للقدس ِ حق ٌوحقُّ القدس ِقد ْ وجبا
.......................................... .جدَّّّ الفداء ُ فجب َّ الشكَّ و الرِّيَبا
هـذا بلاغ ٌ فلا لومٌ ولا عتب ُ
.......................................... .إن َّ الظنونَ لعمري تستوي لَعِبا
فيم َ الترقّب ُ و الأنباء ُ مشرعةٌ
...........................................غصّ الفؤادُ بها إذ أحدثتْ صخبا
عصفاً تدور ُو ليس السمع ُ يبلغها
........................................... حداً كريح ، ٍ فلا مهلا ً ولا خببا
درس ُ الكرامة ِ صاغ اليوم َملحمةً
................................... ..في القدس ِشعبٌ يذيقُ الويلَ مغتصبا
يومُ الشهادة ِ يوم ٌ إن ْ فطنتَ لهُ
...........................................آي ٍمن السحر ِ أعيا القولَ و الخطبا
يومٌ تجلّى على الأيامِ قاطبة ً
..................................... أغلى المهورَ و أعلى المجد َ و الحسبا
يكفيهِ فخراً بأنَّ الله َ يذكرهُ
...........................................بين َ الملائك ِأكرمْ ، ذكرهُ نسبا
مرحى لسعدكَ إنَّ النصرَ غرته
...........................................أضح الخلاصُ جلياً فيكَ واقتربا
*******
للقدس ِ ديْن ٌ و ربُّ العرش ِ وثَّقّه
...........................................إنّ الديونَ توفّى ما انتهت ْ طلبا
عهدُ العهود وان ْ طالَ الزمان بهِ
.......................................... .ما زال غضاً طري َّ الوشم ِمرتقبا
من عهد ِ أحمدَ و التاريخ ُ يذكرنـا
........................................... نرعى العهودَ وفاءا ً بالغاً أدبا
أهلَ السماحةِ في حربٍ وفي سَلَمٍ
.........................................نعلي الكرامةَ لا ُنغلي لها أربا
وصىّ بها عمرٌ أفديه ِ من خُلُق
...........................................وال ونُ نام َعلى آثارها طربا
سورُ البراقِ وما ذاك البراقُ سوى
...........................................خَل ق ٍ و سخِّر َللمصدوق إذ ركبا
ما يستقيمُ دليل ٌوالحجى ، كذبٌ
........................................... إنَّ اليهود َ قد اختصت به كذبا
هلْ يحفرون َ سوى قبرٍ لهم ْ وغداً
...........................................كمْ تنطق ُ ا لأحجارُ هاكَهُ اختبا
إني أراها كما نطقت ْبكف ّ فتى ً
...........................................قد أعجز َالوصف َيومَ اختارها سببا
*********
المسجدُ الأقصى الأرواح ُ فديتهُ
......................................... دمُ الشهيدِ على أبوابه ِ كتبا
إذ ما تنادت بها الأبطال ُ واستبقتْ
......................................صوبَ المعالي َ فازدانَ المدى شهبا
من كل حدب ٍ أتتْ زحفا ً لتنصَره
...........................................أما ً حسبت َ لهم من لهفة ٍ و أبا
نامتْ عيون ُ ولكن ْ لم ينم ْ بطلٌ
...........................................كلا و لا مَّست ِ الإغفاءة ُ الهدبا
يا خيرَ صحب ٍ من الأخيارِ ِ قائمة ً
........................................على الوفاءِ و كان َ المجد ُ منقلبا
هذى الرجال ُ وما انفكت ْ تعلمنا
...........................................كيف البطولة ُ تغدو قصةً عجبا
جيلٌ تربىّ على الأيمان ِ جذوتُه
..........................................إن طال ُمكث ٌ فقد زادت به لهبا
لبيكَ جاءوا فكانوا ألف َ معتصم ٍ
...........................................تتل الشهيدَ ألوف ٌ إن ُيكنَ ذهبا
هبوا غضاباً فما في الكونِ متسعٌ
........................................ يحمي اللئام َ وما اسطاعتْ بهِ هربا
*******
صبوا الدماء َ فهم أسرى لها كرماً
...........................................قـد أمطروها فأمضت يومها سحبا
