في الصباح.....
سريعاً أفقد الوعي أعني أصحو على حرارة موجعة بحق من شدة ضربات الشمس التي تعصف بجسمي النحيل فوق سطح المنزل ،
آااااااااااخ ...هه ي من(0) ............. استغفر الله ...
صباحكِ خير يا (زاخو)(1) ......
كأني أسمعها تقول ، دى رابه دئ سوزى ! ..أي قم ستحترق !
أترنح نزولاً وأرتدي ما تصلهُ يدي من ملابس ! بعد أن اغتسل سريعاً أيضاً ،
لأن الماء قد اشتعل حرارةً ،
كما كان يتجمّد بروداً في أيام الشتاء الفائت حين وصلت الحرارة في بعض الليالي إلى ما تحت 18 درجة تحت الصفر ،
وكنّا نعيش على البركة الإلهيّة ! ومدافئ" البطانية "(2)
بعد فقدان آخر "أمبير"(3) مسكين متوفر لتسخين المياه المقطوعة منذ عشرة أيام متوالية !
عموماً ..أهز رأسي وأقول ...ربنا لا تحرمنا الصبر ،
أخرج من باب المنزل ما بين الثامنة والتاسعة صباحاً لأتحرّى كل بقعة ظل تراها عيني وأهرب لها ،
تخيّل الحرارة !
سريعاً آخذ تمريناً رياضياً في عدم التعثّر بالتكسرات الموجودة في الأرصفة والشوارع،
لأجد أن عشرة " طسات"(4) قد ولدت حديثاً ليلة أمس!
فألف ألف مبروك! ،
المدينة تشتعل ونحن لا نزال في الصباح ،
"أحدث نفسي " ماذا سيحدث في الظهيرة ؟ هل ستحترق؟
هل سينشرون خبر احتراق زاخو في نشرة mbc في المساء مع علا الفارس أو نيكول تنوري (5) !؟
لا قدّر الله ..
أمّا قد مضت أربع ساعات غريبة من شدة حرارتها،
لأن الكهرباء العامّة(6) ذهبت في العاشرة صباحاً ولن تعود قريباً ...
أجد أن بعض القادمين للسياحة من مدينة بغداد الحبيبة ،
في حافلات ربما كانت تقلّ أحمد حسن بكر في الخمسينيات ! " يبتسمون في الشوارع الملتهبة "حرارةً " كأنهم في موناكو أو بروكسل !
فأنسى ما كانَ ....
لأنهم قالوا قديماً ..
من رأى مصيبة من هو أسوأ منه ....هانت عليهِ مصيبته.
.
احسان (7)
_____________________________
(0) هه ي من ..... لفظة كوردية تعني التهديد والوعيد ... سببها الغضب في أغلب الأحيان !
(1) زاخو ..
مدينة صغيرة في أقصى شمال العراق محاذية للحدود مع تركيا ،
(2) البطانيّة ... هو غطاء أخف وزناً من اللحاف ..يوضع على الجسم ليلاً للحماية من البرد ،
(3) الأمبير... هي وحدة قياس كهربائيّة معروفة بشكل موسع في العراق للعامة والخاصة !
(4) طسات ..جمع طسّه ..وهو تكسّر في الشارع غير معروف الأسباب ، وأصبحت لكثرة عددها مألوفة لدى الناس وميزة فريدة للشارع العراقي !
(5) علا الفارس و نيكول تنوري .. مذيعتان في قناة ام بي سي ..ليست لهما علاقة بالموضوع !
(6) الكهرباء العامّة ... هي صفة يُقصد بها الكهرباء التي تأتي من الدولة ، وهي نادرة الوجود .. ويخشى العلماء من انقراضها في العشر سنوات القادمة !
(7) احسان .... أنا .