لكل أمة من الأمم مصالح وأهداف ومساعي ، تسعى الأمة بجميع أجهزتها ومؤسساتها وأفرادها إلى تحقيق تلك المصالح والأهداف والمساعي ، وهذا الأمر نابع من الانتماء إلى هذه الأمة ، فكل منتمي لأمة ما ، يعمل على أن يكون همه هم الأمة ، وفرحه فرح الأمة ، وما يضير الأمة يضيره .
فالولاء من الإنسان يكون لأمته وأهله ، من غير دين ولا عقيدة ، فإن أعطى الإنسان ولاءه لغير أمته وأهله ، وبالذات إن كانوا أعداءً لأمته ، عُد هذا العمل خيانة ، يُحاسب عليها محاسبة غليظة .
و تبني مصالح الأمة هو وازع داخلي ، يُثار عند المرء بمجرد الانتماء ، فإن وجد الانتماء وجد العمل للمصلحة .
فلما جاء الإسلام ، و جعل المسلمين أمة من دون الناس ، فقسم الإسلام الناس إلى فسطاطين ، فسطاط إيمان لا كفر فيه ، وفسطاط كفر لا إيمان فيه ، قوى الانتماء هذا ، وجعل التخلي عنه كفر أو خيانة أو فسق ، على حسب حالة الشخص .
فقد قال الله سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) . والعبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب ، فكل أمة غير المسلمين ، لا يجوز توليها .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون تتكافأ دمائهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ) . فهذه الآية الكريمة ، وهذا الحديث الشريف ، يبين أن على أفراد أمة الإسلام أن يتولوا أمة الإسلام ، ويسعون في ذمتها ، من أرفعهم منزلة إلى أقلهم ، فلا يُسلمهم ولا يعين عليهم أعدائهم ، ولا يؤتى الإسلام ولا المسلمين من قبله ، فهو على ثغرة من الإسلام يجب أن يكون سدا منيعا يحول دون النيل من الإسلام وأهله ، اعتقادا وقولا وعملا .
والإعلام كونه مؤسسة من مؤسسات أية أمة ، وهو جهاز له أثر كبير على تغيير السلوك الإنساني ، كان مثله مثل أي جهاز من أجهزة الدولة أو الأمة التي تعطي الولاء لأمتها ، وتسعى في ذمتها ، وتحفظ حقوقها ، وتصون ممتلكاتها ، وتدافع عنها ، فتضع يدها على الجرح النازف ليلتئم ، وتنشر مفاهيم الأمة التي ترفع شانها وتقويها أمام أعدائها ، وتتكافل مع غيرها في سبيل نهضة أمتها .
فإن قام الإعلام بإعطاء الولاء لغير أمته ، وتبنى مصالحا غير مصالحها ، ونشرا أفكارا ومفاهيما غير مفاهيمها ، وإن ضلل الأمة ، وراوغها ، وراودها عن نفسها ، كان هذا الإعلام لا شك خائن ، يحتاج إلى عقوبة من أشد العقوبات .
http://naqed.info/index.php
النقل يعبر عن وجهة نظر الناقل