أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: القومية في شعر رفعت المرصفى

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    المشاركات : 721
    المواضيع : 122
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي القومية في شعر رفعت المرصفى

    الشاعر بفطرته مُرهف الحس .. جيّاش العاطفة ، يتميز مرصده بحاسة سادسة ترى ما لا يراه الآخرون ، وقلبه الأخضر لا يجف أبداً ، له ذبذبات عالية الإحساس .. دافقة الشعور ، والشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى يُسطر بقلبه قبل قلمه الكثير والكثير من قصائد الشجن حول هموم أمته العربية والإسلامية ..ففى قضية المسجد الأقصى السليب مسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، وأولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، ودعماً لانتفاضة الشعب الفلسطينى الباسل والتى يجاهد فيها بالصدر والحجر ضد ترسانة الأسلحة الإسرائيلية الغادرة الماكرة يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان ( قصائد حجرية ) :
    يا أطفال الحُلم الآتى / يا أحفاد صلاح الدين
    يا طرح معارك حطين
    يا عنوان الدرس الأول / فى الزمن المُعتَل الآخر
    الدرسُ .. ومفردهُ حجرُُ / والجمع يُصاغ حجارة
    " صبرا صبرا .. آل ياسر"
    فالجنة وعد وبشارة / فالجنة وعد وبشارة
    وفى مذبحة " قانا " بالجنوب اللبنانى التى اقترفها الكيان الصهيونى الغاشم والتى راح ضحيتها عشرات الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ يقول الشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان " دماء على جدران التاريخ " والتى يحاول فيها الربط بين أحداث الماضى للاستفادة منها فى الحاضر فى منظومة شعرية رائعة حيث يقول :
    من مجرى الجُرح " القانى "
    ها آنذا ............
    أنسلُّ حزينا بعروقِ قديم الأزمنةِ
    أسافرُ
    ممتطيا صهوة ذاكرتى
    وحروف التاريخ دليلى
    فيحطُّ جوادى بقبور الأندلس الأولى
    يجذبنى بعضُُُ منى
    أشتم روائح مجدٍ/ كان .... / ومات
    تنبش ذاكرتى عن بعض رُفات
    يهتز اللحدُ الماثل قُدّامى
    تخرج قرطبة الأم أمامى
    وتصيح عتاباً .......
    "ما لك والأموات – مالك والأموات"
    وتعود لحضن الكفن الدامى
    وتتمتم .. آه يا لبنان آه ...آه ...آه
    النزف شديد من دمنا والكل يراه
    الدرس يعاود ثانية .. وا إسلاماه
    وفى الحرب الأهلية اللبنانية التى اندلعت فى التسعينيات من القرن الماضى انفعل شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى مع الشعب اللبنانى الشقيق ومع وحدته الوطنية فجادت قريحته الشعرية بقصيدة بعنوان : " لبنان يا جرح العروبة " والتى يقول فيها :
    لبنانُ .. يا طعنةً فى القلب ترتجفُ
    يا قطعةً من تــــراب العُرب تُختـــــــطفُ
    جبالك النُضر بالبــــارود مثقلـةً
    فأين راح الشـــــــذى والحســــــنُ والترفُ
    أخبار نحرك بالأفــــاق ذائــــــعةً
    ضاقت بها شاشـــةُ التلفــــــازِ والصحــفُ
    لبنـــــان يا دُرةَ الأعراب من زمنٍ
    كم مزّقوا عنك ثوب الحُسن واقترفوا
    كل الذين أرادوا منك مســــلبة
    ســــيُمطرون وبـــــالا أينما ثُقفــــــــوا
    فاستنفرِ الصف يا لبنان منطلقا
    والضُــــر عنك قريبا سوف ينكشفُ
    وعندما قام خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز رحمه الله بجهده المعروف فى إنجاح اتفاق الطائف لرأب الصدع اللبنانى وحقن الدماء اللبنانية الغالية كتب شاعرنا قصيدته المعروفة فى ذلك الحين بعنوان " عودة لبنان " التى يقول فيها :
    يا خادم الحرمين طابت خطــــــــــوةُُ
    حقّقت معجــــــــزةً لنــــا ورهـــــــانا
    فى " الطائف" انزاحت غُيوم ضغائنٍ
    وتحوّلت حبا يفيض حنـــــــــــــــانا
    يدك الكريمة أمهــــــرت لوثيــــقةٍ
    داوت جراحـــــــــا أزمنــتْ إزمـــــــــانا
    فنســـجْتَ للأطفــــــال أجمل فرحـــــةٍ
    ومسحْتَ من حدقـــاتـهم أحــــــــــزانا
    فكسبت للإســــــــــلام أعنف جولـــةٍ
    ورسمتَ دربا للصفـــــــا وبيـــــــــانا
    يا أرض لبنــــــــــان العروبة كَبّرِى
    باسـم الســــــــــلام وبيّنى البُرهانا
    واستوعبى الدرس المرير وكفكفى
    دمع التنـــــــــــاحر قد كفى ما كانا
    وارو الســـــــــــلام على المحبة وارعه
    يلُد الأمــــــــــان ويُطلق الأفنــــــــانا
    وفى قضية البوسنة والهرسك ذلك الشعب المسلم المسالم الذى استنكروا عليه حريته واستقلاله فأعلنوا عليه حربا شعواء حصدت الأخضر واليابس وأبادت رجاله ونسائه وأطفاله وسط صمت مشبوه لهذا العالم المتحضر الذى سطر فصلا أسودا له حيال هذا التآمر المرير .
    وفى هذه القضية يقول شاعرنا رفعت عبدالوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان " لا تقلعونى من جذورى" على لسان طفل من البوسنة يرفض التهجير من بلاده :
    لا تخرجونى من بلادى المســلمةْ
    إنى سأبقى رغم أنف المحكمةْ
    قومى أُبيدوا والعيون نواظــرُُ
    والجرح قاس والحقيقة مؤلمــة
    ماذا تبقَّى من جرائـــــم بعــدمـا
    بقروا الحوامل والصبايا الحالمة
    قذفوا الجماجم كالكرات أمامهم
    يا للضمــــــائر والقلــوب الآثـــــمة
    سيسطر التاريخ فصلا أســــــودا
    فالعــــار باق والفضيحة قــــائمة
    أنا مُســــلم هذى حـــــروف هويتى
    ولتنظروها فى جبيـنى أوســــمة
    لن يطفئوا نــــــور الإله بحقدهم
    والفجر آت والبشائر قـــــادمة
    وفى قضية شعب كوسفو المسلم الذى يجاهد من أجل نيل استقلاله وحريته ، ويُضرب بيد من حديد من الديمقراطيات والحريات الأوروبية لا لشئ إلا لأنه يطالب بحريته فيقول شاعرنا فى برقية على لسان هذا الشعب المجاهد :
    أنا لن أُباد
    مهما قتلتمْ أو حرقتمْ
    أو حصدتمْ فى البلادْ
