقة الأستاذة حنان


      لك أيتها الغالية أسمى آيات الشكر لما جسدت لنا من مشهد إنساني حبيب قريب رسمته كلماتك الحميمة بلون بياض النقاء ، وظلال شجرة التوت العتيقة الصديقة ، وعذوبة مذاق ترويقة أصبوحات الزمان الهنيء ، وطيب نكهة قهوة الأم التي ليس كمثلها نكهة ، وجمال رغيفها الذي لا اجمل منه ولا ألذ ، ورائحة الأزهار الندية الأبية .

      لم تكن بكل هذا الزخم الثري مجرد وقفة بل كانت حياة متجددة ومجددة للقلب ، وموسما ربيعيا حافلا للحب، ورحلة مباركة في سماء الوفاء والحنين.


      فلك ولشجرة التوت الطيبة أطيب التحيات ، وأصدق الدعوات



      مصطفى
      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

    المواضيع المتشابهه

    1. حَيُّوا مَعيْ الأمَّ في عيدها..!
      بواسطة مصطفى السنجاري في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 21-03-2023, 11:39 AM
    2. إليها في عيدها
      بواسطة سوسن محمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 12
      آخر مشاركة: 06-05-2013, 08:49 PM
    3. في عيدها
      بواسطة د محمد عاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 17-10-2011, 02:36 PM
    4. صورة للذكرى
      بواسطة الضبابية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 05-01-2004, 10:35 AM