ما شهدته رفح قبيل حلول رمضان الكريم عدوان إجرامي وحشي يضاف إلى مسلسل جرائم شارون ومن معه ووراءه، ولكن السكوت المطبق على الجريمة في المنطقة العربية والإسلامية هو أيضا جريمة تضاف إلى مسلسل جرائم تمكين العدوّ من بلادنا وشعوبنا، على أرضية عجز مصنوع محليا، وتمزّق مصنوع محليا، واستبداد رهيب مصنوع محليّا ويتلاقى مع الاستبداد الدولي على جريمة هَدر طاقات الشعوب وخيرات الأمّة على طريق النكبات العسكرية والسياسية والاقتصادية المتواصلة منذ عدّة عقود.
وعندما يظهر داخل الصف الفلسطيني أثناء ارتكاب الجريمة، فريق يزعم لنفسه ما يزعم من حقّ التحرّك على ذات طريق أوسلو التي أوصلت إلى الحصيلة الراهنة، فيعطي فيما عُرف بعنوان "وثيقة سويسرا" ما لا يملك، ولا يحصل حتى على بعض ما كان يُقال بإمكانية الحصول عليه في كل محاولة سابقة مماثلة، فلا يمكن وصف ذلك التحرّك أيضا بأقلّ من أنّه جريمة أخرى، ولا أقلّ من أنّ الذين يبرّرون ما يصنعون بألوان التبريرات التي كان وما يزال يشير إليه تعبير "حمائم وصقور"، هم ممّن لا يفهم أو لا يريد أن يفهم الواقع القائم ولا التاريخ القريب.

(من مقالة مطولة بعنوان: انحراف مبادرات السلام، ومن أرادها بكاملها يجدها على هذا الرابط)

انحراف مبادرات السلام