    فأنا هنا دهر تعمَّق واكتسى
    من خير زاد
    وأنا هنا جِذرُُ عميقُ
    طرحه عطر تسرَّب فى حنايا الأرض
    فى كل امتداد
    فدم الشهيد على الثَّرى
    يأتى بآلافٍ شداد
    ودم العذارى المستباح
    سيشعل الآفاق ثأرا وارتعاد
    أنا لن أباد
    وفى قضية الفقر الذى يعانى منه الشعب الصومالى الشقيق فى ذات الوقت الذى تُنفق فيه مليارات الدولارات على مركبات الفضاء وترسانات الأسلحة الفتاكة نلمح صرخة شاعرنا متضامناً مع صراخ صومالى يصارع الموت جوعاً فى قصيدة بعنوان " صرخة " يقول فيها :
    يا مسلمون تعالوا واستروا بدنى
    غــــداً سُـــأرمى رفاتا دونما كفـنِ
    فما لدينا بقــــــــايا من ملابسـنا
    فأىّ شئ إذا ما متُ يســــــــترنى ؟
    و ما لدينا رجـــــال دونـــــــما رمـقٍ
    فأىّ جمع إذا ما مـــــت يقبـــرنى ؟
    لكن قلبــــــى باق فى عقيــــدته
    والفَجـــر آتٍ وعيـــن الله تنظرنى
    يا إخوة الإيمان فى بيدٍ وفى حضرٍ
    أين الزكاة فحق الله يلزمنى ؟
    وفى قضية غزو العراق للكويت فى أوائل التسعينيات ، والتى رفضها كل المجتمع العربى والإسلامى والإنسانى على الإطلاق حتى تحرر التراب الكويتى الشقيق حيث بدأت حرب تحرير الكويت فى السابع عشر من شهر يناير عام 1991 ضد قوات الغزو العراقية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجامعة العربية ، وأطلقت على هذه الحرب " عاصفة الصحراء" كتب شاعرنا مهنئاً شعب الكويت الشقيق فى قصيدة بعنوان " وعادت الكويت " نذكر منها :
    سقط الردى وانجـــــابت الظلمــاءُ
    وبدا على وجـــــه الكويت بهاءُ
    وتوافــــــد الطير الوفى لعشــــهِ
    و تعـــــانق الآباء والأبنـــــــــــاءُ
    والكل ينشد للإلـــــه مكبــــــرا
    الله أكبــــــر زالــــــت الأنــــــواءُ
    يا رب شكرا قد أجبت رجـــــاءنا
    فالحــق باق والكويــــــت بقـــاءُ
    مهما أراد الظالــــــمون لها الردى
    فالعدل دومــــــا للحيــــــــاة رداء
    يا كل أبنـــــــاء الكويت تحية
    لكم الخلــــــود وأنتم الســـعداء
    إنى كتبت إلى الكويت مُهنـــئا
    إنى كتبتُ وفى الكتاب وفاءُ
    وعن قضية أسرى الكويت لدى العراق كتب أيضا شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان " برقية إلى أسرى الكويت " مبشرا بفك أسرهم فى القريب العاجل :
    يا أسرانا .. صبرا .. صبرا
    ما كنتم يوما منسيين
    ولا كنتم يوما أسرى
    فالليل الأسود لن يبقى
    وسيقبل ضوء الفجر كموجٍ
    يجتاح ملوحة هذا المجرى
    وستخرج كل طيور الوطن
    تُغرّد فوق حدود العمر
    القادم شُكرا شُكرا
    يا أسرانا .. ما كنتم يوما منسيين
    وما زلتم بملامح هذا الوطن البُشرى
    ما زلتم وهجاً يتبرعم بجبين
    الوطن حروفا نُضُرا
    وانفعل شاعرنا أيضا مع ما يعانيه الشعب العراقى الشقيق من دمار وخراب على يد قوات التحالف التى استباحت كل شئ ، فعلى لسان الطفل العراقى على إسماعيل عباس الذى فقد ذراعيه ببغداد بفعل القنابل الذكية الأمريكية تساءل شاعرنا فى قصيدته التى تحمل عنوان " هل من ضمائر تستحى؟ " ونذكُر منها :
    ماذا أقول إلى رفاقى
    ماذا أقول إذا سُئلت عن الذراع ؟
    - من يا ترى قطع الذراع
    - ..... أكل الذراع ؟
    قلت أسألوهم وحدهم ..
    من ذا الذى بعث الجحافل
    كى ترَّوع أمننا ؟
    من ذا الذى صنع القنابل
    كى تدك بلادنا ؟
    أو يقبلوَن لطفلهمْ
    تقطيع أذرعهِ كما فعلوا بنا ؟
    قلت اسألوهم وحدهم
    من ذا الذى حرق البراءةَ
    والطفولة والصباحْ ؟
    من ذا الذى قتل العجائز
    والصبايا والملاحْ ؟
    وبأى حق نُستهان ونُستباح ؟
    وفى قضية الغزو الفكرى الذى يحاول الغرب أن يفتننا به من خلال الدعاوى المزيفة والآداب المستوردة من أجل طمس هويتنا العربية والإسلامية ، والقضاء على لغتنا الجميلة .. لغة القرآن الكريم ، يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان " يا من فتنتم بالتغرب" الذى أهداها إلى المفتونين بالغرب فى الثقافة والأدب والفكر :
    أنا شــــاعر لا اغتــــــوى بحــــــــــداثةٍ
    أمشـــــى ســـــويا فى مــــدى مأمــــــونِ
    فن العمــود أذوب فيــــه صبــــابة
    حتى دُعيـــت بشـــــاعر مخبـــــــــــــونِ
    " حسان" رمز الشعر من عهد الهدى
    أنا ســــــائر فـــــــــــى دربـه المضمونِ
    ذكر الإله لدى العــــــروق يُضِيــــــئنى
    وشذى الحديث يموج فى تكوينى
    ما همت يومــــــــا أو فقدت ركــــــائزى
    أو تهت حيـــــــنا فـــــــى هوى وفتون
    يا من فُتنتم بالتغــــــــرب منهــــجا
    لم لا نعـــود لوجهنا الميــــمون
    وفى قصيدة " هل صِرنا موتى؟ " لشاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى نجد مجموعة من التساؤلات التى تزاحمه حيث يقول :
    يا للعـــــار
    هل صار الكل يبشُّ الوجهَ
    يزم الوجه يسب الوجه بأمر القُرصان ؟
    هل صار الكل ينفذ أمر الغطرسة الحمْقى
    ويُزين أحرفه بنكاتٍ ونفاقٍ
    ونقوش ؟
    ألهذا الحد نعيش ؟
    هل صرنا جسدا منزوع الريش
    هل صرنا موتى ........
    ولماذا يوهمنا البعض
    بأنا فى الحُسبان ؟
    وفى قصيدة بعنوان " رسالة إلى أمى " والتى كتبها شاعرنا الكبير رفعت المرصفى على لسان طفل محاصر فى غزة نجد ثورة من التساؤلات التى تؤكد براكين الغضب والألم والحسرة داخل أعماق هذا الطفل البرئ الذى ما عاد يشعر بجمال الطفولة ولا ببراءتها فالصورة مظلمة والجسد العربى يتمزق والفساد يستشرى مخلفا الخراب والدمار والشعب الفلسطينى يعانى الحصار الأليم بعد أن تحولت غزة إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى وحول كل هذه المعانى يقول شاعرنا على لسان هذا الطفل الجريح :
    الصورة قاتمة يا أمى
    الجسد يئنُّ على مرأى الأعراب
    على مرأى الأغراب
    الغدر يمزقهُ ...
