أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: امرأة من زجاج / قصة لمصطفى نصر

  1. #1
    الصورة الرمزية دكتور محمد فؤاد أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 128
    المواضيع : 16
    الردود : 128
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي امرأة من زجاج / قصة لمصطفى نصر

    وهاأنا أقدم لقرائنا الأحبة هذا العمل الذي كتبه الأستاذ مصطفى نصر في الأساس كحلقات مذاعة بإذاعة الأسكندرية عن حياة بعض المشاهير على وعد منه بتزويدنا بالمجموعة الكاملة..
    د. محمد فؤاد منصور
    امرأة من زجاج

    قصة: مصطفى نصر
    ********

    أحست بارتياح عندما رأته ، لوحت له بيدها من بعيد فرحة ، وهو لوح لها وابتسم ، ظنها ستجلس في أقرب مقعد خال بجوارها؛ لكنها اقتربت ، كانت تصافح الذين يمدون أياديهم لها وتبتسم، وتتابعه بعينيها في حذر ؛ خشية أن تذهب إليه فلا تجده . أضطر الجالس بجواره أن يترك مكانه لها عندما وجدها مصرة على الجلوس بجانبه.
    - أهلا بك .
    - - طوال الطريق أدعو الله أن تكون موجودا .
    لم يقابلها سوى مرات قليلة ؛ ولم يلتقيا في أية أفلام معا، لكنها أحست بارتياح معه ، صوته فيه ثقة.عندما يحدثها تحس بالثقة وبدفء يسري في كيانه كله. امتدت أصابعها تبحث عن يده لتشد عليها:
    - إنني قلقة يا لورانس .
    لم يحس بارتعاشة يدها ، لم تقصد من امسك يده ؛ سوى أن يعطيها الثقة ، لم تريد منه الآن أكثر من هذا .
    - اطمئني يا فيفيان ، اطمئني.
    - أتظن أنهم سيمنحونى الجائزة؟
    - لقد أكدت لك هذا من قبل ، وسترين .
    وانطلق الصوت من فوق المسرح، سمعته آتيا من كل ركن :
    - جائزة الأوسكار، أفضل ممثلة لفيفيان لي ؛ عن دورها في فيلم " ذهب مع الريح " هبت فرحة ، قبلته ، قال:
    - أصبحت الآن أشهر ممثلة في العالم .
    وأكمل الصوت الآتي من فوق المسرح: لقد جسدت فيفيان لي دور اسكارليت أوهارا باقتدار ، المرأة الذكية متقلبة الأهواء ، التي تعيش على وهم أن الحب هو هدف حياتها و......
    لم تعد تسمع ما يقال:
    - جائزتي الكبرى أنني فزت بك كصديق ، إنهم لا يدركون سر نجاحي في أداء دور اسكارليت أوهارا ، لم يتطرق ناقد لهذه النقطة المهمة، وهي أنني حالمة وعاطفية مثلها وربما أكثر .
    شد على يدها الباردة دائما:
    - لارى ، إنني قلقة دائما ، صدقني أحيانا أبقى ساهرة حتى الصباح بسبب القلق والتوتر.
    - المفروض أن تثقي في نفسك بعد هذا النجاح .
    - لاري، أرجوك لا تبعد عني ، اللحظات الوحيدة التي أكون مرتاحة فيها ومطمئنة ؛ عندما تكون بجانبي.
    ***
    ألح دين – مدير أعمالها – في مقابلتها، هي مشغولة هذه الأيام ، معظم الأوقات تقضيها مع لورانس أوليفييه ، ظنت أن دين يطلبها بخصوص العمل ، دور عرضه منتج عليه لتمثله ، لكنه فاجأها باعتراضه على زواجها من لورانس:
    إنني في الوسط منذ زمن طويل، وأعرف دروبه ودهاليزه، إذا تزوجت ممثلا مشهورا سيرفعك معه ، إنما لورانس أقل منك شهرة بكثير، وأخشى أن يكون زواجه منك لاستغلال اسمك .
    صاحت فيه غاضبة :
    - لورانس ممثل موهوب ودارس، وهو الذي يرشدني إلى الطريق الصحيح .
    ***
    يعود لورانس من المسرح في الصباح ، ينام وهي تدور في الشقة قلقة تنظر إليه من وقت لآخر لعله استيقظ ، تحاول أن توقظه ، ثم تعود ثانية ، فهو لم ينم أكثر من ثلاث ساعات . بعد أن ضاقت بترددها اقتربت منه :
    - لاري حبيبي، لاري .
    يتثاءب: صباح الخير يا فيفيان ، إنني مازلت في حاجة للمزيد من النوم.
    - أرجوك استيقظ، فأنا لا أستطيع احتمالك وأنت نائم .
    - لماذا ، هل أغط في نومي ؟
    - لا، إنما أريدك مستيقظا بجواري .
    هب بحركة مسرحية ، وجلس فوق الفراش ضاحكا: أنا تحت أمرك .
    - إنهم يعرضون عليّ دور البطولة في فيلم " عربة اسمها الرغبة " .
    صاح لورانس فرحا:مسرحية تنيسي ويليامز ، حسنا .
    - واختاروا مارلون براندو لدور البطولة أمامي .
    - دور مناسب لبراندو ، على أي حال سنقرأ السيناريو معا ، ونحدد أماكن القوة في الدور .
    - ذلك ما انتظره منك .
    ***
