أفقت من نومي وأحسستُ أن حرارة الغرفة وصلت إلى حد لا يطاق،
قفزتُ من السرير وركضت مسرعاً الى الباب.....
فتحتُ الباب أبحث عن نقطة هواءٍ او منفذ للهروب ولكن صدمت بألسنةِ النار وهي تمدّ الاذرع وكأنها تريد خطفي،
أغلقت الباب بعنف... ثم ركضت الى النافذة ؟
واذا بي ارى النيران تحاصر البيت..... وعلمت ان غرفتي هي الوحيدة التي لم تطلها تلك النيران،
لكن الموت قادم لا محال وقريبا جداً سأصبح رماداً،
لم يبقى في يدي إلا ان اصرخ كالمجانين.. وصرت أركض من زاوية لزاوية لا اعرف كيف أتصرف،
وفجأةً سمعت صوت دويّ هزّ البيت كلّهُ وجراء هذا الدوي تحطم كل الزجاج الذي في بيتي..
علمت أن أنبوبة الغاز انفجرت في المطبخ جراء الحريق،
ما العمل أنا الآن في مواجهة مع الموت وجهاً لوجه،
واخيراً؟
سمعت صوت سيارات الاطفاء...،
فرحت كثيراً وحمدت الله أنهم وصلوا في اللحظة الاخيرة،
خمسة دقائق من الانتظار ... واذا باب غرفتي يتحطم،
دخل أحدهم علي مرتدياً زي رجل الاطفاء حاملاً في يده فأساً كبير وحبلاً طويلاً وقناعاً للتنفس ،
وعلى الفور ومن دون مقدمات وضع القناع على وجهي ثم حملني على كتفه وركض الى خارج الغرفة ،
طبعاً من المفروض أن يركض بي الى خارج المنزل... لكني تفاجاة انه يركض بي إلى سطح المنزل؟
ظننت انه توهم في طريقه،
ضربتهُ على ظهرهِ وصرت اقول له الباب الخارجي ليس من هنا انه خلفك؟
لكنه لم يبالي لكلامي وواصل طريقه،
آثرتُ الصمت... فما يهمني هو أن اخرج من هذه الكارثة وأن ينقذني هذا الرجل الضخم بفضل الله طبعاً ثم بفضله.
وكانت الصدمة الكبرى في سطح المنزل؟
حيث اكتشفت أنْ ليسَ هناك حريقٌ في البيت أصلاً ،
صفعت وجهي.. فلربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني اتخيل أنْ ليسَ هناك حريق ،
ركضت الى كل زوايا السطح أتفحص البيت من الأعلى،
سأجنُّ... والله سأجن... ليس هناك اي حريقٌ فعلاً ..
البيت وكل ما حول البيت هادئ جداً؟
نظرت في وجهِ رجل الاطفاء قليلاً ثم اقتربت منه وسألته؟
عفواً: ممكن أن توضح لي ماذا يحدث؟
ضحك رجل الاطفاء ثم رفع القناع من على وجهه وقال..
: يا رجل الا تعلم ماذا يحدث،
أجبته: بالطبع لا،
رجل الاطفاء: ان الذي رأيته منذ قليل كانت لحظات السكرات،
اجبته: اي سكرات.. ثم من أنت؟
رجل الاطفاء وهو يضحك: انا ملك الموت وقد جئتُ لاقبض روحك.
النهاية.................
تحياتي
اكرم الشرفاني