{فوضى الذكرياتْ}
لو كانَ بالإمكانِ في حالٍ منَ الأحوالِ
تَغيِرَ الأُمُورِ لَغُيِّرَتْ
وَدَفَنتَ صماً بينَ آهاتِ التُّرابْ
ورحلتَ عن وجهِ الصبايا عابثاً
وخلطَّ ألوانَ الغيومِ بدمعةٍ وجلستَ
في ظلِ السَّرابْ
تبقى وإن مرَّت عليكَ فراشةٌ
فنفختَ أنتَ بلوعةٍ وكئابةٍ
وبقيتَ في صحفِ الغيومِ تـأمُّلاً
أو رسمةً في مرسمٍ يهوى كتابتهُ الخطابْ
لو كانَ بالإمكانِ نسيانٌ لذاكرةِ الشتا
أو طفلةٍ حَمَلَت بِكِلتَا مقلتيها دمعةً
وتجمَّعتْ بينَ الزهورِ وريقةً
فأتتْ لتدوي وحدةً
وتُجَمِّعُ الأوراقَ والأوهامَ في
وهجِ الجَّوابْ
مِن أينَ تبدأَ أو تغنِّي غربةً ولكَ الدموعُ كغيمةٍ
وأزقَّةِ المدنِ التي لا روحَ فيها
فاختفتْ فيها مواويلُ القدامى
والمقاهي أصبحت بيتُ الكليلِ منَ الهوى
فأتى عليها موجُ موسيقا الخرابْ
هذي الحضارةُ صاحبي لو شئتَ عش
فتكونُ في سيرٍ على ريح الحضارةَِ
واتركِ التاريخَ يمحي نفسهُ
آمنتُ أنهُ ذكرياتٌ من قدامى ترَّخوا
أحلامهم لكنهم صدِّقْ مضوا
قالوا بأنا سوفَ نأتي نحنُ أحفادُ القدامى
ثمَّ نصنعُ من حضارتنا ثيابْ
خذها بمفهومِ الحضارةِ مرَّةً
سترى بأنَّكَ مذ حملتَ تخلُّفاً
سترى بأنكَ مثلَ أيامٍ بلا حلمٍ مضتْ
كفراشةٍ تأبى الزهورُ وتمتطي سحبَ
الرياحِ وموجةِ البحرِ الغريبْ
لو كانَ بالإمكانِ في حالٍ منَ الأحوالِ
تغيرُ الأمورِ لغيِّرتْ
وتركتَ فوضى الذكرياتِ تمرُّ
مثلَ طفولةً مرَّتْ بنسيانٍ
يمرُّ على صدىً في نافذاتِ
العمرِ مرَّتْ في ازدحامِ الذكرياتِ
تخلِّدُ الأحلامَ في وجهِ الضبابْ