يحكى ان في قديم الزمان كان على الارض قوم لا هم لهم غير العبادة ..تاركين لهو الدنيا ولمذاتها خلفهم...
قوم مسالمين مؤمنين يتبعون كتاب الله ونهج رسولهم....
وقد ميزهم الله عن بقية البشر ،،،،فبفضله كانت دعواتهم مستجابة....
حيث ما ان حكمهم ملكً ظالماً حتى رفعوا ايدهم الى السماء راجين عزته وجلاله ان يرفع عنهم ظلم هذا الملك،،،فيستجيب الله لدعائهم...
حتى جاء يوماً حكمهم ملكاً داهية في الخبث....
فحذره كل من حوله من حاشيته ان هذا القوم دعواتهم مستجابة عن الله سبحانه وتعالى وعليه ان التصرف بحكمة وعقل والا سيلحق بالملوك الذين سبقوه....
ضحك الملك بسخرية واخبرهم انه سيعرف كيف يتصرف....
وبعد عدة ايام من توليه منصبه اصدر حكماً بأن يتبرع كل بيت بكيس من الحنطة لمساعدة المدن المجاورة المحتاجة...
وأمر حراسه ان يجمعوا بالتبرعات في ساحة كبيرة وكل من يأتي بكيس من الحنطة عليه ان يفرغ الكيس في تلك الساحة ويأخذ الكيس معه....
طلب المقريب للملك فهم سر هذه الحركة ولمَ تفرغ الاكياس وعدم بقائها في اكياسهم...
اخبرهم الملك ان لا داعي ان يعرفوا أي شيء وان عليهم تنفيذ الامر فقط...
صار الناس يأتون بتبرعاتهم ويفرغون الكيس في كومة حسب امر الملك حتى صارت تلةً كبيرة من الحنطة....
وبعد يومين اصدر الملك امراً اخر بان يعيد كل بيت ما تبرع به من الحنطة دون ذكر الاسباب....
هرع الناس الى تلك الساحة اخذين معهم اكياسهم ليضعوا فيها ما تبعروا من الحنطة....
وهكذا اخذ كلً منهم كيسه الذي تبرع به...
ولكن هنا صار الاختلاف ؟
فكان في حكمة الملك حين امر الناس بالتبرع وتفريغ اكياسهم في كومة ومن بعدها اصداره امراً اخر باعادة الحنطة لاصحابها...
وحين هرع الناس للساحة صاروا يجمعون الحطنة في اكياسهم جاهلين انهم لا سيتطيعون اعادة نفس الكيس المحمل بالحنطة...
حيث عبئ البعض منهم اكثر من ما تبرع به بقليل والاخر عبئ اقل من ما تبرع واختلط الحابل بالنابل ودخل بيوتهم مال الحرام...
وصار ملكنا يحكم فيهم كما يشاء دون خوف من دعائهم...
فالله لا يستجيب دعاء اكلي مال الحرام....
السؤال هنا سيدي القارئ...
ان ما يحدث في العراق من ظلم بشع ،،،،،والايادي التي ترفع الى السماء..
الا يسمع الله دعائهم...
ام صار شأنهم شأن ذلك القوم الذين ادخلو بيوتهم مال الحرام...
الكل يعلم ماذا حدث في العراق لحظة السقوط...
السلب والنهب والقتل والاعتداء على الحرمات و و و و و الى اخره
هل يعقل ان ما حدث كان بفعل اناس جاءوا من خارج العراق...
ايعقل ان اللصوص والسراق جاءوا بهذه السرعة؟؟؟؟؟؟
الله وحده عالم...
النهاية
بقلم
اكرم الشرفاني