    وجنود الشر يعيثون فساداً
    ودماراً فى الأرض
    لا شئ سوى الصمتِ
    سوى الخوفِ سوى الموت
    لا أحدَ يحرّك فاهاً
    أو يفتح للعدل الأبوابْ
    أوَ ليس هناك على وجه الأرض
    سوى شرْع الغابْ ؟
    ثم تتصاعد ثورة الأسئلة وطوفان الحسرة فيتساءل الشاعر على لسان الطفل المحاصر عن ضمير العالم وعن حقوق الإنسان التى يتشدق بها دعاة الحرية الزائفة فيقول :
    أين ضمير العالم يا أمى ؟!
    وحقوق الإنسان
    ما عاد هناك ضمير مشتركُُ
    أو حلم مشتركُُ
    أو شئ مشتركُُ
    ما عُدنا نلمح إلا حلقات
    الجبن الدولية
    العدل يموت على أعتاب
    الأمم المتحدة
    . . . . . . . ..
    بسمات الأطفال
    أغتِيلت باسم الشرعية
    أوَ لسنا بشرا يا أمى
    ولنا ما للبشرية ؟
    فلماذا تسلبنا الدنيا أزهار
    الحرية ؟
    ولماذا العالم يرفُض أن نرفضَ
    أن نصرخ فى وجه الهمجية ؟
    ويستكمل شاعرنا رفعت المرصفى بوحه على لسان الطفل المحاصر فى غزة فيعاتب الذين يتكاسلون عن نصرة الشعب الفلسطينى ودعمه فى قضاياه العادلة والمشروعة لنيل حريته واستقلاله فيقول :
    أُمـاه ....
    الإخوة باعوا الأرض بثمن بخس
    باعوا البيت بثمن بخس
    باعوا أشجار الأرز وأغصان الزيتون
    باعوا الحلو الميمون
    الإخوة باعوا دمنا
    أصبح برميل النفط يعادل برميلا من دمنا
    أصبح برميل النفط يعادل أطناناً من أعظُمِنا
    الإخوة صاروا أسلحة تنحر فينا
    وتقدمنا كشرائح لحم ناضجة للسفهاء
    وعن دماء المسلمين المهدرة فى معظم بقاع هذا العالم يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان " طعنات فى الجسد الإسلامى " :
    يا مســـــلمون جراحنـــــــا تتفجرُ
    ودمــــــــاؤنا فى كل صوب تُهدرُ
    ضاعـــت حقـــــوقُ فى زحام خلافنا
    من فرط ضعف فى العروق يسافرُ
    مــــاذا تبقى كى نفيق لحــــالنا
    والقيدُ وهمُ والدوائر تُكســـــر ؟
    وإلى متى سيظل فينا شـــــــارد
    وعدونا فى كل لون يُمكــرُ ؟!
    وينادى شاعرنا بوحدة الصف العربى والإسلامى لأن الاتحاد قوة والفرقة ضعف ، والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية .. حيث قال :
    يا أمة رسم الحبيب طريـــــقها
    وانساب فيها الهْدىُ والإرشــادُ
    ماذا تبقى كى نعضد ديـــــننا
    وشذى الهداية نفرةُُ وجهـــادُ ؟
    ما كان يمكن أن يُمسَّ قميصنا
    لو أن كل المســلمين أرادوا !
    ويؤكد شاعرنا رفعت المرصفى على هذا المعنى فى قصيدة أخرى بعنوان " إسلامنا مستهدف " حيث يقول :
    يا مســـــلمون تآلفوا
    وتعاضـــدوا وتكاتفـــوا
    فالعـــــود فى إفرادهِ
    حتــــما يخـــور ويضعــــفُ
    كنا نسيجا شــائكاً
    وعدونا يتــــــــــــــــرجّفُ
    كنـــــــــا لواء واحــداً
    فوق الربــــوع يرفــــرفُ
    كنــــا أُولـــــــى بأس
    فصرنا بالتفكّك نُوصفُ
    ماذا دهـــــــانا اليوم
    من أفعـــــــــالنا نتخلّفُ ؟
    يا مســـلمون توحدوا
    إســــــــــلامنا مُســـتهدفُ
    ودعوا التفرق جانبا
    إن التوحـــــد أشـــــرفُ
    وفى قصيدة بعنوان " حروف من ذاكرة الفجر " يستنفر شاعرنا طاقات هذه الأمة للخلاص من جزاريها حيث يقول :
    يا أمتى .. ماذا تبقىَّ كى تفيقى ؟
    ماذا سنلقى كى تفيقى ؟
    كل القرائن قد بدت
    كل البشائر أوشكتْ
    والآكلون تحوّطوكى
    يا أمتى .. الرصدُ من كل الجهات
    الطعن من كل الجهات
    العدل فى الإنسان مات
    صارت الدنيا انفلاتا
    ما عاد شئ فى المدار سوى الجنون
    يا أمتى .....
    ماذا تبقىَّ / كى كما كنا / نكون
    وفى قصيدة أخرى بعنوان " شكاية إلى الفاروق" يخاطب شاعرنا الفاروق " عمر بن الخطاب " رضى الله عنه حيث يقول :
    وا عمراه ... جُرحنا انفجرْ
    وسيفنا انكسرْ
    إلا على نُحووورِنا
    دماؤنا الخضراء تنهمرْ
    طيورنا البيضاء تحتضرْ
    نعالج الجراح أم نعالج الأثرْ ؟
    الدمع يفرى جفنهُ
    والجسم يلوى بعضهُ
    والصيد للصياد يشعل الشررْ
    لا قدسنا عادت ولا جراحنا طابت
    ولا .... ولا ..... وا عمراه
    العابرون يعبرون فى الجراح للنخاع
    يعبرون فى الشتات للضياع
    يشبعون من لحوم أجسادهم
    ويرتوون من نزيف جرحهم
    ويمضغون من كتابنا العِبرْ
    فجرحنا انفجرْ
    وسيفنا انكسرْ
    إلا على نحووورِنا
    ويقول فى قصيدة أخرى بعنوان " أسرج حصانك" :
    أسرج حصانك يا فتى الفتيــــــانِ
    ما عاد فى الحلباتِ من فرســــــــانِ
    فتت صخـــــور الحــــــزن من أيامنا
    واكشف لنا عن وجهـك النُوّرانى
    الكل ينظر صوب وجهك شــــاهقا
    ويقول أنك من شـــــذى الإيـــمان
    فامشق حسامك وانطلق نحو الحِمى
    ما عـــــــــاد يجــــــدى أى حل ثــــانِ
    يا فارس النصر الذى قد هـــــــــزنا
    أفضـــى إليـــــك بمجمل الأحـــــزانِ
    الغرب دس ســـــمومه بتــــــرابنا
    والشرق بارك دولة الشـــــــيطانِ
    والمسجد الأقصى الذى كم شـاقنا
    يهمى دما من قبضة الســـــــــــجانِ
    مسرى النبى الهاشــــــمى ملــــوث
    والحــــــزن فينا صار كالفيـــضانِ
    يا من بعثْت الحــق من أكفــــانه
    أوقدتَّ فينا شُعلة الغليـــــــــانِ
    وفى قصيدة بعنوان " تداعيات من زمن الصهيل" نجد شاعرنا يستنفر صهيل الأمة العربية والإسلامية لاستعادة أمجادها التليدة حيث يقول :
    هدهــدْ شجونك يا جـــــوادْ
    ما عاد وقت للحــــــــــــــدادْ
    ضمــد جراحـــــك وانتــصب
    فلقد جبلت على العنــــــادْ
    روح الصمود لديك تكــفى
    إن هــــــــــــوى منك العتادْ
    وسنا الهداية فى العـروق
    وفى الديـــــــاجى يُستقادْ
    لملم همــــــــــومك وانطلــق
    "إن الحيـــــــــاة لمـن أراد"
    هل من فــــــــوارس ها هنــا
    هــل من صهيــل يُســـتعاد

