أُعلِّمُهُ الجِزَارةَ كُلَّ يَوْمٍ
(هي من وحي قولِ أحدِهم: أعلِّمُهُ الرمايةَ كُلَّ يومٍ ... وهي وليدة موقف، ومن قديم كتاباتي، ومن ديواني الأول "لا تذبحوا ضوء القمر".)
أُعلِّمُهُ الجِزَارةَ كُلَّ يومٍ فلمّا احتَدَّ فاجأَني بِذَبْحِي وكم علَّمتُه رَمْياً بِرُمْحٍ فكافأَني وقاتلَني بِرُمْحِي بَنيتُ له مِن الإحسانِ صَرْحاً فقامَ إليّ هدَّمَني وصَرْحِي وكم أوليتُه مِن قَبْلُ نُصْحاً فلَمْ أَرَ غيرَ بَخَّالٍ بِنُصْحي أردتُ الصفْحَ مِنه فَلَمْ أَجِدْهُ وكم أوليتُه حِلْمي وصَفْحي ونَجْمِي كم أضاءَ له بِلَيْلٍ وكم بظلامِهِ أَوْدَى بِصُبحي وأملأُ كأسَ صُحبتِنا فُراتاً فيُفرِغُها ويملؤها بمِلْحِ فيا مَن عينُه جَحَدَتْ شُموسي ويا مَن صمَّ عن ألحانِ صَدْحي سأُلْجِمُ أحرُفي عن كُلِّ نَذْلٍ وأطرُدُ بُومةً عاشتْ بِدَوْحي فذُق يا قاتِلي مُرَّ امتناعي إذا لم تَسْتَسِغْ تَعذابَ مَنْحِي فلن أَمْلا بِجُودِي كأسَ لؤمٍ ولن يُبنَى على الأشلاءِ صَرْحِي
*******