|
يا ربّ إنّي جئْتُ بابكَ راجياً |
فاغفرْ ذُنوباً كالجبالِ رواسيا |
وارحمْ إلهي بالسماحةِ مهجتي |
فلأنتَ حسبي في الحياةِ وما ليَا |
إنّي لعفوكَ قدْ أتيتكَ طامعاً |
أرجوكَ وحدكَ يا إلهي باكيا |
عظُمتْ ذنوبي واسْتحالتْ زلّتي |
ناراً تُحَرّقُ باللّهيب ِفؤاديا |
فالنفسُ غرْقى في غياهبَ جُرْمِها |
والقلبُ أمْسى في الخطايا هاذيا |
بكَ أستجيرُ ومنْ يجرْني بالهدى |
إلّاك يا ربّي فكنْ لي هاديا |
فلقد علمتُ بأنّ عفوكَ والرّضا |
متحققانِ لمنْ يتوب وَيَأتيا |
فلطالما بتُّ الليالي مذْنباً |
يخطو الخُطى للذنبِ قلبي عاصيا |
وإذا أتاني بالنصيحةِ ناصحٌ |
أغلقتُ بابي نحوه متعاليا |
وكأنّني أعْلنتُ كفري في الورى |
ونسيتُ ربّي مُعْلناً عصْيانيا |
واهاً لطغيانِ الهوى وضلاله |
يا ليت شعري كيفَ ضاعَ شبابيا ؟ |
أفرطْتُ في طلبِ الأماني والدُّنى |
وكأنَّني فيها المخلدُ باقيا |
ووجدْتني من بعدِ ما هَرِمَ الفؤا |
دُ ألُومُ نفسي في الخطايا ناهيا |
يا نفسُ أوبي للإله وسلّمي |
لله أمركِ واسأليه تراضيا |
إنّ الذي سوّى العبادَ بعلمهِ |
خلقَ الهدايةَ للضلالِ مُداويا |
ياربُّ عبْدكَ قد غوته في الهوى |
شهواته فارحمْ فذاكَ مُراديا |
أنتَ الذي قد قالَ في قرآنه |
لا تقْنطوا من رحمتي أعباديا |
إنّي وسعتُ برحمتي من يهتدي |
ويفيءُ لي قبلَ الجزاءِ مُلبّيَا |
يارب فاغفرْ زلّتي وخطيئتي |
إنّي رجوتكَ لا تردَّ رجائيا |