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    المشاركات : 721
    المواضيع : 122
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي يعقوب أحمد يعقوب والرسم بالكلمات

    مما لاشك فيه أن لكل تكنولوجيا أيجابيات وسلبيات ومن منجزات هذا العصر .. الأنترنت _ الشبكة العنكبوتية _ التى جعلت العالم قرية صغير
    ومن الظواهر الايجابية للشبكة العنكبوتية الشاعر والأديب الفلسطيني المبدع ( يعقوب احمد يعقوب )
    وبدايته مع الكون والحياة كان فى الساددس عشر من شهر سبتمبر عام 1957 حيث المولدفي قرية كفر مندا1957 م بفلسطين الحبيبة .. ولأنه موهوب بالفطرة فقد بدأت موهبته ومشواره الأدبى فى عام 1948 ليرصد ويكتب عن حرب 1948 ومعاناة وطنه وامته العربية ..
    والشاعر والمبدع يعقوب أحمد يعقوب يكتب الشعر والقصة وو .. و .. وقد صدر له مجموعة من المؤلفات الجميلة كما قدم على خشبة المسرح العديد من أعماله كما ترجمت بعض كتاباته إلى أكثر من لغة أجنبية وتغنت بكلماته الاصوات الفنية الجميلة .. وفى عام 2007 فاز بجائزة الإبداع
    والأخ العزيز المبدع يعقوب احمد يكتب للأنسان والوطن والتاريخ فهاهو يقول فى ( الأ مل العربي ) الذى لحنه محمد عبد الحليم وغردت به جوقة سنابل :
    قلب وعم ينبض
    بلحن من أمل
    الامل في بكره..
    انها تبقى الفكره..
    حقيقه.. ونبدا
    بكره في العمل
    وهنا يؤكد على أنه طالما القلب ينبض بالحياة فيجب أن نتمسك بالأمل فى الغد .. الأمل الذى يدفعنا إلى العمل وتاكيد الذات .
    ويؤكد على كرامة النفس وعزة الأنسان التى تدفعه إلى عدم المهانة فيقول :
    إمشي
    وخلي
    راسك عالي
    عالي
    عالي
    عالي اكثر
    اكثر واكثر
    قد ما تقدر
    وقلبك بالامل مليان
    وارسم بكره
    وارسم بعده
    ولون
    اجمل
    الوان!!!
    والمبدع يعقوب أحمد يعقوب يذكر للتاريخ حكمة تتماس مع حكمة مفادها أن العلم والمال والشرف اجتمعوا ذات يوم فى مكان وعندما أراد المال ان ينصرف قال : من يبحث عنى فسوف يجدنى فى هذا القصر العظيم .. وعندما هم العلم فى الانصراف قال : من يريدنى فسوف يجدنى فى المدارس والجامعات والكتب .. وعندما ظل الشرف صامتا سألوه : لما انت صامت ؟ فقال : انا إن أنصرفت فلن أعود قط
    ويؤكد هذا قول شاعرنا المبدع يعقوب أحمد يعقوب فيقول :
    ولا عيش
    لمن ليس به شرف
    ولأن الشاعر والمبدع يتميز بمرصد خاص فقد رصد شاعرنا يعقوب أحمد يعقوب معاناة شعبه الحبيب فى غزة وكثرة الأشواك الموجودة على أرض الوطن وختم نصه خاتمة رائعة .. فهو قال :
    صباح الروح
    اذ تطلع ولا تطلع
    صباح
    احمد المنسي في غزة
    اذا خرج
    يلملم وجهه الدامي
    ولم يرجع
    صباح الطفلة ا لحلوة
    على الريح ظفائرها
    وتشرب لهفة الصبح
    ولا تشبع
    صباح
    زينب تبكي
    ترقع بذلة العيد
    من الترقيع لن ترقع
    وتمضي بغابة الشوك
    وعين الشمس
    لا تخجل
    من الجرح
    وتحت الجلد
    كم حقل من الشوك
    فاي الشوك
    قد تقلع..
    وفى قمة المرارة واللوعة من جراء مايرتكبه جنود الاحتلال فى فلسطين الحبيبة .. فلا فرق عندهم بين الصغير والكبير .. والصبى والشاب .. بين براءة الطفولة وضعف الكهولة .. حول كل هذا يرصد شاعرنا ماحدث من جنود الاحتلال فيقول على لسان الطفولة :
    لعبتي الصغيرة
    كسرها الجنود
    قطعوا الضفيرة
    مزقوا
    الثياب
    وجرحوا الخدود
    ففاض الدم منها
    وتدفق كنهر
    يفيض بالورود
    ورجلها المقطوعه
    ويدها المشلوعه
    وعينها المقلوعة
    تحدق بالجنود
    وتقول: لماذا
    لماذا كل هذا
    يا ايها الجنود
    وفجأة رأيت
    عينيها المقلوعه
    تفيض بالبكاء
    وتنظر وتحدق
    بصمت في السماء
    وتقول يا الله
    الله يا الله
    لعبتي الصغيرة
    كسرها الجنود..
    وشاعرنا ومبدعنا الكبير يعقوب احمد يعقوب يتفرد بخصوصية قلما نجدها بين الكثير من المبدعين وهى رصده لما يحدث على ارض الواقع ثم يتبع بوحه الأدبى سواء الشعرى أو السردى أ والنثرى أو المسرحى بلوحة فنية معبرة وقد نشر سلسلة جميلة بعنوان ( شعر وقهوة ) عبر الشبكة العنكبوتية ولذا اقترح عليه إصدار هذه السلسلة فى كتاب .. ومما كتبه فى هذا الصدد نذكر قوله :
    القهوة:
    __
    منتهى الغربة.. ان تشعر بالغربة وأنت بين اهلك
    ومنتهى المنفى ان تشعر منفياً وأنت في وطنك
    وأقسى أنواع الموت هو الموت في الحياة
    وأقسى أنواع الحياة هي الحياة في ظلال الموت
    وعندما تكون هذه الأشياء كلها مجتمعة معاً فهذه هي منتهى المأساة..
    الشعر:
    ____
    غربة
    مَطر يُبَللُ أرصفة الوداع
    ويغسلُ عن عيون الشوق
    ما تنامى.. من ملح البكاء
    والصمت يصرخُ.. كم من العشق سيْذوي
    مثل أعشاب الخريف
    في ضجيج.. الانحناء
    أنه الليل نديمي
    إنها الكأس.. تفيض بالدماء
