دعني أبدأ حكايتي بك...
فالبدايات تستهويني....ونهايتك تعجبني...
عند حدود أناملك...
وجدتني أهوي من صرح الأكاذيب...
واسمح لي...أن أتغنّى بتلك الأكاذيب...
فقد كانت هويتي المزوّرة..ودفتر يومياتي
الذي لم أكتبه أبداً...
يا سيدي...
دعني أُحدّثك عن صدقك الغريب...
وحبك الغريب...
وقلبك الغريب...
وعالمي الغريب...
كم تختلف أحلامك عن فراشي!!
كم تبتعد نجومك عن ليلي!!
كم تقترب أوجاعك من عيدي!!
كم تشبهُ كل ما لا يشبهني!!
وتلك اللحظات التي تحيطك...
وتلك النظرات التي تهدهدني...
وكلّ ما فيك يعلّمني...
أن أسمح للكون أن يكون كما يُريد...
وأن تتحرّر السماء من تذمّراتي...
وترحل البحار بعيداً عن رحيلي..
دعني أحدّثك...
عن رحلة طويلة لم أعثر فيها على أي كنز....أو فلس....
وإنما عدتُ ببقايا نفْس...
وشتات يلملم قلمي...
ويصنعُ عبارات من كلمات هائمة صرختها في وجه الحياة...
دعني أحكي لك...عنك...لعلك تعرفني...
لعلك تتذكّرني...
فملامحي رسمها غيابك الطويل...
ومشاعري تناثرت على طُرُقاتك ...تدوسها...
كم مررت بي من هنا!
في الصيف والشتاء...
تحلم بي...
وأنا أتجاهلك....يقتلني الرياء...
لا بأس يا سيدي...
فوجودك يُلغي سنوات العدم...
واختلافك يُثبت تشابه ما سواك...
وحكايتي....
لن تنتهي....إلا في جعبتك....
وبدايتي....
لن تبدأ....إلا في عالمك........