    يأتي دين فرحا ، لقد حقق فيلم " عربة اسمها الرغبة " أرباحا خيالية.وأحضر دين معه المجلات التي كتبت عن الفيلم :
    - اقرئي ، ماذا يكتبون: أدت فيفيان لي دور بلانش باقتدار ، الحسناء الجنوبية التي تتشبث بأوهام رومانسية، دورها يذكرنا بالفتاة الجنوبية أيضا " اسكارليت أوهارا " في ذهب مع الريح "
    أعادت إليه المجلات قائلة :
    - لورانس سبب كل هذا .
    - كنت مخطئا عندما اعترضت على زواجك منه ، إنه إنسان جاد ، كل وقته لفنه وبيته ، لا يضيع وقته في الجري وراء المتع الرخيصة ز
    بعد أن انصرف دين ؛ ظلت وحدها في الشقة ، دارت في كل ركن فيها قلقة .
    هي لديها ما يشغلها ، لكن القلق والتوتر يطاردانها ، لورانس مشغول عنها بمسرحيته التي اقترب موعد عرضها ، ليتها ذهبت معه إلى المسرح.
    عندما جاء وجدها باكية ، صاحت :
    - هل أنا حقا أجيد التمثيل، أم أن جمالي يداري عيوبي ؟
    - ماذا يهم رأيي أمام رأي الملايين في كل أنحاء العالم ؟!
    - المهم رأيك ، فأنت تصدقني القول .
    - دعيك من هذه الأوهام ، فأنت أجمل وأفضل ممثلة في العالم .
    أبلغها في المساء أن الفرقة ستسافر إلى لندن للعرض هناك ، صاحت فزعة :
    - ستتركني وتسافر ؟!
    ربت على كتفها قائلا:
    - سأتصل بك وسأتحدث معك كل ليلية .
    بعد أن سافر أغلقت باب الشقة وتعاملت مع الناس من خلال التليفون، ظل دين يلاحقها ويطلب مقابلتها وهي ترفض ، قال : " المخرج والممثلون ينتظرونها في الأستوديو ولابد من حضورها "
    أرتدت ملابسها وذهبت إليهم ، قال دين :
    - ماذا فعلت في الدور المعروض عليك ؟
    صاحب بعصبية :
    - لم أنته من دراسته.
    - الورق معك منذ أيام، والشركة المنتجة تستعجلني.
    - لابد أن استشير لورانس .
    - وأين هو لورانس ؟
    صاحت في ضيق حتى كادت تبكي: إنه لم يتصل ، وكلما اتصلت به ؛ لا أجده .
    وعندما أراد دين أن يجيبها ، دفعته عنها في عنف وارتمت على الأرض ، واضطروا لنقلها إلى المستشفى .
    ترك لورانس عمله في لندن وجاء إليها :
    - فيفيان حبيبتي ، ماذا حدث لك ؟
    - ما أريده أن أظل بجوارك ، ابحث لي عن دور على المسرح لأكون بجوارك.
    وذهت معه إلى لندن ، قامت بدور كليوباترا ، بينما أدى هو دور قيصر . صفق لورانس لها:
    - أحسنت يا فيفيان، كنت عظيمة .
    - أنت الأجود، بجوارك تظهر قدراتي المحدودة .
    - أنت ممثلة عظيمة ، لا تنسى أنك بطلة أهم الأفلام في تاريخ السينما .
    - لا تخدعني ، أنت الذي سيطرت على عقول وقلوب المشاهدين .
    - دعيك من أوهامك واهتمي بدورك .
    - لا . لم أكمل المسرحية، أريد العودة إلى أمريكا ثانية .
    - لكن العمل مازال مستمرا ؟
    أمسكت ذراعه في توسل وبكت :
    - أرجوك ، إنني اختنق هنا، أريد العودة إلى شقتنا لأحس بالأمان .
    - سأفعل ، سأفعل .
    بعد أن عادت إلى أمريكا ازدادت حالتها سوءً ، حتى اضطر الطبيب أن يحقنها لتنام، وقال للورانس:
    - هي مصابة بانفصام الشخصية .
    - تزوجتها منذ عشر سنوات ، ولم أحس بهذا.
    - أشياء جدت في حياتها ؛ أظهرت المرض الذي كان كامنا في الأعماق .
    خرج لورانس مع الطبيب وتركا دين معها ليرعاها حتى يعود لورانس.
    عندما أفاقت صاحت في دين :
    - أرجوك ،ابحث لي عن دور في السينما ،لابد أن أجد دورا في مستوى " جسر واترلو ".
    - أنت ممثلة عظيمة ومازال المنتجون يسألون عنك .
    - لكن لورانس هو الأفضل، لقد منحوه في لندن لقب سير، ثم لقب لورد ، هو أفضل من اعتلى خشبة المسرح وأدى أدوار شكسبير .
    - هو زوجك يا فيفيان .
    - تلك هي المشكلة، تزوجته وأنا أشهر منه ، والآن قد يبحث عن ممثلة أخرى أكثر شهرة مني ، ترى من سيختار ؟
    أمسك دين يدها :
    - أرجوك يا فيفيان ، أرجوك .
    ***
    توقفت سيارة لورانس ، خرج الطبيب منها قائلا:
    - أنت مشكلتها يا سيد لورانس، وقد شرحت لك كل شيء.
    - لكنني أحبها وأريد أن أساعدها .
    - علاجها أن تتركها ، تبتعد عنها ، نجاحك المستمر يعذبها ، يبعدها عن إحساسها كزوجة تستحقك .
    - أخاف أن يسبب الطلاق مشاكل أكبر لها .
    - كل شيء في أوله صعب ، لكنها ستعتاد حياتها بدونك وسترتاح .
    - سأفعل .