    من يلملم بعض قلبي
    عن حقول الشوك تلك ومسافات السماء
    إنها الروح تعرت
    من ثياب الصمت.. ثم أجهش فيها البكاء..
    ولست أبكي من حنين إنما أبكي..
    على وطن يئن من عناق الغرباء
    إنها الغربة.. في الوطن ابتلاء..
    حين يصرخ كل حجر.. كل نهر.. كل شجر
    أين ضاع الانتماء!!؟
    والمبدع المتعدد المواهب يعقوب احمد يعقوب يرسم بالكلمات فنصوصه تاتينا راصدة لجماليات الكون والكلم تارة وتارة أخرى تأتينا محملة بما يحدث فى واقعنا الذى نعيشه وفى معظم أعماله يطرز رسمه وفنه بكلماته التى تعطى للمتلقى عطورا متنوعة فى عبقها الآخذ وعندما رصدت هذا الجانب عند صديفنا المبدع يعقوب احمد يعقوب تذكرت الفنان الجميل حسين بيكار ابن مصر والعرب _ رحمه الله تعالى _ فقد أصدرت نؤسسة اخبار اليوم المصرية ضمن سلسلة ( كتاب اليوم ) كتابين له بعنوان ( الرسم بالكلمات ) حيث نجد لوحة فنية ومقطعا من الشعر أو النثر يماثل اللوحة المرسومة وعلى سبيل المثال نذكر قول المبدع حسين بيكار المرافق للوحة رسمها :
    فضلت أدور على طريق دوغرى ..
    لايمينى ولا شمالى ..
    طريق واضح زى ضى النهار ..
    ممتد طوالى ...
    طريق اجعله زادى ..
    وزوادى .. ورسمالى
    لقيته فى كلمة حق
    اقولها من غير خوف بصوت عالى
    ولقيته فى لمسة حب ..
    ألون بها موالى
    ومن أعمال المبدع يعقوب أحمد يعقوب والتى تتماثل مع أبداع مبدعنا حسين بيكار برغم أختلاف الاوطان وتباعد المسافات الجغرافية نقدم لكم هذه اللوجات الفنية التى رسمها المبدع يعقوب أحمد يعقوب :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ونظرا لجمال ورسالة النصوص التى يقدمها المبدع المتعدد المواهب يعقوب احمد يعقوب قام نخبة من المبدعين بترجمة مجموعة من نصوصه إلى اللغة الإنجليزية فهاهو المبدع الدكتور عبد الله حسين كراز قد أستوقفه هذا النص الذى بعنوان (روح الحبر ) للمبدع يعقوب أحمد يغقوب فقام بترجمته :
    ليس الحبر الا
    رماد كلام
    كان قد احترق
    واذيب بدمع
    وبملح بكاء
    ليترجم الاوجاع
    على صمت الورق
    ***
    وليس العطر الا
    دماء ازهار
    قد باحت للنسائم
    بلهفة الحبق
    والشعر يا صديقي
    هو ذاك
    وهذا
    وكل ما سبق
    ***
    خطته المدامع
    وبثته المواجع
    وجعاً على الشفق
    فلماذا قد تظن
    بأنها الكتابة
    هي محض حبر أزرق
    يرسم حروفا
    ويلون الورق
    The soul of ink
    Ink is nothing but ashes of words
    That have burned
    And dissolved in tears
    And in bitter weeping
    On the silence of the papers
    To translate the pains …
    Scent is but flowers' blood
    Captured by breezes
    For the desire of basil
    Poetry, my friend, is
    This and that
    And all that passed!
    *****
    Drawn by eyes,
    Diffused by pains,
    As another pain in the afterglow.
    Then, why do you think?
    It is the act of writing
    It is a mere blue ink,
    Drawing letters,
    And coloring the land
    كما أختار الشاعر والمترجم ( حسن حجازى حسن ) من نصوص المبدع ( يعقوب أحمد يعقوب ) هذا النص الذى بعنوان ( بين الصفا والمروة ) وقام بترجمته كما يلى :
    كم مرة
    يا امي
    يا هاجر يا أمي
    أدركنا الصباح
    دون ان ننام
    في قبضة الجراح
    وجنون.. الزوبعة
    *
    وكنا انتظرنا
    وصبرًا صبرنا
    وجعنا معا
    وكنا بكينا البحارأدمعا
    وكنا إنكسرنا إنكسار ألفضاء
    وتهنا كثيرا
    وضعنا معا
    *
    وكم غيمة هناك
    كنا بكينا
    وكنا مددنا
    اليها يدينا
    وكانت تمر
    هناك.... مسرعة
    وحفرنا الرمال
    وحملنا الجبال
    من صفا.. لمروة
    جمرة فجمرة
    وحصوة فحصوة
    وكنا نموت
    ونحيا معا
    *
    وتلك السماء
    كانت بعيده
    وتلك الظلال تمر وتمضي
    ودون غطاء
    نشد إلينا
    السماء...السابعه
    Between Al-safae And Al- Marwa
    By
    Yaeqoup Ahmed Yaeqoup
    Translated By:
    Hassan Hegazy
    Many times
    Mother
    Hajar.. my mother
    the morning surprisingly come Did
    Without our sleeping
    In the heart of the wound
    And the madness of the storm
    And we for long waited
    we were more patient
    Hungry were we , together,
    Broken like space
    Torn as ashes
    Often lost
    Often without hope
    A cloud there was
    Many times
    We often begged it
    To stop
    With hope
    For all
    But it passed
    Quickly… there
    *
    We lifted sand
    carried heavy mountains
    From Saffa to Marrwa
    Firebrand by firebrand
    Stone by stone
    Together we lived
    Together we died

