النظارة

ا

لنظارة

للكاتبة الفلسطينية - ياسمين شملاوي

أبو بصير .. يستعمل النظارة ... ويداري بخجل عدم فهمه لمصطلحات طبيب العيون عن مقايسها وسماتها ..
كل ما يرغب فيه أن تتحسن القراءة لديه فهو بالكاد يستطيع قراءة الخبر العاجل على قناة الجزيرة ...
وبالكاد يستطيع سماع المذياع حتى وهو يضع النظارة ...
الطبيب في كل مرة يطلب منه تغير مواصفات النظارة .. يبدو انه يفقد نظره تدريجيا ..
أبو بصير يضع النظارة الجديدة بجانب التلفاز يبكي وهو يقرأ تطورات وأخبار اقتتال الإخوة في غزة..
الزوجة مواسية .. (الله يهديهم ).. توكل على الله ولا تبكي ..
أبو بصير متنهدا .. آه..لقد تذكرت بأني لم ادفع ثمن النظارة الجديدة...
فأنا لا أملك من راتب التقاعد ما يكفي خبز اليوم .. ولا تريدينني أن ابكي

.

ياسمين...
نموذج ابو بصير ، يتكرر في كل اصقاع الارض ، واهتمامات الناس اصبحت تنصب على ما يرد من اخبار على شاشات التلفاز ، ليس من اجل القضية نفسها ، انما لانها اصبحت تؤثر سلبا على مسارات الحياة الاجتماعية اليومية لديهم ،فكلما زاد التفرقة والقتل هناك ، زاد الهوة بين الانسان وحياته هنا ، فكأن العملية طردية ، لا عكسية ،فالعكسية ان يجعل الاقتتال الناس تحاول جهدها من اجل اطفاء نيران الفتنة ، لكن الامر اصبح مؤشر على ان كلما زاد التفرقة والاقتتال ، زاد الفقر هنا ، والقضية تصبح في عداد كان.

دمت بخير
محبتي
جوتيار

الكريم جوتيار تمر
كالعادة مرور ..لا يكون اعتياديا ..بل عميقا .زاهيا
كعمق رؤياكم ..وبهاء قلمكم ..
واجدني لا اخالفك الراي بطردية كل المعادلات الممزوجة
بالدم الفلسطيني ..والعراقي ..
دمت حرا .عزيزا
ياسمين

الزوجة مواسية .. (الله يهديهم ).. توكل على الله ولا تبكي ..
أبو بصير متنهدا .. آه..لقد تذكرت بأني لم ادفع ثمن النظارة الجديدة...
فأنا لا أملك من راتب التقاعد ما يكفي خبز اليوم .. ولا تريدينني أن ابكي
************************************************** ***********
كل يبكى على ليلاه
************************************************** ***********
تحية تساوى عمق كلماتك

ياسمين يا ياسمين

أتدري أنني هنا ابتسمت عندما قلت :
أبو بصير متنهدا .. آه..لقد تذكرت بأني لم ادفع ثمن النظارة الجديدة...
فأنا لا أملك من راتب التقاعد ما يكفي خبز اليوم .. ولا تريدينني أن ابكي .

وكأن بكِ تترجمين صورة من يجروا وراء لقمة العيش ، طعامهم لذلك اليوم وعشاؤهم لتلك الليلة
حتى عندما يرون مشاهد الدماء تتناثر بين الإخوان من أهلهم في غزة ، لا يأبهون إنما يفكرون بما ألهُو فيه من حكامهم

ياسمين ما وصل حالُنا له ، يرثى له ، شتانَ أن نقول أننا نستهزء بهؤلاء القوم الذي يجرون وراء لقمة العيش
فهي ليست لهُم
فهمهم أن يطعموا أولادهم وأن لا يجوعوا
نعم فهذا ما أراد أعداؤنا أن نصل إليه
وإن نظرت للدول العربية كافة ولنخصص بالذكر مصر ، فمأسآتهم أعظم من مأسآتنا في هذه القضية

إبداعٌ يندرجُ تحت قائمة إبداعك

جميل

إلى الأمام

تحيتي وتقديري لكِ

أيتها الياسمين .. قام النص على مفارقة في النهاية بين السبب المتوقع للبكاء ثم السبب الحقيقي له و إن كان السببان يلتقيان ..
دمت متألقة
مع الود

الكريم علاء عيسى
لي الشرف ان استقبل اطلالتك الاولى ..في فضاء نصي
وقد نال حرفي رضاكم ..
اشكرك واتمنى لك كل الخير والبهاء
ياسمين

اخي الكريم انس
لا شك ان حرفك بكل ..مدلولاته..
يعطي لنصوصي ..بعدا ..طيبا ومعبرا ..
اشكرك على استمرار التشجيع والتواجد الطيب
وسرني ان القصة سببت لك الابتسام والرضى
دمت بالخير والبركات
ياسمين

المكرم البهي ..فيصل الزوايدي
اينما حل ترحال كلمي ..وجدتك حاضرا مرحبا
اشكرك على هذا البهاء الذي يضفيه تواجدكم الدائم
ودمت اخا وفيا ..نقيا ..دوما
ياسمين

أبو بصير؟!

يا له من إبداع كبير في اختيار هذا المسمى في هذا السياق!

نصك رائع في الطرح رغم أنني قد أختلف معك قليلا في الرأي السياسي الكامن إلا أنني بهرني منك الأداء الأدبي والأسلوب المميز فالله أسأل أن يحفظك يا ابنتي مبدعة متألقة ما حييت!

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي