|
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ عَلَى القُرْبِ والبُعْدِ |
|
|
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَلَوْ كُنْتِ في اللَحْد |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَظَلَّ سَحابُهُ |
|
|
لأَهْمَى بِلا بَرْقٍ يَلُوْحُ ولا رَعْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ مَزَجْتُ رَحِـيْقَهُ |
|
|
بـِبَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أَحْلَى مِنَ الشَهْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ سَقَيْتُ بـِمَائِهِ |
|
|
فَيَافِيَ نَجْدٍ أََوْرَقَ الشِـيْحُ في نَجْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ بَسَطْتُ رِدَاءَهُ |
|
|
عَلَى القَاعِ فَاقَ الرَوْضَ بـِالعُشْبِ وَالرَنْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَثـَرْتُ عَبـِيْرَهُ |
|
|
بـِدَرْبِ عَرُوْسٍ مَا اشْتَهَتْ عِطْرَهَا الوَرْدِيْ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ نَقَشْتُ حُرُوْفَهُ |
|
|
عَلَى الصَخْرِ ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ قَدَحْتُ زِنَادَهُ |
|
|
عَلَى التـُرْبِ أَوْرَى كَالهَشِيْمِ مَعَ الزَنْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ أَعَرْتُ قَلِيْلَهُ |
|
|
لِغَيْرِيَ لَـمْ يَكْتُمْ عُقُوْقاً وَلَمْ يُبْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ |
|
|
عَلَى النَاسِ عَاشَ النَاسُ طُرّاً بلا حِقْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَوْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ |
|
|
لَكَانَ كَـطِيْبِ العُوْدِ يَزْكُوْ مَعَ العَهْدِ |
أُحِبُّكِ حُبّاً فَاقَ حُبِّيْ أَحِبَّتِيْ |
|
|
فَلَيْسَ لِحُبِّ الأُمِّ في القَلْبِ مِنْ نِدِّ |
أُحِبُّكِ حُبّاً لَـمْ يَرَ النَّاسُ مِثـْلـَهُ |
|
|
بـِهِ تُضْرَبُ الأَمْثـَالُ في صَادِقِ الوُدِّ |
وَحُــبُّكِ يَا أُمِّيْ جَنِيْناً عَرَفْتُهُ |
|
|
وَأرْضَعْتِنيْ إِيَّاهُ مُذْ كُنْتُ في الـمَهْدِ |
أُحِبُّكِ وَالأَحْزَانُ لَيْلٌ يَحُوْطُنِيْ |
|
|
وَمَا أَطْوَلَ اللَيْلَ البَهِيْمَ بِلا سَعْدِ |
إذا غَرَبَتْ شـَمْسٌ ذَكَرْتُ أُمَيْمَتِيْ |
|
|
وَعِنْدَ طُلُوْعِ الشَمْسِ أَبْكِـيْ مِنَ السُهْدِ |
وَإنْ بَزَغَ البَدْرُ بَدَا كَاسِفَ الرُؤَى |
|
|
تَوَشــَّحَ في هَالٍ مِنَ الـحُزْنِ مُرْبَدِّ |
تَنُوْحُ حَمَامُ الدَوْحِ مِثـْلِيْ صَبَابَةً |
|
|
وَمَا حُزْنُهَا حُزْنِيْ وَلا وَجْدُهَا وَجْدِيْ |
فَقَدْ فَقَدَتْ إِلْفاً يُعَاضُ بـِمِثـْلِهِ |
|
|
وَمَنْ يَفْتَقِدْ أُمّاً فَيَا بُؤْسَ لِلفَقْدِ |
ولِلْحُزْنِ آيَاتٌ تَدُلُّ عَلَى الفَتَى |
|
|
عِـيَاناً وَمَا تَخْفَى عَلَى الأَعْيُنِ الرُمْدِ |
أَنِــيـْْنٌ وَزَفْرَاتٌ وَغَـمٌّ وَحَسْرَةٌ |
|
|
وَكُلٌّ عَلَى كُلٍّ مِنَ البُؤْسِ يَسْتَعْدِي |
أُحِبُّكِ يَا أُمِّيْ وَمَنْ ذَا يَلُوْمُنِيْ |
|
|
لِحُزْنِيْ عَلَيْكِ إذْ سَبَقْتِ إلى اللَحْدِ |
وَحُزْنِيْ عَلَيْكِ الدَهْرَ لَيْسَ بِبَارِحٍ |
|
|
بِغَيْرِ جِوَارِيْ مَعْكِ في جَنَّّةِ الخُلْدِ |