    This sky
    Was away
    Without delay
    These shades passed ,
    Without cover
    Without shelter
    To pull the seventh sky
    To us
    But in vain!
    وهكذا يكون المبدع بصفة عامة والشاعر بصفة خاصة .. فقد تكتب مجلدات ولكن لايخلد منها سوى الأوراق وعدد الصفحات .. وعلى النقيض نجد حفظ التاريخ والذاكرة الأنسانية لقصيدة أو مجموعة من الابيات بحروف من نور وترددها الأجيال مابقيت الحياة .. والمبدع يعقوب أحمد يعقوب يتمتع بالصدق والموهبة ولذا جاءت جل كتاباته وحفظتها الذاكرة الأنسانية وسوف يخلدها التاريخ لأن ماينفع الناس يمكث فى الارض والقلب والعقل .
    وبعد .. هذا قليل من كثير مما يمكن أن نكتبه عن مبدعنا يعقوب أحمد يعقوب .. ولكنما فى الختام نؤكد على أن صديقنا المبدع يعقوب احمد يعقوب يعد من الظواهر الإيجابية على الشبكة العنكبوتية .. فتحية تقدير لقلمه الرائع وشخصيته ووطنيته التى نعتز بها
    بقلم الاديب الكاتب / إبراهيم خليل إبراهيم
    جمهورية مصر العربية
    13/6/2008