ُعريَ الصدور سوى الأيمان ِما حملت ْ
..........................................تلقى المنايا ليوثا ً أمطرت غضبا
كيفَ الرضيعُ يجافي حضن َ مرضعة ٍ
......................................... حبّ َ الشهادة ِ لا خوفاً و لا هربا
هذى الملائكُ قد جاءت مسوَّمة
.........................................بسّا ةَ الثغرِ بالبشرى تفوح ُ صبا
تلقى الشهيدَ ب ريحان ٍ تعـــانقه ُ
........................................ .بشراكَ سعداً ورضوانا إليكَ حبا
عرسُ الشهادة إذ ْ ُبلِّغته ُ عجبٌ
........................................ألفٌ تواكب ُ والآلافُ ما احتسبا
ألف ٌ تكِّبرُ في الميدان ِ تحملهُ
.......................................وألفُ ألفٍ ُ تظلُّ الموكب َ العجبا
الله أكبر ُ ما ذاع َ الآذان ُ بها
........................................ما هزَّ قلباً وشدَّ النفسَ واجتذبا
صبرا (فلسطين ُ ) إنّ الله َ ناصرُك
...........................................صلا ُ دينٍِ فلسطيني ِّ قد ْ غضبا
*********
لله قام َ وانْ أمسى بها فرداً
...........................................فال كرُ جاءَ بجبّارٍ و ما كذبا
حَّنت له ُ الجنات ُ وازدانت فما
....................................عرسُ الشهيدِ سوى الرؤيا و ما طلبا
يا أرض َحشرٍ و ما انفكتْ مطهرةً
.....................................عمَّ البلاءُ و أضحى عيشُها نصَبا
ساموكِ خسفاً وضاق الرزق من سطو ٍ
.....................................هذى يهودُ و حقدُ الأمس ِ ما نضبا
لو يدَّعونَ بروح ِ العصرِ قد كذبوا
.........................................هم يبطنونَ خطاباً فاسداً خربا
أهلُ الدسائس ِوالأحقادِ من قدم ٍ
.................................. ..ضـلَّ الوسيطُ ، وان غشوا بها عربا
ظنوا العدالةَ ماتت وانقضت يدها
.....................................كظنِّ إبليسَ عفواً إذ ْ رأى الحطبا
نسجُ العناكب أوهى إنْ خبرت وانْ
....................................طالَ الزمانُ وأمضى من لدنْ حقبا
هوى القناع ُ وقد كانَ القناع هوىً
....................................أبدى السلام َ ستارا ً و انتهى كذبا
******
أينَ الضمائرُ و اللاهين في دعةٍِ ؟
..................................يستفتحون َ على الجاني بما غصبا
ناديتَ ميتاً و ما أسمعت َ من بشر ٍ
.................................. ...ذئبا ندبت ووحـشا كانَ ما ُ ندبا
يا هيئة الظلم ما عدنا لكم ْ لعبا ً
..................................ولن يعيدَ سوى الميدان ِ ما ُسلبا
لا طابَ عيشٌ و بيتُ الله مغتصبٌ
................................. ...يشكو الإسارَ و كيدا ً زادهُ نصبا
(شارونُ ) قردٌ و مسخا كان سيدهُ
.................................." صبرا" تظل ُّ و" شاتيلا" له ُ سببا
قدسَ الكرامة لا نامتْ لهم طرفٌ
......................................هَزلٌ أضلَّ ، وجبنٌ خاب َواحتجبا
يا مكرَ ربيَ خلِّصْ قدسَنا وطناً
.................................. طاشت سهامُ و مكرُ الخاسرين خبا
والوعدُ آتٍ و ليس َ الله مخلفهُ
.............................. .....إن َّ القين َ سلاحٌ و الحديدُ نبا
يا درةَ الدين ِ أنتِ القبلة ُ العلم ُ
.................................. باركْ حماها و سلِّم ْ أهلها العربا
*******
هيئ لها فرجا ً يأتي على عجلٍ
.............................. .واجمع ْ قلوباً على حشد ٍ قد انتدبا
يا مسجد َ الأمل ِ و اللهُ حارسه
.................................. .للبيت ربٌ و أجناد ٌ له انتـدبا
لله نشكو و ان َّ اللهَ ناصرُنا
...................................فازَ الشهيدُ و مظلومٌ قد احتسبا