  2. #2
    الصورة الرمزية مازن سلام شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    الدولة : فرنسا
    العمر : 62
    المشاركات : 645
    المواضيع : 16
    الردود : 645
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    د. محمد فؤاد منصور المحترم
    امرأة من زجاج, للروائي مصطفى نصر
    صورة مصغـّرة عن تلك المعارك الداخلية في النفس عندما تكون الثقة بالذات مهزوزة أو معدومة.
    كل التحية
    مازن سلام

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    بناء سردي مميز وأداء جميل بأسلوب سلس جذاب وتألق في إظهار الفكرة
    التي وفق في إيصالها إلى المتلقي لشخصية مهزوزة الثقة وما يسبب لها هذا
    من مشاكل نفسية.
    شكرا لك لما أحضرت من نموذج جميل للكاتب/ مصطفى نصر
    بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. زجاج
    بواسطة سعاد محمود الامين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 27-09-2017, 08:46 PM
  2. زعيم من زجاج تحمله القهوة
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28-05-2014, 01:25 AM
  3. قلبٌ من زجاج .. لحامد أبوطلعة
    بواسطة حامد أبوطلعة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 06-03-2012, 09:51 PM
  4. صدرُ التراب زجاجٌ
    بواسطة وفاء عبدالرزاق في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 18-10-2008, 10:25 AM
  5. الله... نور... (تصميم لمصطفى الجزار)
    بواسطة مصطفى الجزار في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-03-2007, 07:29 AM