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    المشاركات : 721
    المواضيع : 122
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي الحدث الثقافي بقلم الأديبة المغربية مالكة عسال

    الحدث الثقافي :
    _______
    من يُلقِي نظرة مقتضبة ،على سيرة أديبنا الإبداعية إبراهيم خليل إبراهيم ،يجد أن هذا المبدعَ ذخر للثقافة العربية عموما، ولمكتبة مصر خصوصا ،ونموذج حي عملي، له تنوع حاصل في شتى أنواع المعرفة ،يشمل دراسات أدبية ،وتاريخية، وبحوث، ومقالات نقدية، أضف إلى السرد والشعر ،وتتنوع ثقافته بتنوع عمله ،فهو محرر ،وصحفي، ومعد برامج إذاعية ،ورئيس تحرير ،ومشرف على عدة مواقع بالمنتديات الإلكترونية ،بالإضافة إلى عضويته الفعالة النشيطة في عدة ندوات ،وملتقيات أدبية وثقافية.. وعضويته الجمعوية في العديد من الاتحادات ،و الحقول الثقافية الأدبية ،قس على ذلك غزارة مؤلفاته ،سواء التي أصدرت أو التي قيد الطبع ...فهذا الكائن اللولبي الذي أطلق العنان لفرسه الجامح للحراك الثقافي على كافة مستوياته، وفي أبهى صورة ،لم أقدمْه مجاملة مني ،ولكن شَدّني تنوعه الثقافي المدهش ،كما حصَل مع غيري، بشهادة القراء والإعلاميين، الذين قدموا فيه شهادات لاتحصى، في إنسانيته وجهده وكفاءته ، ستبقى نياشين على صدر الكاتب ،ووثائق تاريخية ثرية لأبناء مصر والعرب قاطبة ..
    يقول فيه الدكتور مصطفى بديوى :"‘إنه جهد يستحق أكثر "
    وتقول المذيعة "نادية عثمان ":"إنسانية ابراهيم خليل إبراهيم انعكست في كتاباته " يقول الشاعر في إحدى قصائده التي تؤكد هذه القولة الأخيرة :
    أجوب المدن
    والقرى
    والنجوع
    ألمح طيفك
    فتسبقني الدموع
    ونظرا لحرارة العشق في بعديه الإنساني والوطني ، تُرجِم النص إلى الانجليزية والفرنسية ...
    الحس الوطني :
    ______
    يتجذر الكاتب في حب وطنه مصر حتى النخاع ، بل كل حبة رمل من رمالها، تنبض في عروق الشاعر ،وتفيض حبا وتعلقا ،يتنفس في ترابها ،كما تتنفس هي في وريده ،وكيانه، ومشاعره ،ووجدانه ،وخير دليل ــــ يشهد على شلال حبه الدافق ،وإخلاصه الوفي لمصر ولأبنائها الأبطال ،كمحطة بارزة لامعة، تُجَدد الأمل في مستقبل هذا الوطن ،وحافز قوي على تلاحم أبنائه، ليكونوا خير أجناد هذه الأرض الطيبة ـــ ماقدمه مبدعنا إبراهيم خليل إبراهيم من مؤلفات وطنية، تعتبر بحق وثيقة تاريخية ،ستبقى أبد الدهر لامعة في صفحات تاريخ مصر :هو كتاب "من سجلات الشرف "الذي ينبهر ببطولات الأبطال المصريين: الأحياء منهم والشهداء ،الذين قدموا كل مالديهم في سبيل نصرة الوطن، وجعله شامخا فوق القمم ،والكتاب نال حدا واسعا من الإعلام إذاعيا وورقيا وإلكترونيا ..وهكذا يُتَوَّج مبدعنا إبراهيم خليل إبراهيم بطلا ،في عيون قرائه وجمهوره وأحبائه ..وحسُّه الوطني يتجاوز أسوار وطنه، ليمتد لهيبه إلى الأمة العربية ،فيصبح قوميا ،حيث يتم تجسيد محنة فلسطين وماألم بغزة بحرقة ملفتة :
    غزة تحترق
    غزة تختنق
    والعالم في صمت مغرق
    ولايقف عند هذا الحد، بل يدعو العرب إلى اليقظة من نومهم ، للذود عن العروبة ،ومن يقرأ القصيدة "غزة تحترق "يلفي صراخ الأديب بحماس يمزق الأحشاء ..والملفت ،أن أغلب نصوص الشاعر قصيرة جدا، تعتمد السهل الممتنع، الذي يغلب عليه طابع المباشرة، نظرا لطبيعة المواضيع الحارة،وهذه البساطة في الأسلوب بوعي الشاعر، ليُفسِح المجال لقرائه ،حتى يلتهموا مابين السطور بسهولة ،ويشاركوه حماسه القوي المشتعل ..كما اعتمد في الاختزال شساعة المعنى ،والدلالات القوية المربكة ،بدل التفسير الزائد، والإطناب ...
    اللغة :
    ___
    إنك حين تلامس لغة إبراهيم خليل إبراهيم، تلامس الدفء ،وحرارة الكلمة ،كافية تصهر الأشياء وتجعلها لحمة واحدة ..إذْ تَهُد كل الفواصل والحدود بينها ...فترفع من قِيَم التعبير إلى مستوى أرقى ..وهي حذلقة من الشاعر، في إيقاظ الهمم في النفوس ،وبعث روح الحماس في القراء ..فاللغة تنطلق في حدود تجربة لها بنية خاصة ،تحمل في أحشائها شرارة الحياة ،ونبض العاطفة ،تَتَرفّع على اللغة العادية بخلق الرموز المعتدلة غير الغامضة ،والسمو على مقام مناطق الرؤى ،حبلى بصيغ رفيعة دلاليا ،ماأعطاها بعدا آخر متميزا، في انسجام كامل بين الجرس والصوت والنغم ..هذا على مستوى الشعر والسرد ،أما على مستوى المقالات النقدية ،والتاريخية، والوطنية ،والدينية، فمبدعنا ينهج السلاسة في التعبير ،حتى تغدو اللغة كنهر زلالي متدفق ،ينتقي المبدع فيها معجمه ،حسب مواضيعه المتلونة والعديدة ،التي تتعدد بمعاجم منتقاة بعناية فائقة ،والتي ترتبط بعمق الإحساس الخاص لدى الأديب ،كفضاء داخلي تعترك فيه الأشياء، ثم تمتزج لتنساب سيلا واحدا لألاء شفافا ،تبرق على شاشة الشعور بارتداد آفاق المعاني الإنسانية ..
    الأسلوب :
    ______
    تهيمن الذاتية على منجزات الأديب إبراهيم خليل إبراهيم ،حيث ينصهر التلفظ والأسلوب ليصبح أمرا واحدا ، ترتكز الأبعاد التداولية على النشاط اللفظي نحو الترميز إلى دلالات معينة ،كامنة في نفسية الشاعر ،والتي تتنوع وتحيا من قارئ إلى آخر، يتجاوز فيها المبدع كل صيغ التكلف ،والغرابة ،سواء في قصصه ،أو شعره ،أو مقالاته الدراسية ،أو النقدية .ليقدم لنا أطباقا متنوعة ،تزخر بكل فنون المعرفة والثقافة،بأسلوب سلس مبسط ،حتى تكون في متناول الجميع حسب آفاقهم المعرفية ،وهذه ميزة قلما نجدها لدى غيره من الكتاب ،فكل من تناول مواضيعه يَنْشَد إليها ،ولاينفض يده منها إلا بعد إنهائها ...
    خلاصة :
    ____
    الكاتب إبراهيم خليل إبراهيم يجتاح عالم الأنترنيت بأجنحته الأربعة ،ينفذ في أقطار الصحافة حتى الأعماق ،يضرب أطناب السرد بامتياز ،يُمَسّد خصلات القصيدة دون تريث ،يهيم وراء المقالات النقدية بكل جرأة ، يحفر في قلب الدين والسياسة ،ويقلب تربتهما بثقة عالية ،يثقب قلمه جذع التاريخ بسيولة لاتنضب ..إبراهيم خليل إبراهيم أديب متمكن من أدواته اللغوية، والأسلوبية، والصياغية، والمعجمية ،ترك بصمة مدهشة في المكتبة العربية ،ونبضة فعالة في قرائه وجمهوره ..
    بقلم / مالكة عسال
    الدار البيضاء- المغرب
    27/05/2008

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    المشاركات : 721
    المواضيع : 122
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي مبدع متعدد المواهب بقلم المبدعة العراقية صبيحة شبر

