أبجديةُ السراب !
ليلٌ دخيلٌ تحمله وعولُ الدناءة
يعتلي عرشَ الخيانة
يحتسي دماءَ الفقراء
وما تبقى من كأسه يسكبُه على أثوابِ الكرامة
على هاماتِ الشرفاء....
سوادٌ بهيمٌ يتمرغُ تحت أقدامِ هدب ليلٍ ثم ليلٍ ثم ليالٍ
راضيًا لا يبالي !!
هذا الجبين الذي اهتديتُ بنوره يومًا
عانقتُ فيه فجرًا
وغازلتُ فيه قمرًا
وقبلتُ فيه مطرًا
هذا الجبين استحال دجىً ركع عند أعتابِ المذلة
راجيًا طامعًا في سرِ الرياء..
حسبتُ مثلي الأعلى لن ينحنيَ يومًا
خاب ظني في سياجاتكِ المنيعةِ إلا مني؟؟
أم طفحَ الغباءُ مني فأغرق مدنَ الحفاصةِ فيّ؟؟
أم هو دوركَ البارع
أديتهُ بإتقانِ النبلاءِ متلفعًا بغلالاتِ الأنقياء؟؟
علمنا يا أستاذ !!...
علمنا أبجديةَ السراب
علمنا كيف نرفعُ راياتِ الصدق فوق أعناق الرمال
وكيف نخطُ بالوحل فوقَ وجوهِ الرجال
ألفَ قناعٍ من البراءة
ألفَ قناعٍ من النقاء.