من نسيج القمر
( أسطورة وجد)
كفِّي وكفِّكَ عصفوران يرتعشان من وجدٍ ..
ومن شوقٍ
وصوتُنا همهماتٌ تُسيلُ الطلَّ من مُزنِ
والمزنُ في دهشةٍ !!
من قَطْرِ أحرفنا..
ونمنماتِ اللّحنِ في الحبِّ !
***
وبلٌ أنا ..
واهتزازُ الشّوقِ في عينكَ
في كفيكَ
في نبضِ أوردتكَ
نبتٌ يميسُ بنا زمناً نحوَ الإخضرارِ
ونحوَ الأنَـْهـُرِ الزُّرقِ
***
وثورةُ التِّحنانِ في الأضلعِ الحرَّى
نورُ لظىً
من صمتِنا اللَّهِبِ!
***
والفجر حولنا ..
يختزن الآهات في ولهٍ
يرشُّ بها البدرُ
كالترتر اللَّمَّاع في نشوى ..
وفي فرحِ
***
وأشرعةُ المراكبِ في بحرِ لقيانا
ترفُّ بنا وتَرتَجُّ
كُلمَا هبَّ بنا نسيمُ الهوى
في غاية السِّلمِ
***
وشقائقُ الوردِ في جُنيْنَاتِ الحديث يجمعنا
تَحمرُّ من خجلٍ
ومن طربِ
وليلكاتُ الضّحكةِ النّجلاءِ في فمِنَا
تسري..
كوهجِ الشّمس في دمِنا
***
وساعة الوصلِ عند بدء الهمس
في السَّحرِ
تمضي بنا نحوَ كونٍ جديدٍ
في عالمٍ عُذري
والظلُّ يَسبقُنا
والماء يُرعِشُنا
في رُبى الياقوتِ من نغمٍ ..
ومن زخمِ
***
ياروضةَ التِّحنانِ في أرضِنَا
انتعشي
وارشُقِينا بعطرِ الرُّوحِ
في سَرَفِ
واسرقينا ..
واسرقي مِنّا ( أنَـَانـَا) (1)
وابعثينا من جديدٍ ..
قطرةَ الحبّ الوليدِ
***
يا أمانَ السّلام في راحتينا ..
وأضلُعِنا
بلّغ مُنانا ..
أنَنّا كنُّا الهناء
وارتشفْ من صمتنِا السّاجي
لذّةَ الخمرِ من ظلِّنا الوارفِ حولنَا
وهاكَ من نسيجِ الودِّ في اللُّقيا
خيوطاً
ضُمّها نحوَ آفاقِ الدنُّى
واصنعْ لنَا أيكةً من وجدِ حاضرنا ..
والتحفْ بنِا
لن تذق أمناً غيرَ الذي تَذْوّقتَهُ
من يَدَينا
***
يانسيمَ الأصيلِ عندَ نـَعْسَةِ الشّمس على أثوابنا
- ( النُّور السّني ) -
تَــهـَادَى فوقَ أغصانِ النَّهار السّرمدي..
من جذعنا المعروق في حُبنا الهادىء الرّقيق
رفرفْ بنِا
صوبَ آثارِ الكلامِ الشّهيِّ
المنشورِ فوقَ أعمدةِ النُّور
القَرورِ من تلهّفِنَا
ضُمنا إليكَ
نعشْ رَعْشَةَ المقْرُورْ
***
ويا أشجارَ اللّيمونِ واللّوزِ والدّراقِ
في غاباتنا الدَّهماءِ من تَشَهّينَا ..
تـَشَوُّقنِا
رِفّي بأوراقكِ الخضراءَ
احتوينا
وانْشُري فينا عبقَ الألوان في ثمراتكِ
مَرِّغِينَا بملمَسِها الطّاهر الزّاكي
وانشُقِي مِنّا عبقَ الودادِ الخالدْ
***
لستِ أنتِ من يرى فِينَا الحياة
نحنُ نرَى في كُلِّ شىءٍ فينا
- كُلّمَا التقينا -
نرى عروقَ الحياة
ونشعرُ بالشّوقِ فيها
يجري - سَجِيّةً - ..
مثلما يجري الماءُ في عروق النباتْ
وتجري الدماء
في عروقنا في ثباتْ
***
تَشَعّثَ النّبتُ في كُلِّ الفصولِ
- غيرةً وشَهَقا-
كُلّما ارتعدتْ أطرافُنا بوسْمِ الهوى
في موسم الجدبِ
وسمعنا للنجوم صريرَ أضواءٍ نافرةْ
لما تنافرَ حِسُّنا في حِسِّ بعضْ
وبدا للصّفصافِ رشحٌ
تـَعَرّقَ - رعداً -
لــَمَّـا تحدّرَ على صفصافهِ هزيمُ وحيٍ
من تـَصَافِينَا في سَاعَةِ النّجوى سَحَرْ
***
هذا الغديرُ شَفيقٌ ..
مشفقٌ من تساقُطِ حُمّى الوجدِ
فوقَ أرؤسِنا
وأرياشِ الفؤاد مِنّا
في تـَجَنُّنا !
والسُّهدُ يملأُنا
ويملأُ الأجفانَ مِنّا
من عناقيدَ البيانِ النّشِيدْ
كـُلـّهُ متهفهفٌ _ لهفاًً_ نضيدْ
***
يادُجى اللّيل تفرّقَ في عروقِ الشَّوقِ فينا
واسْتـــَنِرْ منا
ترى الإشراقَ مخموراً وصدّاحاً
كُلُّ شيءٍ في تَشرُّدِنـَا فِينَا معاً
يضمّ وَخْزَ الحبّ شارداً
فوقَ أسطُحِ الشُّعور الـمُرتعِشْ
***
ياسقمَ البُعدِ تـَفَجّر في سَمَانا
وافْجُرِ اللُّقيَا بِنا
نـَعِشْ أقحوانَ الحياةِ
وعُنفُوَان البعثْ
***
كلما حثّ بنا السّيرُ نحوَ اقترابِ الذّاتِ
وتـَسَوُّرِ الأنفاسُ فوقَ شِفَاهنا
سافرَ فينَا الشّوق
وعامَ في حَرمِ الوِصَال
***
ياسويعات التّهرّب لحظةَ النَّجْوَى - سَحَرْ-
امْكُثي
مِيسِي
تـَنَاغَي
فيكِ نشْوَى الإلتقاء
اُعبُري فينا
صَارِعي جَزْرَنا والإمتداد
غَادرينا ظمأً
يشتهي رَيَّ المياهْ
***
نحن بتنا شَبَهَاً
مثلُ أشباهِ الحياة
وعِشْنا فوقَها دونَ أنْ تَدرِي
بـِأَننّا كُنّا هُناكْ
وانصهرنا في أتونٍ من خيال
أرْضُهُ سِحْرُ الخيال
سقفهُ كُلُّ أنْسامِ السّماء !
***
كلُّ مافينا قمرْ
وكلُّ لقيانا قمرْ
وكلُّ ماحولنا بعضُ أقمارِ القمرْ
والشُّعُور الّذي قدْ غَشَانا
وكلُّ أشيائنا في البرايا
هالاتُ نبضٍ ..
هالاتُ قمرْ
__________
(1) أنـانـا : ذواتنا أو نحن بمفهومي الشعري
................................
الجمعة / 26 ربيع الثاني / 1429 هـ