    مبدع متعدد المواهب:
    _______
    يبدع في الحوار ، فينتقي أعذب الأسئلة ، ليطرحها على محاوره ، لتأتي الأجوبة متناسقة بالجمال ، مع روعة تحملها أسئلة مبدع ينسج حروفه من ألق البهجة ، ويضفيها على الموضوع ، فيكسبه توهجا بديعا ورونقا زاهيا
    ويبدع في انتقاء الألفاظ في كتابة خواطر فياضة بالإبداع الجميل ، وينسجها قلادة رائعة ، تزين عنق القاريء العربي المتعطش للجمال
    ينشط في نقل الأخبار، وفي الإشراف على عديد من المنتديات ، في الساحة الرقمية ، ناصحا الجدد ،مناقشا من له أغصان وارفة ، في دنيا الإبداع البهي ، لأشجار كثيفة سامقة
    يكتب القصة القصيرة ، ويبدع في انتقاء الألفاظ الموحية ، القادرة على التأثير في المتلقي ، مع العناية بالأفكار ، التي تشغل ذهن القاريء ، وينفعل معها مهما تقادم الزمن ومرت الأعوام
    لنأخذ مثلا عن قصصه الجميلة هذه القصة القصيرة :
    كنت أجلس على شاطىء البحر أتابع بعض لوحات كون الخالق المبدع .. .. المياه والأمواج التى تتلاطم فى تناغم بديع .. والمراكب الشراعية ذات الألوان المتعددة المحملة بعشاق مصر والسياحة.. .. والسماء المرصعة بنور النجوم .. .. هنا جلس بجوارى أحد السياح وبمرور الدقائق بدا يتحدث معى بلغة عربية فصيحة .. استمعت لحديثه .. وفجأة بكى عندما بدا فى حديث الذكريات فقلت : لما البكاء ؟
    قال : كان جدى مقاتلا فى ساحات الحرب العالمية الثانية وبعد أن لقىَّ حتفه أثناء القتال وبعد سنوات من رحيله عثرت على رسالة في أوراقه الخاصة كتبها بخط يده ... قال فيها :
    ( ربي و إلهي ... لقد قيل لي إنك غير موجود ... و أنا وقتئذ كأبله صدقت ذلك ... و في الليلة الماضية ومن حفرة القنبلة التي رقدت فيها كنت أرى سماءك لذلك تحققت جيدا أنهم كذبوا علىّ ... لو كنت كلفت نفسي أن أعرف و أتأمل كل ما صنعت لكنت فهمت !! إنه لايمكن أن يُنكر وجودك ... و الآن هل تقبل أن تصافحني و تصفح عني ؟ أنا سعيد أنك قبلتني اليوم يا إلهي .. أعتقد أن الساعة ستأتي قريبا ولكن لا أخشى الموت منذ شعرت أنك قريب بهذا المقدار ... ها هي الإشارة ... يجب أن أذهب ... يا إلهي إني أحبك كثيرا و أريدك أن تعرف ذلك ... ستحدث معركة هائلة ومن يدري ؟ يمكن أن آتي إليك في هذه الليلة رغم أن علاقاتي السابقة معك لم تكن حسنة ... هل ستنتظرني على عتبة بابك ؟ إنني أبكي .... غريب أن أزرف أنا دموعا !! آه ليتني تعرفت إليك قبل الآن بكثير ) وهنا جاء صوت المؤذن لصلاة العشاء فنهض مسرعا .. فقلت : إلى أين ؟ قال : إلى صلاة العشاء .
    القصة تدور حول مفهوم يحظى باهتمام الإنسان ، سائح يأتي الى مصر الشقيقة ، كي ينعم بما حباها الله من نعم كثيرة ، الأرض الخضراء والمروج الواسعة ، والشواطيء التي تدعو الناس إليها بحب ودفء ، وأناس مصر الطيبين المرحبين بالضيوف كعادة أبناء هذه أرضنا الطيبة
    تتحدث القصة عن مفهوم الإيمان ، يذكر السائح انه عثر في أوراق جده المتوفى على ورقة مكتوبة تنبيء عن شدة الإيمان بالخالق الذي خلق الأرض والسماء وما بينهما من مخلوقات ودبر الحياة ، وان الجد كان هائما قبل ان يهتدي الى وجود الله تعالى ، لان بعض الناس قد اخبروه بعدم وجود الخالق ، ولكن مجرد التفكير في كمية النعم الهائلة التي ينعم بها الإنسان ، وكيف تدار الحياة بهذه الحكمة الرائعة ، كفيل بجعل كل ذوي فكر يؤمن بوجوده تعالى ، ولقد تساوت الأديان بمفهوم الإيمان ، ولهذا يسارع الحفيد الى أداء الصلاة حين يسمع نداء المؤذن اليها
    قصص الكاتب البارع إبراهيم خليل إبراهيم هادفة ، تلتزم بالفكرة الجميلة
    وتدافع عن قضايا الإنسان
    وهذه قصة قصيرة جدا :
    التقيا
    تحابا
    ذات يوم صدمتها سيارة مسرعة
    نقلوها إلى المستشفى
    طلبوا دما إليها
    لم تتوافق فصيلة مع فصيلة دمها
    فقط فصيلته هي التى تتوافق معها
    أعطاها دمه .. ومات
    القصة رغم قصرها الملحوظ ، إلا أنها زاخرة بالكثير من العبر والدروس ، فالحب القوي الذي يربط بين الحبيبن ، يمنحهما وشائج من القوة والمتانة ، تظل مابقي الحبيبان ، لم يتأخر الرجل عن إنجاد حبيبته ، حين احتاجت الى دم مناسب لفصيلة دمها ، ولكن التضحية كانت من العظمة والبهاء ، أدت الى أن ينقذ المحب أنثاه حتى لو كان الثمن موته.
    نجد المباديء الكريمة والدعوة لها مما يميز قصص المبدع القدير إبراهيم خليل إبراهيم
    كلماته مرصوفة بعناية ، مصوغة بدراية ، مشاعره نبيلة ، سامية ، تحيطك بالروعة ،، أفكاره تتلألأ ساطعة بالمعاني المشرقة ، تنبئ عن تجربة طويلة في الكتابة ، جاءته بعد مران متواصل ، وتوق أصيل الى معانقة الحروف ، التي تأبى الانصياع ، إلا لمن يعرف كيف يسوسها ، ويصوغ من تلألؤها قطعة فنية زاهية الشكل ، راقية المضمون .
    انه الأديب المبدع خليل إبراهيم خليل ، الذي ينبئنا نشاطه الجم ، وتنوع تجربته ، عن مستقبل زاهر في دنيا الإبداع
    صبيحة شبر
    كاتبة وقاصة عراقية - المغرب

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    المشاركات : 721
    المواضيع : 122
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    لابد من تسجيل الشكر هنا على كلام أختى المبدعة الغالية صبيحة شبر
    أنا أجلها وأقدرها منذ أن رأت عينى سطورها للوهلة الأولى
    حفظك الله أختى الكريمة وبارك فيك وبك

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    دعونل نكمل الرحلة ... إلى عدل الله ورضاه ... سوية.


    لك مودتي ... خالصة أستاذ إبراهيم .
    الإنسان : موقف

  8. #8

المواضيع المتشابهه

  1. خصوصية البناء الشعرى عند رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-03-2022, 12:03 PM
  2. الرؤية القومية في شعر رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2009, 11:33 AM
  3. قصيدة الومضة فى شعر الشاعر الكبير رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-05-2009, 11:22 AM
  4. صائد الدبابات فى صالون المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-03-2009, 09:10 PM
  5. تكريم الابطال ومؤرخ حرب أكتوبر فى صالون الشاعر رفعت المرصفى
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-10-2008, 01:09 AM