حكومة نوري المالكي بعملية ( بشائر السلام ) تتكتم على المقابر الجماعية المكتشفة في مزارع محافظة ميسان

مدينة العمارة تعتبر كبرى مدن محافظة ميسان جنوب العراق وهي عاصمة المحافظة في نفس الوقت , وفيها بدأت حكومة نوري (المالكي) بتدشين حملتها الأمنية والعسكرية باعتبارها معقل للمسلحين والخارجين على القانون المنتمين لجيش المهدي الذراع العسكري للتيار الصدري وبالنتيجة أن كل المطلوبين لحكومتهم المنصبة من قبل الإحتلال قد هربوا بعد عمليات بغداد والبصرة الأخيرة إلى مدينة ميسان , وهي المعقل الرئيسي المهم بالنسبة للمحافظات الجنوبية العراقية للتيار الصدري , وتعتبر هذه المحافظة منفذ استراتيجي مهم يتخذه مهربين الأسلحة القادمة من إيران , ويستخدمه كذلك تجار ومهربي المخدرات ومهربي المواد الغذائية الفاسدة والمنتهية الصلاحية إضافة إلى بقية العصابات ومافيا الجريمة المنظمة , وتتخذ الحدود الطويلة مع إيران ووجود الأهوار الواسعة المتشابكة مع الحدود الإيرانية البيئة المثالية لهذه العصابات الإجرامية لتنفيذ أعمالها ويعتبر هور الحويزة الأكبر والأوسع بين أهوار العراق ويمتد بين محافظتي البصرة و ميسان على مساحة وقدرها 2863 كم , وقد أطلق (المالكي ) على هذه العملية ( بشائر السلام ) باعتباره القائد العام للقوات المسلحة , حيث أن معظم منتسبيها من ميليشيات الأحزاب النافذة بحكومة المنطقة الخضراء . وعلى حد قول أحد شعراء وأدباء المدينة في رسالته لنا وتعليقه على هذه التسميات (( لا نعرف كيف تكون هذه البشائر وهذا السلام وهي تأتي من فوهات المدافع والدبابات , وهي كمثل ديمقراطيتهم المزعومة التي أتت على نفس الصيغة والطريقة الأمريكية في نشر الديمقراطية في العراق بواسطة أطنان قنابل النابالم الحارقة وغيرها من الأسلحة الفتاكة للإنسان والأرض والحجر )) . حسب ما وصلنا مؤخرآ من معلومات و أخبار يتداولها عامة الناس في المحافظة بصورة من التهكم والاستهزاء ويضيف أحد الأدباء لنا حول هروب المجاميع الخاصة بعد أن تم أعطاء فرصة ثلاث أيام قبل دخول الأجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية بقوله (( أن معظم رؤساء العصابات والجريمة المنظمة ورؤساء المليشيات ومجاميعهم الخاصة التي كانت قبل أيام من ( بشائرهم وسلامهم ) المزعوم وطوال السنين الماضية من عمر الاحتلال البغيض وحكم أقزامه تمرح وتسرح بدون حسيب ولا رقيب ولا مسائلة قانونية بسيطة , وهي تفتك بالمواطنين الأبرياء وتخطفهم على الشبهة لغرض مبادلتهم بفدية وبمبالغ مالية طائلة )) ويضيف أحد الضباط من جهاز شرطة المحافظة وهو أخ لأحد المثقفين (( هؤلاء القتلة والمجرمين الحقيقيين أصبحوا خارج العراق الآن وبضيافة الحرس الثوري الإيراني بعد تامين ترحيلهم بواسطة ذراعه الغادر في العراق فيلق القدس , ومن تم اعتقالهم لغاية اليوم هم من المجرمين العاديين , وليس كما صورته كاميرات دعاية غولبز المالكي )) ... وبدورها لم تتطرق وسائل إعلام غولبز المالكي والفضائيات التابعة لمحفل قائمة إتلاف الشر الموحد على المخازن التي عثر عليها بين البيوت القريبة من منطقة الماجدية أثناء تفتيشها وهي مكدسة بأطنان من الأدوية الإيرانية الفاسدة المنتهية الصلاحية منذ سنوات , ولا على المواد الغذائية التالفة التي لا تصلح للإستهلاك البشري ناهيك عن الإستهلاك الحيواني المعدة للتوزيع والتسويق , ولا على صناديق المخدرات والحشيشة وحبوب الهلوسة المعدة بعضها للتصدير وبعضها للإستهلاك المحلي الداخلي ... هناك تخوف إيراني حقيقي من هذه العملية العسكرية بسبب أن قوات الاحتلال الأمريكية تدعم هذه العمليات وتوفر لها الغطاء الجوي الضروري والحيوي , وهي تعتبر أن ميليشياتها وعصاباتها العاملة في العراق وبأشراف مباشر من فيلق القدس مستهدفة بالدرجة الأساس لذلك طلبت من زعيم فيلق بدر الإرهابي هادي العامري النائب في حكومة المالكي بإرسال الأفواج الخاصة التابعة لفيلق بدر لغرض تطويق هذه المزارع القريبة من ضواحي قضاء الميمونة , وعدم السماح لمختلف وسائل الإعلام بالإقتراب منها واعتبارها مناطق أمنية محظورة على وسائل الإعلام , وحتى على الأجهزة الأمنية والعسكرية لحكومة (المالكي) (الديمقراطية) والتي عثر عليها قبل أيام , وهي تحتوي على غرف تعذيب ومعتقلات سرية إضافة إلى اكتشاف مقابر جماعية متناثرة حول وبين مزارع قصب السكر وبالقرب من قضاء المجر الكبير ( 15 كم جنوب مدينة العمارة ) والذي يضم مساحات شاسعة من مزارع قصب السكر وهذه المقابر الجماعية لضحايا مدنيين عراقيين من النساء والرجال كانت عيونهم معصوبة وأيديهم مربوطة ومكبلة للخلف وعليها أثار اطلاقات أعيرة نارية في الرأس , وأن من بين الضحايا أطفال لم يتجاوز البعض منهم عمر عشرة سنوات , وقد اختلطت عظامهم ولحومهم مع بعضها حتى أن بعض المقابر الجماعية احتوت على أرجل و أيدي مقطعة مرمية فوق جثث العراقيين المشوهة بصورة بشعة للغاية , وعليها أثار تعذيب وحشية وهناك بعض الجثث وجدت مدفونة بالقرب من سطح الأرض بصورة عاجلة وقد تم فصل الرأس عن الجسد حيث لم تمضي على إعدامهم سوى أسابيع قليلة ويمكن التعرف على أصحابها بسهولة من قبل خبراء الطب الشرعي , ووجد كذلك أن معظم هويات الأحوال المدنية العامة صادرة بتواريخ سنة 2006 ـ2007 ـ 2008 وجوازات سفر حديثة لم يمضي على صدورها سوى بضعة اشهر , بعض ألهويات الشخصية للضحايا صادرة من دوائر الأحوال المدنية العامة في المنصور والكرادة والاعظمية وبعض جوازت السفر صادرة من محافظة بغداد وديالى , وحسب ما تم نقله وتسريبه لنا بأن هناك معتقلين تم العثور عليهم وهم على قيد الحياة حيث تم إخلائهم من قبل أفواج منظمة بدر الخاصة والتي تم استقدامها على وجه السرعة من محافظة النجف الأشرف إلى أماكن مجهولة ولم يعرف مصيرهم لغاية الآن أين تم إخلائهم أو الجهة التي تسلمتهم , وقام كذلك بعض قيادات أفواج بدر بتجميع الضباط والجنود الذين اكتشفوا هذه المقابر وتصويرهم بكاميرات كانوا يحملونها مع اخذ معلومات عن أماكن سكنهم وأرقام هواتفهم وتم تهديدهم بتصفيتهم والقضاء عليهم جميعآ في حالة البوح بما شاهدوا , وان بعض من زمرة منظمة بدر قالوا لهم (( هؤلاء جميعهم من البعثيين وإزلام النظام السابق وهذا هو مصيرهم المحتوم )) , وحسب ما أخبرت به أن بعض من زمرة منظمة بدر تحدث بالهاتف باللغة الإيرانية وسيطرة عليهم حالة من الهسترية العصبية ... أن هذه المقابر الجماعية التي تعود لضحايا عراقيين أبرياء تم اختطافهم من دورهم أو أثناء ذهابهم لإعمالهم اليومية أو حتى على الطرق الخارجية أثناء سفرهم أو مراجعتهم لدوائر ومؤسسات الدولة الرسمية من قبل العصابات والمليشيات الحكومية المرتبطة بفيلق القدس الإيراني ومعظمهم يتنقلون بالزى الرسمي للجيش والشرطة ويستخدمون العجلات العسكرية لوزارة الدفاع والسيارات الرسمية لوزارة الداخلية لتنفيذ مهماتهم الإجرامية بالقتل والاختطاف بعد قرارهم سيء الصيت والسمعة التي اتخذته حكومات الاحتلال الأربعة المتعاقبة على حكم العراق بدمج ميليشيات الأحزاب الحاكمة بوزارتي الداخلية والدفاع ليكون عملها تحت غطاء القانون الحكومي الرسمي . أن هذه المجازر التي ترتكبها هذه الحكومة الصنيعة يجب أن لا تمر مرور الكرام دون فضحهم على جميع المستويات وكأن شيء لم يحصل , فعلينا كعراقيين وطنيين اليوم قبل الغد وان اختلفنا مع بعضنا في جزئية معينة بفضح مثل تلك الأفعال الإرهابية المدانة بشدة للرأي العام العراقي والعالمي والتنبه بخطورة مثل تلك الجرائم والمجازر التي ترتكبها مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة لحكومة نوري (المالكي) بحق الشعب العراقي من مختلف طوائفه وقومياته وأديانه تحت ستار قانونهم الإجرامي الإحتلالي , لا تفرق بين مواطن عراقي وأخر إلا بدرجة خضوعه وخنوعه لهم وهذا هو المطلوب من قبلهم , فأي معترض على سياساتهم بالدمار والخراب والنهب المنظم للأموال العراقية المنهوبة من قبل هؤلاء سوف يوصم بالإرهاب !!! حتى ولو أعترض على عدم توفير كسرة الخبز لعائلته أو مفردات البطاقة التموينية المفقودة معظم مكوناتها أو توفير الكهرباء الذي أصبح من الكماليات التي لا يحتاجها المواطن العراق فالتهمة جاهزة ومعدة سلفا أنه ضد العملية السياسية ( الديمقراطية ) !!! ...

سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني

sabahalbaghdadi@maktoob.com