أغان من غبار الماء
قبلا نجيء بلا معاول
ويعود يرسمنا الرحيل
وتظل تخصفنا البراثن
قبلا نجيء بلا معاول
بيضاء من إثم القصيد . .
من القصيد
من ارتكاب الشعر في شُرف المساء
قبلا نجيء
على شجون الريح ننتعل ارتعاش الصبر ِ
يقذفنا انتظارٌ لانتحار
نغتاب أجنحة الجنون
مجندلين ببسمتين من الدعاء
فنجوس أدراج السماء
مبللين بخافقين من النجوم
بوكزتين من اشتعالات السهاد
يقودنا الجرح الضرير
إلى أوان البرد في عنق الظلام
فنقود أرصفة العيون
إلى ارتشاف الملح من لجج الصقيع
خوفٌ رغيف الوقت
أوجاعٌ طريق الأمنيات
لا مستحيل سوى البقاء
***
رحم المدينة وانسدال الموت
كالليل المغمّس بالرماح
وحثيث أغنية تقول ولا تقول , ,
جاءت على سؤر الأنامل والجفون
لتعيد أوزارا تناساها الرباب
لتقيم وجه الذعر من أرق العيون
وتجز عشب الروح عن مُـرج السرور
الآن إذ لا نور في جلباب صوتي
الآن امتهن اختراع الوقت
في مرق اليراع
لا جرح أكبر من رحى الزمن المرير
لا غيم للإسمنت
يقرضه الحياة
لا سندباد ولا حكايا
البحر أكبر من جرار الشهرزاد
قد تاه والتهمت خطاه الموت
وارتكب الهدوء
***
يا شهريار العصر
والصمت المسافر في شفاك
والمارد المخنوق في قدح الكلام
انفض غبار الصوم عن مطر الصباح
انفض . .
عصافير الجليلة عن رؤاك
ماذا تبقى منك نحوك ؟!
استقبت الخوف فانفرطت خطاك
وامتهنت الغمض في مدن النباح
شجر الطريق إليك مشنوق الطريق
لا شكل للكلم العفيف سوى السفور
لا لون للشرف المراق على الجبين
الليل يأكل كل أرغفة النشيد
فلا نشيد سوى الوجوم
ولا وجوم سوى اضطراب البوم
تخنقه الثمالة
***
اليوم أجمعني على جيدي وأمضي
لأعود ميلادا من الفجر المقلم بالصهيل
اليوم لا لغة لديك سوى المخالب
هل كان بالإمكان
أن تلد السنون البحر . .
لو صدقت ظلال الريح شمسك ؟!
هل كان ..
لو أزف النزيف . . ؟!
وصفقت خرق المرايا ؟!
قبلا نجيء بلا معاول
وغدا نجيء . .
بلا قبـــل ْ