ولكن .... من هو البديل ...؟؟؟
سؤال طالما تكرر ...سؤال أبدى ....سؤال أزلي بقدم التاريخ ... من هو البديل ؟؟
كل منهم طرح السؤال على نفسه ... ولم يرجع بإجابة ما ... لم يكن أحدهم قادراً على أن يعلن عن نفسه كبديل ... ولم يكن أحدهم لديه القدرة على القبول بآخر كذلك .... لذا فقد ظل المنصب شاغراً لقرون.....قرون سرمدية مرت كان فيها المكان شاغراً ...لم تتوقف فيها رحلة البحث ...وكذلك لم يتوقف المكان عن كونه (شاغراً) .... هل خُلق شاغراً ؟؟؟ قال أحدهم ربما هو كذلك ولكنكم لا تعقلون .... بدأ القوم يستمعون إلى صوت الحكمة ووطنوا أنفسهم على قبول الأمر الواقع ... لقد خُلق هكذا فعلاً.... إلى أن حدث ذات مساء أمر عجيب ...
تردد فى الآفاق نبأ عظيم ...لم يفطن له إلا ذوى العقول النيرة والألباب الفاهمة ...أولئك الذين يمكنهم النظر إلى ما وراء الاشياء ...اولئك الذين يوكل إليهم صنع الألجمة والأصفاد الجماعية والعراقيل المعنوية ... تلك التى توضع فى طريق من يقترب من ساحة الشاغر دوماً .
الاستنساخ ............ كلمة السر فى عصر الأسرار (قالها كبير الكهنة من ألف عام ) أطلت الكلمة برأسها فى مجلس (الصفوة) ذلك هو الحل الوحيد .... ذلك هو البديل العصرى لفكرة (البديل ) بل هى (البديل ) نفسه ... لماذا دائماً تبحثون عن آخر أيها ( الحمقى ) بينما التقنيات الحديثة قد كفلت لكم حل مشاكلكم من الجذور ..
(الأستنساخ هو الحل) الحل الآلى للمشكلة الأبدية .
تحركوا سريعاً ...إن الوقت يدهمنا .... إبدأوا فى الإجراءات فوراً .... ما هو المطلوب؟؟
- المطلوب إجراء تعديلات جوهرية ...
- إصنعوا تلك التعديلات
- تم صنع التعديلات .
- هل من شىء آخر؟؟؟
- مطلوب صنع تمهيد (للمستنسخ).... حملة ترويجية ضخمة
- إصنعوها على الفور
- تم صنع الحملة...ولكن ثمة بعض المتمردين
- إصنعوا لهم محاكمة عادلة
وقف الجميع فى ساحة المحكمة ...
التهمة : محاولات مستمرة من جانب المتمردين لإيقاف المسيرة الجليلة للإجابة عن السؤال الأزلى الذى يتردد منذ مئات السنين وتم التوصل لحل له خلال الآونة الأخيرة بمباركة الجميع (عدا المتمردين )... هذه الشرذمة القليلة .... غير ذات الوزن .
الدفاع : جاءت عريضة الدفاع كما يلى :
ندفع عن أنفسنا التهم الموجهة إلينا بشأن عرقلة المسيرة الجليلة للإجابة عن السؤال الأزلى الذى يتردد منذ مئات السنين ... بأننا نتهم الذين يتهموننا بأنهم السبب "الخفى" وراء ظهور هذا التساؤل إلى حيز الوجود ...حيث أنهم "كبديل" كانوا يقفون دائماً فى مكان "البديل" حتى أن "البديل" لم يجد مكاناً يصلح للوقوف وظل يحاول لقرون عديدة فى محاولات يائسة فكانوا دائماً "يصنعون" التعديلات ويصدرون القرارات التى تمنع من الظهور ... وعليه فقد ظل مختفياً طوال الحقب الماضية .
لذا فنحن نتهم الذين يتهموننا بأنهم هم السبب الحقيقى وراء إختفاء البديل .
- فى ضوء ما سبق قررت المحكمة الآتى :
. عرض المتمردين على لجنة طبية "متخصصة" للتأكد من قواهم العقلية.
. رفض الدعوى لعدم الإحتصاص
. الإعتذار لأصحاب المسيرة
. الإعدام (جوعاً) و(بطشاً) و(جهلا) و(فسادا) و(قهراً) و(ظلماً) لكل متمرد يثبت صحة
تورطه فى التهم
. الحكم لصالح المتمردين فى الإستئناف
. عدم تنفيذ الحكم الصادر فى الإستئناف
. إعتبار المحكمة كأن لم تكن
. إستمرار المحاكمة حتى إشعار آخر
- "يحيا العدل .. يحيا العدل" هكذا هتف الفريقان بعد النطق بالحكم .
وهكذا تم التخلص من المتمردين إلى الأبد ... لم يكونوا يشكلون خطراً ما ... لكنهم مزعجون فعلاً ....دائماً يثرثرون ... دائماً ينتقدون ... يحملون عدسات مكبرة ينظرون بها إلى "سفاسف" الأمور ..فيصنعون منها جبالاً لا تنتهى من الأخطاء الفادحة .... ويحملون عدسات مصغرة ينظرون بها إلى الإنجازات الضحمة والوثبات العملاقة .... إنهم حتى لا ينظرون إلى الجانب المشرق من "المأساة" ... حتى المأساة لها جانب "مشرق" ... إن موت أحدهم "مثلاً" يوفر مكاناً خالياً فى وسائل المواصلات على سبيل المثال .
لذا كان لابد من وضع المتمردين فى حلقة مفرغة ... يدورون فيها كما يدور الحمار حول الرحى .
- أستمرت المسيرة شهوراً ولم يظهر البديل ... سنوات ولم يظهر البديل ... وبدأ القلق يتسرب إلى النفوس ... خاصة بعد تسرب نبأ وفاة النعجة .. وظلت الصحف تردد نفس "العنوان" .... وظلت الإذاعات تردد نفس "الكلمات" ... وظلت المرئيات تعرض نفس "اللقطات" ... فى محاولات يائسة لتجميد الزمان عند نقطة اللاعودة حتى يظهر البديل .... قد تكون محاولات ناحجة أحياناً ... ولكن منغص آخر قد بدأ يظهر فى الآفاق .... لم كن مرئياً ... فقط مسموعاً ... تلك الجلبة الشديدة الشديدة الناتجة عن إصطدام أرجل الخيول بالرمال ... إنهم الفرسان ... تم إرسال فرق الإستطلاع .. لم يتم رصد أى شىء ..... كانوا لا يزالون بعيداً ... نسمع أصواتهم ... كان القلق والفضول والترقب هم سادة الموقف .... متى سيأتون ....العجيب أنهم لم يطرحوا أنفسهم "كبديل".