|
أرحيلُ ؟ إني في هواكِ أعذّبُ |
والقلبُ صبٌّ في البعادِ ومتعبُ |
ولواعجي بين الحنايا كالرّدى |
إنْ راحَ يسري في الكيانِ وينشبُ |
والنارُ تلْفحُ مهجتي وكأنها |
بركانُ نارٍ من جهنّم يغضبُ |
فأنا الأسيرُ لدى غرامك والهوى |
والعشق سرُّ مواجعٍ لا تنضبُ |
وأنا المتيمُ قد ملكتِ حشاشتي |
ونقشتِ حبكِ في الجوانحِ يلهبُ |
لم يبقَ بي إلاّ فؤادُ مودِّعٍ |
هرمتْ رُباه كالثغامةِ أشيبُ |
عاثَ المشيبُ بفوْده وفؤاده |
وتملّكته علّةٌ لا تذهبُ |
وكأنني وحدي بقلبي في الهوى |
أشكو الصبابةَ والهيامَ مُعذَّبُ |
وجراحُ حبّي من جديدٍ قد غدتْ |
من بعد ما أزمعتِ صرْمي تنجبُ |
فتزيدُ يوماً بعد يومٍ قسوةً |
بلهيبها والقلبُ باكٍ يندبُ |
وجعلتُ أسألُ في الهوى عشّاقه |
يا أهلَ بيتِ العشقِ إنّي أرْغبُ |
أحقيقةٌ في البعدِ يزدادُ الجوى |
وتجيشُ أشواقُ المحبِ وتطربُ ؟ |
أم يا ترى في الهجرِ يقتلُ حبنا |
ويموتُ في كهفِ السّهادِ ويعطبُ ؟ |
إنّي وربي حائرٌ لكنّني |
لا أبتغي منكم جواباً يرهبُ |
إني عليمٌ بالغرامِ وأهلهِ |
وسنينُ عمري في الهوى لا تحسبُ |
هذا قضائي قد رضيتُ بحكمه |
وقضاءُ ربي أينَ منه المهربُ ؟ |
أحبيبتي يا من سعدْتِ بفرقتي |
وجعلتِ قلبي في وصالكِ ينْصَبُ |
ماذا جرى حتى تزيدي علّتي |
أوَبعدَ حبّي من هوى يُترقّب ُ؟ |
إن كان حبٌ قد أتاكِ فلا أرى |
غيرَ الرحيلِ بعزةٍ لا تغلبُ |
لا ترْحلي فلسوفَ أرحلُ والذي |
رفعَ السّماءَ بلا عمادٍ تُنْصبُ |
وإذا أتيتِ لتطلبي مني الصّفا |
لأريقُ دمعكِ في الثرى وأخضّبُ |
منه الخدودَ وزهرَها كي تشربي |
من راحتي ما كنتُ يوماٌ أشربُ |
فلقد كرهتُ توسُّلي وتقرُّبي |
كالرِّقِ يسألكِ النَّوالَ ويطلبُ |
شُلَّتْ يدٌ إنْ أرْسلتْ لي تبتغي |
منكِ النوالَ فقطعها لي أطيبُ |
مع خالص التقدير |
والإحترام |